قتلى حزب الله في سورية يفوق حربه ضد إسرائيل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الصراع السوري يتنقل بأنصاره إلى واقع جديد

قتلى "حزب الله" في سورية يفوق حربه ضد إسرائيل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قتلى

أعضاء من حزب الله يحملون كفن رفيق السلاح فادي محمد الجزار أثناء جنازته في جنوب بيروت
لندن ـ سليم كرم

شهدت الفترة الأخيرة نشاطًا ملحوظًا في مكان مقبرة الشهداء التابعة لحزب الله التي تقع في جنوب بيروت وهي المقبرة التي تم أنشاؤها لتكريم موتى حزب الله. وتقول صحيفة الغارديان البريطانية أن هذا النشاط يفوق الذي شهدته تلك المقبرة منذ حرب 2006 مع إسرائيل والتي يقدر عدد قتلى حزب الله فيه تلك الفترة بحوالي 400 قتيل ، فيما شهدت الأيام العشرة الأخيرة إنشاء مدافن جديدة.
وتقول الصحيفة أن جثث الموتى التي وصلت أخيرا تعلن عن بداية واقع جديد لحزب الله وهو واقع تطلب مرور ما يزيد عن عامين من الحرب الأهلية في سورية، قبل أن تعترف قيادة حزب الله علنا بأن هؤلاء الموتى قد سقطوا وهم يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري قوات ليست يهودية وإنما هذه المرة قوات عربية في سورية.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا التحول الجديد الذي تمثل في مشاركة حزب الله الشيعي اللبناني في الحرب السورية التي سبق وان أنكرها زعماء الحزب باتت اليوم وسام للشرف عند العائلات وهي تقوم بدفن جثث موتاها في هذه الحرب.
وتنسب صحيفة الغارديان إلى عدد من أقارب هؤلاء قولهم أن أبنائهم وإخوانهم كانوا يدافعون عن لبنان ضد المؤامرات والدسائس الأجنبية والمتمثلة هذه المرة في السلفيين من الشرق وليس الصهاينة من الجنوب، ويقول أحدهم "إن التهديد يأتي من الاتجاهات كافة" ولكنه يؤكد على أن "يد إسرائيل الخفية تكمن وراء هذا التهديد".
وكان هؤلاء قد جاءوا إلى مقبرة الشهداء لدفن جثمان تعلب فضل الذي لقي مصرعه أثناء قتال المقاومة السورية في مدينة القصير، وشهدت مراسم الجنازة إجراءات أمنية وسط تراتيل تمجد الشهيد.
كما تشير الصحيفة أيضا إلى وصول ما يقرب من 70 رجل إيراني في حافلتين إلى المدافن الجديدة، وأمضى المسؤولون وقتا أطول أمام أحد تلك المدافن وهو المدفن الذي يواري جثمان عماد مغنية القائد الاستراتيجي والعسكري في حزب الله الذي لقي مصرعه في سورية قبل الثورة السورية الأخيرة على يد عملاء لإسرائيل في دمشق خلال شهر شباط/فبراير عام 2008.
وإلى جانب عماد مغنية تم دفن ربيع السعدي أخيرا، وقد تغطى جثمانه بعلم أحمر وإلى جانبه يرقد هادي بن حسن نصر الله زعيم الحزب الذي قتله الجنود الإسرائيليون في جنوب لبنان عام 1997.  
وتقول الصحيفة أن هذا التحول واعتراف قيادة حزب الله علنا بالمشاركة في الحرب الأهلية السورية قد كان له تأثيره وانعكاساته داخل لبنان وخارجها، فقد بات التوتر الطائفي الذي سبق وأن ظهر مع بداية الحرب الأهلية السورية، أكثر وضوحا وأكثر عنفا مما كان عليه قبل عشرات السنين.
ونسبت الصحيفة إلى إحدى اللاجئات القادمات من القصير هذا الأسبوع وهي سنية ، قولها "كان الله في عوننا ، الناس تقول إنها خائفة من حرب عالمية ونحن نريد حرب عالمية وليس هذه الحرب ، فإما أن يتركونا نموت أو أن نعيش بكرامتنا".
وخلال الخطب التي ألقاها حسن نصر الله على مدى العامين الماضيين، أعلن عن دعمه الصريح الذي لا يتزعزع لبشار الأسد الذي يعتبر نظامه ضرورة أساسية لدعم قوة حزب الله.
ولكنها خلال تلك الخطب كان ينكر مزاعم المعارضة بأنه لا يكتفي بالدعم المعنوي للنظام السوري. وخلال الثمانية أشهر الماضية ، قام زعيم حزب الله بتغيير لهجته ، حيث أشار في البداية بأن مليشياته لم تشارك بعد في سورية ، ثم قام بعد ذلك بالتركيز على الخطر الذي يتهدد المقدسات الشيعية في سورية، بخاصة مسجد السيدة زينب في دمشق متخذا ذلك كمبرر للتفكير في التدخل في سوريا.
ثم بدأت قناة المنار وهي قناة الحزب التليفزيونية بعرض تسجيل فيديو قصير يكشف وجود مقاتلين بالقرب من مسجد السيدة زينب وكان ذلك بمثابة اعتراف ضمني بقيام جماعة حزب الله بدعم النظام السوري عسكريا .
وقد رأت الجماعة خلال الأسبوع الماضي أن تكشف النقاب صراحة عن دورها في سورية، وربما يرجع ذلك إلى معدل قتلاها ومصابيها القادمين من معركة القصير.
وتشير الصحيفة إلى أن مبرر حزب الله في المشاركة الفعلية في معارك سورية هو الحاجة إلى القيام بضربة وقائية ضد جماعات المقاومة حيث يعتقد حزب الله أنه سيكون هدف تلك الجماعات في المرحلة المقبلة.
ويقول أحد سكان الضاحية في بيروت محمد عبد الله " إن مع حزب الله في هذا القرار لأنه من الأفضل محاربة هؤلاء هناك بدلا من هنا". وأضاف آخر من سكان المنطقة أن المعارضة السورية تحت قيادة تنظيم القاعدة وأنها تتجه نحو لبنان وهم إرهابيون ويتظاهرون بأنهم مسلمين، موضحا أنهم يريدون تجريد حزب الله من السلاح كما أنهم يدعمون مباشرة الصهاينة واليهود.
كما يشعر أنصار حزب الله الآخرين بارتياح لهذا التحول في نهج الحزب كمبرر للوجود ، ويقول بائع في المنطقة "أن هذا القرار بطبيعة الحال قرار عظيم وهو قرار ضروري" وتساءل "هل تظنون أنه لا يوجد في الكويت أو السعودية فتنة طائفية؟ إنهم يضطهدون الشيعة هناك".
والتزم الزعماء اللبنانيون الصمت إزاء أحداث هذا الأسبوع، وشهد الجمعة الماضي عودة ما لا يقل عن 30 من عناصر حزب الله في أكفانهم بالإضافة إلى إصابة العشرات، وهناك من يقول بأن الأعداد أكبر من ذلك، فيما تشير تقارير إلى أن طائرة سورية قامت بطريق الخطأ بقصف فرقة كبيرة من عناصر حزب الله الثلاثاء الماضي وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 من مقاتلي الحزب.
وفي بعلبك وهي مدينة استراتيجية لحزب الله وتبعد فقط 15 ميلا عن جبهة القصير، يتوافد العديد من اللاجئين للحماية من الحرب هناك، وقال وزير خارجية استراليا بوب كار الذي كان يزور بعلبك الخميس أن أحداث الأسبوع كانت بمثابة نقطة تحول على أرض الواقع في الحرب السورية. وأضاف أن تدهور الموقف هناك يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية طائفية في أنحاء المنطقة بين الشيعة والسنة وأن ذلك من شأنه أن يكون بمثابة مأساة ضخمة.
وفي الضاحية، يقول محمد عبد الله أن قتال إسرائيل له معنى ومذاق مختلف عن القتال في سورية ، وعندما سئل عن أيهما أفضل في المذاق قال "إسرائيل بالطبع".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قتلى حزب الله في سورية يفوق حربه ضد إسرائيل قتلى حزب الله في سورية يفوق حربه ضد إسرائيل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

واتساب يضيف ميزة نالت إعجاب مستخدميه

GMT 02:06 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سعر ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السعودية

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya