أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده سترد للدفاع عن نفسها، إذا تعرضت لهجوم أميركي، وذلك عقب تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن مع الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
جاء هذا عقب إعلان القيادة المركزية الأميركية عن وصول ثالث قاذفة من طراز "بي 52" إلى منطقة الخليج العربي لردع أي تحرك إيراني محتمل.
وقال وزير الخارجية الإيراني في تغريدة له عبر " تويتر" الخميس: "بدلا عن مكافحة كوفيد في أميركا، يهدر ترمب ورفاقه المليارات لتحليق B52s ويرسلون الأسطول إلى منطقتنا"، وأضاف: "المعلومات الاستخباراتية من العراق تشير إلى مؤامرة لاختلاق ذريعة للحرب".
وأكد ظريف أن "إيران لا تسعى إلى الحرب، لكنها ستدافع بشكل مفتوح ومباشر عن شعبها وأمنها ومصالحها الحيوية"، وقبل يومين من ذكرى اغتيال سليماني، تحدث قائد القيادة المركزية الأميركية في المنطقة، الجنرال فرانك ماكنزي، عن "إجراء حاسم" من جانب الولايات المتحدة "ردًا على أي هجوم".
وحول انتشار ثالث قاذفة، قال ماكنزي في بيان "إننا جاهزون وقادرون على الرد على أي اعتداء على الأميركيين أو على مصالحنا"، وأضاف: "نحن لا نسعى للمواجهة، لكن لا ينبغي لأحد أن يقلل من قدرتنا على الدفاع عن قواتنا أو اتخاذ إجراء حاسم ردا على أي هجوم".
وقامت الولايات المتحدة بنقل قاذفتين من طراز B-52 فوق الخليج العربي خلال الأيام الأخيرة، وقال مسؤول عسكري أميركي كبير يوم الأربعاء إن هذه الخطوة جاءت رداً على تخطيط ايران لهجمات محتملة على حلفاء الولايات المتحدة في العراق أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط. يذكر أنه خلال الأيام الأخيرة، تعرضت السفارة الأميركية في بغداد لاستهداف بصواريخ كاتيوشا أطلقها مسلحون تابعون لايران.
يأتي ذلك فيما قال مسؤولون بالبنتاغون إن إيران ومليشياتها في العراق ربما يخططون لشن هجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن المسؤولين أن معلومات استخباراتية حديثة أفادت بأن إيران كانت تنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.
قاذفات "بي-52"
وأرسلت الولايات المتحدة قاذفات "بي-52" إلى الشرق الأوسط، الأربعاء، في أحدث استعراض للقوة لردع إيران، بينما يظل مسؤولو الدفاع منقسمون حول الخطر الذي يشكله النظام الإيراني وميليشياته الموجودة في العراق، ويقول المسؤولون في البنتاغون إن استعراض العضلات العسكري استهدف تحذير طهران من شن هجوم على القوات أو المصالح الأميركية خلال الذكرى السنوية لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع إن القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر أصدر قرارًا ضد محاولة تمديد إرسال حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" إلى الخليج العربي، وإخراجها من المنطقة في إشارة واضحة إلى إيران بخفض التصعيد.
ويعكس التضارب في الرسائل انقسامات داخل البنتاغون، حيث قال مسؤول آخر إن المستوى الحالي للتهديد الذي تشكله إيران هو الأكثر إثارة للقلق منذ مقتل سليماني، لكن أكد آخرون في البنتاغون أن التهديد مبالغ فيه، حيث قال المسؤول الأول لشبكة "سي إن إن"، وهو مشارك في المحادثات، إنه لا معلومات ترجح وجود هجوم إيراني وشيك.
وقال مسؤول دفاع إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي "يولي اهتماما كبيرًا للغاية" بالوضع، وإن الجيش لا يعتقد بوجود هجوم وشيك، لكنه يتخذ جميع الاحتياطات لضمان ردع إيران وحماية القوات الأميركية، وهذه المرة الثانية هذا الشهر التي ترسل فيها قاذفات "بي-52" إلى المنطقة.
ويأتي هذا بعد إعلان البحرية في 21 ديسمبر أنها أرسلت غواصة تعمل بالطاقة النووية عبر الخليج العربي، مصحوبة بطرادات الصواريخ الموجهة.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
إيران ترفض التفاوض على "النووي" والاتحاد الأوروبي يتمسَّك بالاتفاق
ألمانيا تُؤكِّد أنّ إيران تعقّد الحوار بشأن الاتفاق النووي بانتهاكاتها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر