دمشق ـ جورج الشامي
أعلن قائد سلاح البر الإيراني، الجنرال أحمد رضا بورداستان، أن "طهران مستعدة لتدريب الجيش السوري إذا احتاج الأمر"، فيما طالب الائتلاف الوطني المعارض في سورية، مجلس الأمن بالانعقاد فورًا لإدانة مجازر القوات الحكومية في مدينتي بانياس والبيضا، معتبرًا إياها عمليات "تطهير عرقي لقصد التهجير"، وسط أنباء عن إجراء محادثات سرية بين بريطانيا والولايات المتحدة بشأن تسليح قوات المعارضة. وأوضح
الجنرال الإيراني، "نقف إلى جانب سورية، ونحن مستعدون إذا احتاج الأمر لتقديم التدريب الضروري، لكننا لن نشارك فعليًا في عملياتها"، أن "الجيش السوري مع الخبرة التي يملكها في مواجهة النظام الصهيوني، قادر على الدفاع عن نفسه، وليس بحاجة لمساعدة خارجية"، وفقًا لما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
ودانت الخارجية الإيرانية، القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية، معتبرة أن "القصف يهدف إلى زعزعة أمن المنطقة، وضرب الاستقرار فيها"، حيث أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست، أن "على دول المنطقة التحرك والوقوف بشكل حازم بوجه العدوان الإسرائيلي على سورية"، في حين أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أن "كل ما يحدث في سورية غايته إضعاف الحكومة، وفتح الباب أمام الجماعات الإرهابية".
وجاء رد المسؤولين الإيرانيين هذا، بعد شنّ إسرائيل ضربتين على أهداف داخل الأراضي السورية، والتي أكد مصدر مخابراتي أن "إسرائيل استهدفت من خلالها شحنات لأسلحة إيرانية إلى "حزب الله" في لبنان".
وندد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بأحداث مدينتي بانياس والبيضا في سورية، معتبرًا إياها عمليات "تطهير عرقي"، حيث وصف الائتلاف في بيان له، ما يجري في بانياس والبيضا، بأنه "إبادة جماعية بحق المدنيين لقصد التهجير"، داعيًا مجلس الأمن إلى "الانعقاد فورًا لإدانة مجازر الحكومة السورية، واعتبارها إبادة جماعية ووقفها على الفور، وإحالة جرائم حكومة الرئيس بشار الأسد إلى محكمة الجرائم الدولية".
ولفت بيان الائتلاف إلى أن "عمليات القتل العشاوائي في قرى الساحل السوري تأخذ بالتدريج عمليات تطهير عرقي شبيهة بتلك التي قامت بها القوات الصربية في البوسنة قبل عقدين، وسط أنباء عن توجيه القوات الحكومية إنذار لأهالي بعض الأحياء بالرحيل عبر مكبرات صوت محمولة على سيارات"، مضيفًا أن "الأحياء المجاورة في بانياس وريفها تشهد حركة نزوح واسعة باتجاه مدينة طرطوس، بعد أن عاين الناس بأم أعينهم ذبح الأطفال والشيوخ والنساء على الهوية المذهبية، وأن هذه الانتهاكات والمجازر ترتكب في مناطق شاركت في الثورة منذ بداياتها، وتقع في محيط متعدد الطوائف والأعراق، مما يظهر تحركًا واضحًا لدمشق يسعى إلى تهجير جماعي على أسس فئوية، ويرقى لجريمة تطهير عرقي بحق المدنيين حسب القانون الدولي".
واعتبر رئيس الائتلاف بالإنابة، جورج صبرا، أن "المجزرة التي وقعت في بلدة البيضا قرب مدينة بانياس تحمل مثل غيرها الرائحة الطائفية النتنة التي يحاول أن تبعثها حكومة دمشق داخل المجتمع السوري، بعدما كرّستها كنهج سياسي في الحكم على مدى أكثر من أربعين عاماً، وأن مذبحة البيضا ليست الأولى من نوعها، فقد ارتكبت القوات الحكومية مجزرة مماثلة في القرية نفسها".
ورأى صبرا في حديث لصحيفة "الرأي" الكويتية، أن "سلسلة الجرائم المرتكبة من الحكومة السورية دخلت مرحلة جديدة الآن، وبشكل أعنف وأقوى، وأريد أن أذكر الناس بمجازر داريا والمعظمية وجديدة الفضل، وأن المجازر في هذه المرحلة تطول المئات وليس العشرات، أن دمشق توجه عبر هذه المجازر رسالة إلى المجتمع الدولي، تقول فيها إنه لا تهمها الخطوط الحمراء، وأنها ستفلت من أي قيود أخلاقية أو إنسانية أو سياسية"، واصفًا ما ترتكبه بـ"الطريقة الحيوانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"، واضعًا "هذه الحقائق أمام العرب والمجتمع الدولي ودول العالم الإسلامي، التي ترى هذه البشاعة ولا تزال تدافع عن القاتل وتقع في العجز المثير للشكوك والشبهات".
وردًا على الخطوات العملية التي يمكن أن يتخذها الائتلاف الوطني السوري إثر مجزرة البيضا، قال رئيس الائتلاف بالإنابة، "نريد تذكير المجتمع الدولي بأن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة صنّف المجازر الجماعية في سورية على أنها حروب تصفية عرقية، ولكن حتى الآن لم تتم إحالة هذا التقرير على مجلس الأمن الدولي"، مشيرًا الى أن "الفيتو الروسي والصيني والتردد الدولي غير المعقول، هو الذي يقف عائقًا أمام إحالة هذا الملف"، ومتسائلاً "كيف يمكن أن يُترك شعب يُذبح بالسكاكين بهذا الشكل الفاجر، من دون القيام بأي خطوة تضع حدًا للمجازر الجماعية التي ترتكبها حكومة دمشق".
وقال صبرا، "إن خطاب الأمين العام لـ(حزب الله)، السيد حسن نصر الله، إعلان حرب على المجتمع السوري، وتدخل سافر في الشؤون السورية، وانتهاك فاضح للسيادتين اللبنانية والسورية"، معتبرًا أن "كلام نصر الله إساءة لأبناء الطائفة الشيعية في كل من سورية ولبنان، لأنه يضعهم في خندق العداء مع الشعب السوري، وأن السوريين لن يتسامحوا مع مَن يحتلّ أرضهم، ومع مَن يقتل أبناءهم، ونقول للسيد نصر الله: لا مصلحة للبنانيين والسوريين في تدخلك هذا، والأجندة الايرانية هي وحدها المستفيدة، وليس من المعقول أبدًا أن يجر حزبك السوريين واللبنانيين إلى الاقتتال، وأن يجر المنطقة بكاملها إلى عنف طائفي تتجنبه الثورة السورية منذ أكثر من عامين"، مضيفًا أن "الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية، ونحن نملك كل المعطيات والبراهين والأدلة، وأن الائتلاف الوطني جمع الوثائق والعينات من التربة ومن ألبسة المصابين، كما جرى فحص عينات من دماء المصابين الذين تعرضوا لتسمم بهذا السلاح، وسيقدم تقارير مُعدّة إلى أصدقائنا وإلى الأمم المتحدة في هذا الشأن"، مطالبًا "بحماية الشعب السوري من عمليات القتل التي ترتكبها الحكومة بوسائل مختلفة، ومن بينها السلاح الكيميائي"، فيما تساءل "هل من المقبول في هذا العالم المعاصر أن يُترك نظام قاتل يستبيح حياة مئات الآلاف من السوريين أمام صمت العالم؟".
وأشار صبرا إلى أن الائتلاف الوطني يتابع قضية المطرانيْن المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم باهتمام بالغ، ولديه خلية أزمة تتابع هذه القضية بشكل دقيق، ولديه ما يكفي من المعلومات لنقول إن صحتهما بخير وهما بأمان"، معتبراً أن "كثرة التدخلات عقّدت القضية"، مضيفًا "سنستمر بالجهود لنصل بها إلى خاتمة سعيدة عبر تحرير المطرانيين في القريب العاجل".
ولفت الأمين العام لحزب "التوحيد الإسلامي" السوري، ابراهيم الزعبي، إلى أن "الشعب السوري استنصر إخوانه في الدين، وعلى المسلمين النصر وحان وقته"، متوعدًا الرئيس بشار الأسد "بضربات مؤلمة على أيدي المجاهدين"، فيما وجه ندءًا إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وباقي قادة الدول العربية، بالتحرك السريع لإنقاذ الشعب السوري، متسائلاً "إلى متى السكوت وعدم دعم المجاهدين بالسلاح النوعي لردع هؤلاء عن جرائمهم الموصوفة وجرائمهم بحق الشعب السوري، وأن الشعب السوري لن يبيع كرامته وحريته، ولو أُبيد عن بكرة أبيه"، وأن أهل السنة والرباط والجهاد هم رواد الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ليس في العالم العربي بل عن المسلمين في كل مكان، لسبب أهمية بلاد الشام وموقعها ومكانتها الدينية والتاريخية".
وتحرك الزعبي مع عدد من المجلس التأسيسي الجديد للحزب في مصر، تجاه عدد من المسؤولين وأعضاء المجلس الوطني والائتلاف السوري وفاعلين وقادة في الثورة و تجمعات من الجالية السورية المقيمة في مصر.
وكشفت صحيفة "ديلي ستار صنداي"، عن أن "بريطانيا أجرت محادثات سرية مع الولايات المتحدة بشأن تسليح قوات المعارضة السورية، مع تزايد حدة القتال في بلادهم، وأن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ناقش تسليح الجيش السوري الحر "المعارض" خلال زيارته إلى واشنطن، لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي تشاك هاغل، على ضوء تصاعد العنف في سورية، وأن الولايات المتحدة ستتخذ في غضون الأيام القليلة المقبلة قرارًا بشأن تسليح الجيش الحر، ومن المتوقع أن تحذو حذوها بريطانيا، المحظورة حاليًا من توريد الأسلحة إلى المتمردين السوريين، بموجب قرار من الاتحاد الأوروبي".
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قوله، إن لندن وواشنطن اتفقتا على نوعية الأسلحة، وستشمل صواريخ أرض ـ جو ومدافع رشاشة ومدافع هاون وقاذفات قنابل، مضيفًا "إن الرجال والنساء والأطفال يُذبحون في سورية، ويريد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التحرك بسرعة، كما أن لندن صارت جاهزة تمامًا للعب دور في تحرير الشعب السوري، وان قوات خاصة بريطانية ستقوم بنقل الأسلحة إلى الحدود السورية، والتأكد من تسليمها إلى الجهات الصحيحة في المعارضة، وأن الأسلحة تشمل بنادق هجومية ومدافع رشاشة خفيفة وقنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صاروخية وذخيرة، وجرى تخزينها في دول مجاورة لسورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر