عبد الإله شبل ـ الدار البيضاء
قال عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" المغربي عبد العالي حامي الدين في أول تصريح رسمي للحزب بعد قرار حزب "الاستقلال" الانسحاب من حكومة عبد الإله بنكيران، إنه "تابعنا قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال لكن بالنسبة إلينا لا يمكن أن نصدر موقفًا ما دام الصورة لم تتضح بعد".
وأوضح حامي الدين الذي حل، مساء الأحد، على قناة ميدي 1 المغربية للمشاركة في برنامج "ملف للنقاش"، وهو يحاول طمأنة
الجميع بكون قرار "الاستقلال" لم يؤثر على الحكومة قائلاً "نحن نتابع ونراقب، والمؤسسة الحكومية تشتغل بشكل عادي، والبلاد في وضع مستقر وعادي".
وأكد القيادي في حزب رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أن التحولات الجارية داخل حزب "الاستقلال" قبيل وحين انتخاب حميد شباط يتابعها حزبه، حيث "لاحظنا التحول والشروع في ترويج خطاب ناقد ولاذع للحكومة، وفيه ضغط من أجل التعديل الحكومي، رغم أن علاقتنا مع حزب الاستقلال تاريخية وعلاقة احترام"،
ونفى حامي الدين الذي يلقب بـ "صقر" الحزب الحاكم أن يكون قد تهجم على "الاستقلال"، أعرق حزب مغربي، بعد انتخاب حميد شباط أمينًا عامًا له، وذلك ردًا على اتهامه من طرف القيادي في حزب "الاستقلال" عبد القادر الكيحل بالتهجم على شباط خلال مقال له، وقال حامي الدين في هذا الصدد، "البينة على من ادعى، الاستقلال لا يحق لنا التدخل في شؤونه الداخلية".
وبدا منذ بداية الحلقة أن عبد العالي حامي الدين سيدخل في تراشق كلامي مع لحسن فلاح عن حزب "الاستقلال"، حيث سارع كل طرف يقاطع .
وثارت ثائرة عضو اللجنة التنفيذية لحزب "الاستقلال" لحسن فلاح حين قال حامي الدين إنه "علينا ألا ننسى أن المغاربة نزلوا للشارع قبل عامين للمطالبة بالإصلاحات ونخبة سياسية متزنة، وليس أن نخرج ونتهم وزيرًا بالسكر، هذا كلام فيه نوع من الرعونة والتهور، ولا يليق بزعيم سياسي".
ليرد القيادي الاستقلالي عليه بالقول "تتحدث عن الرعونة، هذه اللغة آسي حامي الدين وهذا القاموس هو الذي جعلنا نرد عليه ويرد عليه شباط (...) فقبل انتخاب الأمين العام حميد شباط كتبت أن الحزب لا يستحق شباط وقلت "الشباطية"".
قبل أن يعود القيادي في حزب "الاستقلال" إلى الحديث عن وجود تدخلات من طرف "العدالة والتنمية" وهي ثابتة، ومن جهات داخل الحزب، يقول المتحدث.
واعتبر عبد العالي حامي الدين أن من حقه الانتقاد، لكن ليس من حقه أن يتهم وزيرًا بالسكر داخل البرلمان، في إشارة إلى خطاب حميد شباط خلال الاحتفال باليوم العالمي للشغل في فاتح أيار/ مايو الجاري في الرباط.
وقال حامي الدين إن "شباط صحح خطأه بخطأ، فبعدما قال إن وزيرًا يدخل البرلمان سكران عاد ليقول إن نصف الوزراء سكايرية وإن الحكومة فاسدة، فنحن لسنا مستعدين للعمل بهذه اللغة وسنقاومها، وإلا فإننا سنساهم في احتقار المواطن، فنحن لنا قيم ولا يمكن أن نطبل لها".
وأكد حامي الدين أن كلام حميد شباط لا يروق "حزبنا وحده، بل الأحزاب الأخرى المشكلة للائتلاف لا يروقها، فهناك مشكلة في شباط وعليه أن يصلحها".
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لحزب "الاستقلال" لحسن فلاح أن قرار الانسحاب من الحكومة لا جدال فيه وهو واضح، والذي جاء بعد انسداد الأفق وكل الحلول.
وأوضح فلاح أن "هذا القرار لم يترجم لأنه مباشرة بعد البيان، اتصل الملك بالأمين العام حميد شباط، وطلب منه الإبقاء على الوزراء إلى حين عودته".
وأكد المتحدث نفسه أن القرار يبقى متوقفًا على اللقاء بين الملك محمد السادس وحميد شباط، وهو اللقاء الذي لم يحدد له وقت بعد، يضيف فلاح.
ورد لحسن فلاح على تشكيك بعض قيادات حزب "العدالة والتنمية" – خاصة عبد العزيز أفتاتي- في المكالمة الهاتفية التي جرت بين الأمين العام للحزب حميد شباط والملك محمد السادس المتواجد في فرنسا، بعد إصدار الحزب بلاغه بقرار الانسحاب من الحكومة.
وقال لحسن فلاح إن "المشككين في المكالمة الهاتفية بين جلالة الملك والأخ حميد شباط ليست أول مرة يشككون، فهم دائمًا يشككون ولهم عقدة التشكيك"، وأضاف قائلاً "فليسألوا مدير وكالة المغرب العربي للأنباء التي نشرت الخبر هل اتصل الملك بالأمين العام أم لا؟".
وأوضح لحسن فلاح أن "العدالة والتنمية يقولون إن أيادي تحرك حزبنا، يقولون إما أن تكونوا معنا وإما مع الشيطان".
ودفع هذا الأمر عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" عبد العالي حامي الدين إلى الرد عليه، وذلك بقوله "لقد تأثرت بأسلوب شباط".
وعن السيناريوهات المحتملة والمطروحة أمام الحزب الإسلامي الحاكم أكد عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" عبد العالي حامي الدين أن الحزب جاهز لجميع الاحتمالات، منها الانتخابات السابقة لأوانها، مؤكدًا أنها – الانتخابات- لا تخيفنا ولا تسعدنا، لأن البلاد في حاجة لاستقرار سياسي، الذي ظهر به المغرب كبلد استثنائي لدى الرأي العام الدولي.
ويبدو أن حزب "الاستقلال" بزعامة حميد شباط، يريد رأس الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" المغربي نبيل بنعبد الله، والذي يشغل في الوقت ذاته وزيرًا للسكنى (الإسكان) والتعمير وسياسة المدينة، من خلال هذه الضجة التي أحدثها برغبته في الانسحاب من حكومة بنكيران.
ففي الوقت الذي قال فيه شباط إن بنعبد الله صار ناطقًا رسميًا باسم حزب "العدالة والتنمية"، وخروج عبد القادر الكيحل المقرب من شباط في قصف وزير السكنى (الإسكان)، خرج لحسن فلاح ليؤكد أن مواقف "الحزب الشيوعي" مما يجري من الاحتقان داخل الحكومة تراجع بنعبد الله عنها.
ولم يقف القيادي في حزب "الاستقلال" وهو يقول كلمته أمام حامي الدين عند حد أن الوزير بنعبد الله متشبث بالكراسي فقط.
ويُنتظر أن تستفحل الأزمة بين الحزبين المشكلين للغالبية الحكومية، في انتظار عودة الملك محمد السادس من فرنسا، لاستقبال الأمين العام لحزب "الاستقلال" للنظر في مطلبه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر