لم تكن حال آثار سوريا أحسن من أي حال أخرى في هذا البلد المنكوب، بل كانت مثلها مثل الحجر والبشر، تأثرت كثيراً في حرب طال أمدها لتمتد أكثر من 9 سنوات.
فبعد زوال داعش ناهباً معه الكثير منها، ومحطماً جزءاً آخر، تعرّضت مواقع أثرية كبيرة شمال البلاد للنهب بعد التجريف على يد مسلحين موالين لتركيا، أطلقت لهم الأخيرة العنان للعبث فساداً في تلك المنطقة.
والجديد اليوم، أن نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقطع فيديو يظهر مجموعة من عناصر الفصائل الموالية لتركيا وهي تبحث عن آثار في معالم أثرية بريف تل أبيض شمال الرقة.
وهذه ليست أول مرة، فالفصائل الموالية لأنقرة كانت أطلقت يد منقبي الآثار شمال سوريا خصوصاً في مدينة عفرين مقابل مبالغ مالية ضخمة، وذلك بحسب معلومات المرصد.
وأشارت المعلومات، العام الماضي، إلى أن قطعاً أثرية تم العثور عليها في موقع النبي هوري الأثري، وأن عمال التنقيب استخدموا آليات حفر وأجهزة متطورة للكشف عن أماكنها.
كما كشفت أن المنقبين عثروا على لوحات فسيفسائية تم تهريبها إلى تركيا بتسهيلات من الفصائل الموالية لها عبر تجار، ناهيك عن كميات أخرى نهبها التنظيم وأوصلها إلى تركيا.
فيما قالت منظمة حقوقية سورية إن الفصائل المدعومة من أنقرة تتلقى تدريبات بالذخيرة الحية في معبد يعود للعصر الحديدي.
عبر مواقع التواصل
في السياق أيضاً، كشفت مصادر مطلعة أن "هيئة تحرير الشام" "النصرة سابقاً"، والموالية لتركيا، كانت منحت تراخيص لمنقبي الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتها في أرياف إدلب وحماة، وتم نهب آثارها بشكلٍ كلي.
كما لم تتوقف "التجارة" بالآثار في سوريا عند هذا الحد، فقد سبق أن تم عرض بعض القطع الأثرية المنهوبة من البلاد للبيع عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك.
وكتب فوق صور بعضها "للبيع والتسليم في تركيا"، بينما كتب على بعضها الآخر "للبيع والتسليم في برلين"، وذلك بالرغم من صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي لمنع الاتجار بالآثار السورية والعراقية، على حد سواء.
"ضعوا حدّاً"
بدورها، وجّهت حكومة النظام في سوريا اتهامات لأنقرة بتهريب الآثار السورية ونقلها إلى الأراضي التركية.
وطالبت "المديرية العامة للآثار والمتاحف" في دمشق، المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالتراث بـ"وضع حد" لما وصفته بـ"العدوان التركي الجائر على المواقع الأثرية بالشمال"، مؤكدة أن "عشرات آلاف التحف الأثرية تم تهريبها من سوريا إلى تركيا وتم بيعها هناك".
إلى دول الجوار
يشار إلى أنه وخلال سنوات الحرب، وصلت آلاف القطع الأثرية بالفعل من سوريا إلى دول الجوار، ولاسيما تركيا، لسهولة عمليات التهريب في المناطق القريبة من حدودها، بالإضافة إلى الأردن ولبنان، اللذين ضبطت سلطاتهما، مئات القطع منها بحوزةِ شبكاتٍ تعمل في تهريب الآثار.
وتعرضت أغلب الأماكن الأثرية والمتاحف في البلاد للسلب والنهب، كما أن بعضها تدمّر بشكل شبه كامل أثناء المعارك بينها قلعتي حلب و"جعبر" ومتحف "الرقة" الشهير.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
الخزانة الأميركية تُعلن فرض عقوبات تتعلق بسوريا تشمل 6 أفراد و13كيانًا
عضو هيئة المصالحة في سوريا يؤكّد وجود دعوات أهلية في ريف إدلب لدخول الجيش والدولة مستعدة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر