واشنطن ـ يوسف مكي
وصل إلى بيروت، ظهر الخميس، الموفد الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف آتيا من اسطنبول، في زيارة للبنان تستمر حتى صباح الأحد المقبل، وذلك في إطار جولة يقوم بها على عدد من دول المنطقة، حيث من المقرر أن يجري خلال وجوده في لبنان سلسلة لقاءات واجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين وفاعليات سياسية وروحية واجتماعية، ويتناول خلالها الوضع الراهن في لبنان والمنطقة، وبخاصة المستجدات
السورية في ضوء التحرك الروسي على هذا الصعيد، على أن يعقد مؤتمرًا صحافيًّا عند السابعة والنصف من صباح الأحد المقبل في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت قبيل مغادرته إلى عمان.
وكان في استقبال بوغدانوف في المطار مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السفير روبير نعوم وسفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين واركان السفارة، وفي المطار قال بوغدانوف: "أود أن أعبر في بعض الكلمات إلى الاعلاميين المحترمين بأنه يطيب لي أن نصل الى هذه الارض المضيفة في لبنان الذي تربطنا به علاقات عريقة، وهي علاقات صداقة ومودة وتعتمد على العواطف المتبادلة التي يكنها الشعبان لبعضهما البعض".
أضاف: "ستفسح هذه الزيارة لنا لنتناقش مع ممثلي السلطات السياسية والروحية والفئات اللبنانية التطورات الراهنة في هذه المنطقة لعلكم تعلمون أكثر مني أن الوضع في المنطقة لا يزال معقدًا، وتقييم الاوضاع معقد، وبطبيعة الحال فإن التقييمات للأوضاع والآراء التي سنسمعها من اللبنانيين ستؤخذ بالاعتبار في عملنا اليومي".
وتابع: " نود أن نتباحث في المجموعة المتكاملة للعلاقات الثنائية الروسية - اللبنانية، وتعلمون أن زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى روسيا في كانون الثاني/ يناير الماضي أعطت الدفع القوي للتطوير اللاحق للعلاقات بين البلدين".
وفي أول لقاء سياسي له استقبل الرئيس أمين الجميل الممثل الشخصي للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف، وعرض معه الوضع في المنطقة، في حضور السفير الروسي الكسندر زاسبكين والوفد المرافق، وحضر عن "الكتائب" النواب، نديم الجميل وفادي الهبر وسامر سعادة، ونائب رئيس الحزب سجعان قزي.
وأوضح بيان للحزب، أن المحادثات تطرقت إلى الوضع في لبنان من النواحي السياسية والأمنية والاجتماعية على خلفية الأحداث الجارية في سورية، ومحاولة احتوائها قبل امتدادها إلى الداخل اللبناني.
وجرى التأكيد على أهمية "إعلان بعبدا" وتحييد لبنان عن سياسة المحاور، إضافة إلى وجوب الإسراع في متابعة قضايا النازحين بما يرفع عن لبنان الأعباء التي تفوق قدراته المادية والاستيعابية.
ودعا الرئيس الجميل خلال اللقاء إلى تحرك روسي وأممي واسع لحماية المسيحيين في المنطقة الذين يتعرضون للاضطهاد والهجرة، داعيًا موسكو إلى توظيف علاقاتها والعمل للإفراج عن المطرانين المختطفين في سورية، كما دعا إلى عقد لقاء دولي عاجل في بيروت يختص بالنازحين السوريين".
وقال بوغدانوف: "كانت زيارتي الأولى للرئيس الجميل بعد وصولي إلى بيروت للاطلاع على تقييمه للأوضاع الراهنة، ونثمن موقف حزب "الكتائب" من الأحداث، وقد استمعنا إلى شرح الرئيس الجميل عن واقع المسيحيين في سورية والمنطقة، ونأخذ بالحسبان التقييم الذي أعطاه، ونشاطره الرأي بأن المسيحيين يمرون بظروف صعبة ومعقدة، واتفقنا مع حزب "الكتائب" على تفعيل الاتصالات بين حزبينا وبين المؤسسات وتفعيل التنسيق والأعمال المشتركة وتبادل الزيارات، وهي تصب في إطار إيجاد الحلول لمشاكل المنطقة".
وعن تدخل "حزب الله" في الأحداث الدائرة في سورية، قال: "سنناقش هذه المسائل مع المسؤولين اللبنانيين وسننقل النتائج إلى القيادة الروسية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد لقاء محدد مع الأمين العام لحزب الله، لكن ستكون لقاءات مع النواب الذين يمثلون الفئات السياسية كافة".
ودعا إلى عدم التدخل في الوضع اللبناني الداخلي"، داعيا اللبنانيين إلى الحوار والبحث عن حلول سوية، مجددا موقف روسيا المؤيد بشكل دائم لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه.
وقال: "سبق لروسيا أن اقترحت عقد مؤتمر للنازحين في موسكو، واليوم سمعنا من الرئيس الجميل فكرة انعقاد المؤتمر في بيروت وبشكل عاجل لمواجهة متطلبات هذا الملف، ونحن مستعدون لتنسيق الجهود في هذا الإطار، داعيًا إلى جهود جماعية لاحتواء تداعيات ملف النازحين".
أما الجميل فدعا في مؤتمر صحافي مشترك مع الموفد الرئاسي الروسي، إلى عقد مؤتمر في بيروت يختص بشؤون النازحين السوريين إلى لبنان ودول الجوار، موضحًا أنه لمس تجاوبًا كبيرا من السلطات الروسية في هذا الشأن، معربًا عن تطلعه إلى تفعيل متابعة هذا المؤتمر وانعقاده بأسرع وقت ممكن، وهذا لا يتعارض مع انعقاد مؤتمر جنيف المقترح الذي سيكون مؤتمرًا سياسيًّا لبحث الصراع الدائر في سورية وإيجاد الحلول المناسبة له.
وخلال لقائه عدد من الجمعيات الأرثوذكسية في فندق "فنيسيا" مساء الخميس وصف بوغدانوف عملية اختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم في سورية بالجريمة الكبيرة، وقال:"الجميع في روسيا قلقون منها، واننا نبذل الجهود كافة لإطلاق سراح المخطوفين وحل الأزمة القائمة في سورية".
وأضاف: " من أهدافنا إقامة وتطوير العلاقة مع الأرثوذكس في الشرق الأوسط، ولدينا في وزارة الخارجية هيئة مختصة للعلاقة مع الكنيسة الأرثوذكسية"، مشيرًا إلى أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى القلق الذي يعترينا جميعا حول ما يحدث في الشرق الأوسط لاسيما ما يخص المسيحيين الأرثوذكس، والمجتمع الروسي مهتم بهذه القضية بشكل كبير.
وزار بوغدانوف رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط في منزله ، ومن المقرر أن يزور، الجمعة، الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام قبل أن يستكمل جولته على القيادات السياسية والحزبية ورؤساء الطوائف في البلاد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر