بيروت ـ جورج شاهين
كشف الموفد الرئاسي الروسي، نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، للأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية اللبنانية قبل أن يغادر بيروت، عن لقاءين مهمين، أولهما مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وثانيهما مع وفد من "هيئة التنسيق الوطنية" التي تتزعم المعارضة السورية في الداخل، في مقر السفارة الروسية، حيث تركز البحث في اللقاءين عن الوضع السوري
، في طريق البحث الروسي عن حل وتسوية للصراع الدائر منذ أكثر من عامين.
وقالت المعلومات التي تسربت إلى "العرب اليوم "من لقاء بوغدانوف ونصرالله، تشديده على أهمية خروج "حزب الله" من "المستنقع السوري"، ووقف كل أشكال التدخل في الأزمة السورية لحماية الاستقرار في لبنان، ومنع انتقال الحرب الدائرة في سورية إليه، في ظل التوقعات بأن الأزمة لن تنتهي في القريب العاجل، وأن استمرارها سيزيد من المخاطر المترتبة على لبنان ودول الجوار السوري، ولعل أخطرها حجم النزوح إلى هذه الدول وما تلقيه من أعباء على حكوماتها وشعوبها، بالإضافة إلى الخلل الذي يمكن أن يفجر هذه الدول من الداخل، فيما عبر عن ارتياحه لمضمون الأحاديث التي أجراها في لبنان، والتي زادت على أكثر من 20 لقاءً في اليومين الماضيين.
وعرض الدبلوماسي الروسي لهذه الزيارات خلال مؤتمر صحافي عقده في مطار بيروت، قبيل مغادرته لبنان متوجها إلى العاصمة الأردنية عمّان، بحضور سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين، مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السفير روبير نعوم، وأركان السفارة الروسية في لبنان، فقال "نبدأ بمقابلة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وقد حملنا على أساس التكليف، رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى الحديث المعمق الغني بالمضامين، وكان مواصلة للقاءات التي جرت مع الرئيس الروسي ورئيس الحكومة الروسية في موسكو، وكان لنا مقابلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تباحثنا في تطوير العلاقات الروسية اللبنانية، وتطرقنا إلى الوضع في لبنان وسورية والمنطقة، كما تباحثنا مع الرئيس المكلف تمام سلام، ورئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي، في الأوضاع على الساحة اللبنانية والإقليمية، وجرت المشاورات في وزارة الخارجية اللبنانية، مع الوزير عدنان منصور، وفي إطار الحوار السياسي على مستوى وزارتي الخارجية اللبنانية والروسية، تباحثنا في المواضيع المشتركة، وزرنا أيضًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وناقشنا معه العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري الفني، وكانت لنا لقاءات عدة مع السياسيين البارزين ومع قادة الأحزاب والمنظمات السياسية ورؤساء الكتل اللبنانية".
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي، على أن "كل هذه اللقاءات ساعدتنا على بلورة نظرة متكاملة عن المواضيع التي ناقشناها في لبنان، كما أنها أضافت نظرة مستقبلية إلى العلاقات اللبنانية الروسية، وبخاصة أن الجميع يسعى إلى تطوير هذه العلاقات"، كاشفًا عن "لقائه وفدًا من المعارضة السورية في السفارة الروسية، حيث درس معه الوضع في سورية، بحثًا عن طريق حل وتسوية في هذا البلد"، معتبرًا أن "هيئة التنسيق الوطنية هي منظمة أساسية في صفوف المعارضة السورية، وموقف هذه المنظمة متمثل في البرنامج الذي قدمته للتسوية السورية، وهو ينطبق إلى حد كبير مع رؤيتنا للتسوية في سورية، وهي تتطابق مع مقررات اتفاق جنيف الذي عُقد العام الماضي، ونعتقد أن بيان جنيف المشترك يُشكل القاعدة التي لا بديل لها للعمل على التسوية في سورية، وعملنا على تحقيق هذه التسوية على قاعدة هذا البيان"، لافتًا إلى أن "مضمون هذه الوثيقة يشدد على ضرورة حل الأزمة السورية عن طريق الحوار بين مختلف الأطراف السورية، وعلى الأطراف الخارجية المساعدة على تحقيق هذه الحوار".
وزار بوغدانوف قبل مغادرته لبنان، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، يرافقه سفير روسيا لدى بيروت الكسندر زاسبكين، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في الحزب السيد عمار الموسوي، حيث تم استعراض الأوضاع والتطورات السياسية في المنطقة وبخاصة في لبنان وسورية، فيما التقى الضيف الروسي والوفد المرافق، رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه، في مقره في الرابية، بحضور الوزير السابق يوسف سعاده، والسيد انطوان مرعب، حيث عقد اجتماع تم التطرق خلاله إلى الأوضاع الراهنة محليًا وإقليميًا، فيما قال بوغدانوف بعد اللقاء، "نحن نثمن العلاقة التاريخية التي ربطت موسكو بالنائب سليمان فرنجيه والرئيس سليمان فرنجيه، ونحن نشيد أيضًا بتفعيله ودوره في بناء العلاقات بين لبنان وروسيا، ولن يكون برنامجنا في بيروت متكاملاً من دون لقاء السيد فرنجيه والاستماع إلى تحليلاته ورؤيته للوضع الداخلي والمحلي، وقد استمعنا إلى تحليله المفيد بشأن الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، كما اتفقنا معه على استمرار التواصل الوثيق وتبادل الأراء، وانتهزنا الفرصة لتبادل الأفكار وإيجاد الحلول وتفسير مواضيع مختلفة متعلقة بالأوضاع في لبنان، والمساعدة على إيجاد الحلول للمشاكل".
وردًا على سؤالٍ عما يؤشّر إليه الحديث الأميركي عن استخدام "الكيميائي" في سورية، وعما إذا اندلعت الحرب في سورية على غرار العراق هل ستقتصر على سورية فقط أم ستمتد إلى المنطقة، قال بوغدانوف "إنه لدينا تجربة مريرة متعلقة بالسلاح الكيميائي في العراق، وإن روسيا مع إرسال بعثة دولية حيادية مستقلة تتأكد مما يشاع عن هذا الموضوع، مع التدقيق بالأدلة التي يحكى عنها، وتقديم تقرير موضوعي إلى المجتمع الدولي، وإنه لا مانع من إرسال بعثة دولية من خبراء دوليين إلى سورية للتدقيق في هذا الموضوع، إنما أن نتحدث عن إشاعات، فهذا أمر مرفوض".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر