دمشق - جورج الشامي
دمشق - جورج الشامي
يمتلك النظام السوري 1000 طن غازات فتاكة حسب تقرير نشرته أمس "صحيفة الأحد" الفرنسية الاسبوعية والمعروفة باسم Le JDD اختصارا.
والتقرير هو من 4 صفحات، بينها صفحة لصورة جوية، وهي لكامل "مركز الدراسات والبحوث العلمية" في حي برزة الشمالي، حيث تطور سوريا ترسانتها من الغازات "وهو تطوير بدأ بالتعاون مع روسيا في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد،
ثم أصبح محليا 100% في عهد ابنه، وتقوم به وحدة من 450 علويا" طبقا للصحيفة.
وقالت Le JDD أيضا إن الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، تسلم تقريراً مفصلا السبت الماضي من "المديرية العامة للأمن الخارجي" Direction Générale de la Sécurité Extérieure الشبيهة بـ "سي.آي.إيه" الأميركية، وهي تابعة لوزارة الدفاع "وقرر نشره الأسبوع المقبل" أي هذا الأسبوع، وفيه أدلة بأن النظام "استخدم الغاز السام في 21 أغسطس/آب الماضي" في الغوطة الشرقية، حيث قتل 1429 شخصا، وأصابت التشوهات أكثر من 7 آلاف.
وفي التقرير عن ترسانة السموم السورية بأنها "الأكبر في العالم" ومعظمها من غاز الأعصاب، المعروف بحرفي VX علميا، وهو الأشد فتكا، مع أنه أخضر بلون السلام، وهو سائل زيتوني بلا رائحة ومفعوله دائم، وأكثر مسبب تم إنتاجه حتى الآن للفتك بالتسمم السريع.
وبإمكان القليل من VX قتل الأحياء بدقائق معدودات حين ينتشر في الهواء، حيث يمتصه الجسم عبر المسامات، وهو يؤثر على الجهاز العصبي ويغشي البصر ويسبب صعوبات بالتنفس، مع اختلاجات في العضلات وتعرق وتقيؤ وإسهال، ثم غيبوبة وتشنجات، وبعدها يتوقف التنفس وتسقط الضحية جثة هامدة.
وحسب الصحيفة، فقد ورث الأسد الابن ثم طوّر ترسانة من غاز معروف باسم Yperite الشبيه تماما بغاز الخردل، وهو مركب كيماوي، وسائل يصدر عنه بخار خطر يسبب حروقا وتقرحات جلدية، كما يتسرب الى الجهاز التنفسي عند تنشقه ويعبث فتكا فيه، ويسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويمزق الأعين والأغشية المخاطية والرئتين والجلد، ولا علاج منه على الإطلاق.
ثم في الترسانة السورية "السارين" الشهير، وهو سائل بلا لون ورائحة، واستخدمه جيش النظام ضد السوريين بمناسبتين من 3 على الأقل، والثالثة كانت لغاز السيانيد في 13 أبريل/نيسان الماضي في حي الشيخ مقصود بحلب، وهو ممنوع على أي كان إنتاجه واستخدامه منذ 1993 بموجب معاهدة دولية أقروها، وبإمكان ملليغرام واحد منه، أي 0.02 % من نقطة، قتل إنسان.
كما في تقرير "صحيفة الأحد" أيضا أن لسوريا قدراتٍ على شحن الغازات في صاروخ "سكود بي" وزميله "سكود سي" ومداهما 500 و300 كيلومتر، إضافة الى شحنها في صاروخ M600 ونظيره SS-21 وأيضا كحشوة داخل قنابل جوية تستوعب بين 100 و300 ليتر من السارين، أو في قذائف مدفعية، خصوصا غاز الأعصاب، ولمسافة 50 كيلومترا تقريبا.
ومما سينشره الرئيس الفرنسي هذا الأسبوع أن استخدام النظام للغاز في 21 أغسطس/آب الماضي بالغوطة الشرقية "تم بصواريخ غراد، ثم تلاه في اليوم التالي قصف مكثف من المدفعية بهدف ازالة كل أثر للغاز"، وهذه معلومة ذكرها للصحيفة أيضا ضابط مخابرات فرنسي، طلب عدم ذكر اسمه.
ومما قاله الضابط إن "التقرير هو مجمل 25 سنة من التجسس الفرنسي على "سوريا الكيماوية"، كما حصلت فرنسا على بعض معلوماته من مخابرات دول صديقة، وفي العامين الماضيين "من مسؤولين سوريين انشقوا عن النظام" مضيفا أن الرئيس السوري وبعض مسؤوليه المقربين "هم وحدهم من يصدر الأوامر للوحدة العسكرية المسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي".
وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أدلى بتصريح وورد في الوكالات، وذكر فيه أن لسوريا ترسانة من 1000 طن غازات سامة متنوعة، شارحا أنها "موزعة على 31 موقعا" من دون أن يذكر مصدر ما قال، واتضح من تقرير الصحيفة الأحد أنه من المخابرات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر