دمشق - جورج الشامي
لليوم الثاني على التوالي يهز العاصمة دمشق انفجار ضخم، أودى بحياة 14 شخصًا في ساحة المرجة، بينما ارتفع عدد القتلى في أنحاء سورية كافة، حتى ظهر الثلاثاء إلى 44 قتيلاً.
وأفادت وزارة الداخلية السورية عن قتل 13 شخصًا، وأصابة أكثر من 70 آخرين بجروح، في تفجير وقع في منطقة المرجة، قرب مبنى وزارة الداخلية القديم، وهي المنطقة المكتظة بالمارة، والتي تضم مراكزًا تجارية كبيرة، في وسط دمشق، واصفة التفجير
بـ"الإرهابي".
ومن جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بريد إلكتروني، عن "ارتفاع حصيلة القتلى السوريين، الذين سقطوا إثر تفجير سيارة مفخخة قرب مبنى وزارة الداخلية القديم، إلى 14 قتيلاً، بينهم تسعة شهداء مدنيين، وخمسة على الأقل من العناصر الأمنيين النظاميين".
ونقل التلفزيون السوري الرسمي، عن وزارة الداخلية، في شريط عاجل، أن "حصيلة التفجير الإرهابي الجبان، الذي استهدف الوسط التجاري والتاريخي لدمشق في منطقة المرجة، هي 13 شهيدًا، وأكثر من 70 جريحًا"، وكانت الوزارة قد أفادت، في حصيلة سابقة، عن مقتل عشرة أشخاص، وإصابة أكثر من 60 آخرين، بينهم حالات خطيرة.
وعرضت القنوات التلفزيونية الرسمية السورية مشاهدًا من مكان التفجير، ظهرت فيها سيارات إسعاف وإطفاء في شارع يغطيه غبار أبيض كثيف، ويتصاعد الدخان من بعض السيارات المتضررة أو المحترقة فيه، كما أظهرت اللقطات عددًا كبيرًا من الأشخاص يهرعون في المنطقة، بعضهم تبدو عليه آثار الصدمة، ويعمل أشخاص آخرون على استخدام خراطيم المياه، لإطفاء الحرائق.
وبدا عدد كبير من السيارات وقد أصيب بأضرار بالغة، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، عن مصدر إعلامي سوري، اتهامه "الإرهاب الممول والمدعوم دوليًا بارتكاب مجزرة جديدة، بشعة، في حق المدنيين السوريين".
وذكرت صحافية في وكالة "فرانس برس" أن "دوي الانفجار، الذي وقع قبيل الساعة الحادية عشرة والنصف، كان قويًا جدًا، وسُمع في أرجاء العاصمة، وسجل على أثره إطلاق رصاص كثيف، من أسلحة رشاشة".
كذلك شهدت العاصمة السورية سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة، بعضها انتحاري، خلال النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه.
واتهم النظام مقاتلي المعارضة، الذين يصنفهم بـ"الإرهابيين"، بالمسؤولية عن هذه الهجمات، وكان آخر هذه التفجيرات، الاثنين، في حي المزة (غرب دمشق)، واستهدف موكب رئيس الوزراء وائل الحلقي، الذي نجا منه، في حين قتل ستة أشخاص، بينهم حارسه الشخصي.
وفي دمشق أيضًا، قصف الطيران الحربي والمدفعية حي جوبر، كما تجدد القصف العنيف، بالمدفعية الثقيلة، على حي برزة، في حين قصف الطيران الحربي والمدفعية مدن داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق.
واستهدفت، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، مدن وبلدات البويضة والقيسا وزملكا وحرستا ودوما وعدرا وعربين ومناطق عدة في الغوطة الشرقية.
وفي حمص تجدد القصف المدفعي العنيف على أحياء حمص المحاصرة، وسط اشتباكات عنيفة في محيط حي وادي السايح بين الجيش "الحر" والقوات الحكومية، بينما قصفت، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، أحياء طريق حلب ووادي الجوز في مدينة حماة، وسط اشتباكات عنيفة في محيط حي طريق حلب، وقصف بالمدفعية الثقيلة على قرية الرميلة في ريف حماة الجنوبي.
فيما شهدت حلب اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين، وقصف الطيران الحربي محيط مطار "منغ" العسكري، وقُصِفَت، بالمدفعية الثقيلة، مدينة السفيرة وقرية عين عسان.
وفي جنوب البلاد، شهدت درعا قصفًا من الطيران الحربي على مدينة داعل، وقصفًا بالمدفعية وقذائف الهاون على مدن وبلدات خربة غزالة والكتيبة وطفس، واشتباكات عنيفة في محيط بلدة خربة غزالة، وتمكن الجيش "الحر" من السيطرة على كتيبة "تل الخضر" في عتمان، واقتحمت القوات الحكومية بلدة المتاعية، وسط قصف عنيف من الدبابات، وشنت حملة دهم وحرق للمنازل.
أما في الشرق السوري، في دير الزور، قُصِفَت، بالمدفعية الثقيلة، معظم أحياء المدينة، وقصف الطيران الحربي مدن الميادين والبوكمال، وبلدات بقرص والشحيل، تزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري، بين الجيش "الحر" والقوات الحكومية.
وفي الرقة، قصف الطيران الحربي محيط الفرقة (17) في الرقة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة، بين الجيش "الحر" والقوات الحكومية، وقصف الطيران الحربي مدينة الطبقة، كما استهدف القصف المنطقة القريبة من سد الفرات.
وأفادت لجان التنسيق المحلية أن عدد القتلى في سورية وصل، ظهر الثلاثاء، إلى 44، بينهم سيدتين، وطفل، وثلاثة تحت التعذيب، اثنين وعشرين في دمشق وريفها، بينهم ثلاثة عشر في انفجار المرجة، وثلاثة عشر في حماة، وستة في درعا، وواحد في كل من دير الزور، واللاذقية، وحلب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر