صنعاء- علي ربيع
أعلن زعيم كبرى القبائل اليمنية، الشيخ ناجي الشائف، انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدائر في صنعاء بين مختلف الأطراف والقوى السياسية اليمنية، لأسباب وصفها بـ"الخاصة والعامة".وطالب الشائف بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية لاتقوم على المحاصصة الحزبية، بحسب قوله، وهو ما ينسجم مع المطالب ذاتها التي باتت أخيرا تتردد على ألسنة عدد من الشخصيات السياسية اليمنية
ورفض زعيم قبلية"بكيل" الذي يشارك في الحوار الوطني في اليمن، ضمن المقاعد التي كانت خصصت للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المشاريع المطروحة على طاولة الحوار لتقسيم اليمن إلى أقاليم فدرالية في ظل حكم لامركزي، ودعا إلى رفع المظالم عن أهالي تهامة "غرب البلاد" وأهالي الجنوب اليمني ومحاسبة المتسببين في وقوع تلك المظالم.
وقال زعيم قبيلة "بكيل" اليمنية الذي يطلق على نفسه" شيخ مشائخ اليمن، في رسالة الانسحاب التي وجهها إلى أعضاء مؤتمر الحوار وتلقى"العرب اليوم" نسخة منها، الجمعة،" نطالب بتشكيل حكومة لا تقوم على المحاصصة بل على الكفاءة والمقدرة والنزاهة من أهل الثقة تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار".
وتنسجم دعوة الشائف لتغيير الحكومة الحالية في بلاده، مع مطالب كثير من الأطراف السياسية، والشخصيات البارزة، حيث دعا القيادي اليمني الجنوبي البارز محمد علي أحمد، وهو عضو في الحوار الوطني، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في اليمن من الكفاءات، وإقالة حكومة باسندوة المشكلة مناصفة بين حزب" المؤتمر الشعبي العام" ومعارضيه القدامى"أحزاب اللقاء المشترك".
وقال أحمد خلال لقاء، كان جمعه في صنعاء، الأربعاء، بسفيري روسيا وبريطانيا لدى اليمن"الحكومة الحالية غير مؤهلة لتطبيق "النقاط العشرين" ومواكبة فعاليات مؤتمر الحوار, وغير مؤتمنة على الإشراف على المرحلة الانتقالية الحالية", مضيفاً أنها" انتهت منذ 18آذار/مارس الماضي تاريخ افتتاح مؤتمر الحوار الوطني".
يأتي هذا وسط تسريبات تناقلتها وسائل إعلام محلية وخليجية عن اعتزام الرئيس اليمني إجراء تعديل حكومي، قريب، يطيح برئيس الوزراء الحالي باسندوة وعدد من الوزراء في حكومته، وطبقاً لهذه المصادر فإن التنافس على رئاسة الحكومة ينحصر بين وزيري التخطيط والتعاون ووزير النقل الحاليين، حيث يمثل الأول مرشحاً لحزب الإصلاح الإسلامي "الإخوان المسلمون" والآخر مرشحاً للحزب الاشتراكي اليمني.
لكن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الحالي، فضلت عد ذكر اسمها نفت لـ"العرب اليوم" هذه التسريبات، وأكدت أن باسندوة يجري فحوصات علاجية خارج البلاد، وليس لسفره أي علاقة بخلاف مع الرئيس هادي، أو بسبب اعتزام الأخير إجراء تعديل حكومي".
وغادر باسندوة مطلع الأسبوع الماضي إلى الأردن للعلاج حسب ماهو معلن، ولم تتمكن الحكومة من عقد اجتماعها الأسبوعي، الثلاثاء الماضي، نظرا لغيابه، في حين توجه انتقادات عديدة لأداء حكومته، بسبب عدم قدرتها على وضع حد لتفاقم انفلات الأمن، وعدم تلبيتها للشروط المقدمة من المانحين لاستيعاب الدعم المالي المقدم لليمن.
وعبر الزعيم القبلي اليمني ناجي الشائف الذي تربطه علاقات وطيدة مع الأسرة المالكة في السعودية المجاورة، عن شكره للرئيس هادي على "جهوده في إخراج الوطن من دوامة صراعه" وعلى اختياره له ضمن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقال" إني أعتذر وأعلن خروجي لأسباب خاصة وعامة وسنظل نعمل بجد معه ومع كل الشرفاء المخلصين من أبناء الوطن".
ويخشى مراقبون سياسيون في صنعاء، أن تؤدي الانسحابات المتكررة من مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، إلى إفشاله، في وقت كان فيه القيادي الجنوبي البارز، ونائب رئيس مؤتمر الحوار أحمد الصريمة، أعلن انسحابه من الحوار، في وقت سابق وغادر صنعاء، إلى سلطنة عمان، مؤكداً عدم نيته العودة لإكمال مشاركته ، مالم يقم الرئيس هادي بتلبية سلسلة من الشروط، وفي مقدمتها نقل الحوار إلى عاصمة خليجية أو أوروبية، والاعتراف بأن الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه انتهت في العام 1994.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر