دمشق ـ جورج الشامي
أفاد المركز الإعلامي السوري بأن القوات الحكومية السورية قصفت بكثافة غير مسبوقة طوال الليلة الماضية وفجر الأربعاء الأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق، واستقبلت مدينة جرابلس التابعة لريف حلب موجة نزوح كبيرة من قرى وبلدات ريف حمص. حيث وصل خلال الأسبوع الماضي أكثر من ثلاثة آلاف نازح، وفي حمص وسط البلاد، أفاد ناشطون أن قوات الحكومة مدعومة بالشبيحة وعناصر
حزب الله اللبناني اقتحمت مدينة تلكلخ في ريف حمص على الحدود مع لبنان. وقالت الهيئة العامة للثورة إن هذه القوات اقتحمت المدينة بعد حصار دام قرابة أسبوع، وذلك تزامنا مع قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ، وقطع للاتصالات والكهرباء والماء، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان الأربعاء أن أكثر من مائة ألف شخص لقوا حتفهم في النزاع السوري منذ بدئه في آذار/مارس 2011، بينما أكد مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن الحرب الشرسة التي تتعرض لها سورية تستهدف تاريخها وحضارتها وتنوعها الثقافي والروحي والعرقي الذي تتميز به عن كثير من دول العالم.
وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن القوات الحكومية السورية قصفت بكثافة غير مسبوقة طوال الليلة الماضية وفجر الأربعاء الأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق، كما أفاد المركز بأن القصف تركز على حيي الحجر الأسود والعسالي ومخيم اليرموك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محوري اليرموك والعسالي. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابة للنظام في حي العسالي القريب من المنطقة.
وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيشين الحر والحكومي من جهة طريق مطار دمشق الدولي في بيت سحم بريف دمشق.
ودارت اشتباكات أيضاً في داريا وعدد من بلدات ريف دمشق وفي حلب. بينما استمر قصف قوات الحكومة أحياءً من مدينة حمص والزبداني وبلدات في ريف دمشق.
واستقبلت مدينة جرابلس التابعة لريف حلب موجة نزوح كبيرة من قرى وبلدات ريف حمص. فقد وصل إلى المدينة خلال الأسبوع الماضي أكثر من ثلاثة آلاف نازح تم إيواؤهم في مخيمات أقيمت على عجل في ساحة الملعب البلدي والمصرف الزراعي في المدينة، بينما بدأ تجهيز بعض المدارس لاستقبال النازحين الذين تتضاعف أعدادهم يومياً وفق ما يقول القائمون على المخيم.
وفي محافظة إدلب بث ناشطون الثلاثاء صوراً تُظهر استهداف الجيش السوري الحر مباني يتخذها الشبيحة مقرات، ومحطة سادكوب للغاز التي يتحصن فيها عدد كبير من قوات الحكومة ومليشيات الشبيحة. ويأتي ذلك ضمن معركة أسماها الجيش الحر باسم "الفتح المبين".
وفي إدلب أيضا، قال الجيش الحر إنه خاض معارك مع قوات الحكومة في محيط معسكر الجازر في جبل الزاوية وكبدهم خسائر في الأرواح، وتمكن من تدمير دبابة وإعطاب عربة داخل المعسكر، وقال ناشطون إن الجيش الحر أعلن عن قتل قائد الفرقة السابعة وقائد معسكر الجازر اللواء عبد الرحمن سليمان إبراهيم.
وأشارت شبكة شام الإخبارية إلى أن الجيش الحر استهدف عددا من حواجز قوات الحكومة المتمركزة على طريق الأوتستراد الدولي بين مدينة أريحا بريف إدلب واللاذقية بقذائف الهاون، بالتزامن مع اشتباكات في محيط عدد منها.
وفي حمص وسط البلاد، أفاد ناشطون أن قوات الحكومة مدعومة بالشبيحة وعناصر حزب الله اللبناني اقتحمت مدينة تلكلخ بريف حمص على الحدود مع لبنان. وقالت الهيئة العامة للثورة إن هذه القوات اقتحمت المدينة بعد حصار دام قرابة أسبوع، وذلك تزامنا مع قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ، وقطع للاتصالات والكهرباء والماء.
وأفادت الهيئة أن الجيش الحر حاول التصدي لهذه القوات التي تمكنت من السيطرة على معظم أحياء المدينة وأعدمت ميدانيا عشرة أشخاص.
كما شنت قوات الحكومة حملة نهب وحرق للممتلكات، في حين يتخوف ناشطون من ارتكاب مجازر بحق من تبقى من الأهالي. كما ناشد السكان هيئة أركان الجيش الحر والائتلاف الوطني المعارض مساعدتهم.
وقال عضو تنسيقية تلكلخ يَم محمد إن قوات الحكومة مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني قامت بما وصفها بعملية تطهير مذهبي وعرقي. وأشار إلى أن القوات المقتحمة شنت حملات دهم وتفتيش ونفذت إعدامات ميدانية، ولم تكتف تلك القوات، وفق الناشط، بذلك بل أحرقت الجثث ونكلت بها.
وأشار الجيش الحر إنه تمكن من إسقاط طائرة حربية كانت تحلق في سماء مدينة القريتين التي تعرضت لقصف بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وامتد القصف كذلك إلى الرستن والحولة، بينما تعرضت بلدة كفر نبودة وقرى الهيمانية والحمدانية والحمرا في ريف حماة إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.
كما تمكن الثوار من إعطاب طائرة مروحية في حلب حيث تركزت الاشتباكات في حي الراشدين، وفي بلدة خان العسل بريف حلب وقرب معمل الزيوت القريب من مطار النيرب العسكري.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان الأربعاء أن أكثر من مائة ألف شخص لقوا حتفهم في النزاع السوري منذ بدئه في مارس/آذار 2011.
وقال المرصد إنه وثق سقوط 100191 قتيلا منذ انطلاق الثورة السورية مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا في آذار/مارس 2011 حتى تاريخ 24 حزيران/يونيو الجاري.
وأوضح المرصد، الذي يقع مقره في بريطانيا، أن الرقم يشمل 18 ألفا من مقاتلي المعارضة وقرابة 40 ألفا من الجنود والمقاتلين الموالين للرئيس بشار الأسد.
وأكد أن بين الضحايا 50200 من المدنيين من ضمنهم 5144 طفلا و3330 امرأة.
وأضاف المرصد أن العدد الحقيقي للقتلى من مقاتلي المعارضة والنظام يزيد مرتين على الأرجح عن ذلك العدد بسبب تكتم الجانبين على الخسائر البشرية خلال العمليات العسكرية.
وتحدث المرصد كذلك عن مقتل 169 من عناصر حزب الله اللبناني الذي كان قد دعم قوات الحكومة السورية في السيطرة على مدينة القصير في ريف حمص.
وناشد المرصد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العمل بشكل جدي من أجل وقف القتل في سورية ومساعدة الشعب السوري على الانتقال إلى دولة ديمقراطية.
ويستند المرصد في معلوماته إلى شبكة واسعة من المندوبين والناشطين والمصادر العسكرية والطبية في كل سورية.
وكانت الأمم المتحدة قالت خلال الشهر الجاري إن أكثر من 93 ألف قتيل سقطوا منذ بداية النزاع في سورية، مؤكدة أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أكبر من ذلك بكثير.
وأضافت الأرقام الجديدة للمنظمة الدولية أن بين هؤلاء القتلى 6500 طفل على الأقل، منهم 1729 تقل أعمارهم عن عشرة أعوام، وسجلت ارتفاعا كبيرا في عدد القتلى كل شهر.
فيما أكد مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن الحرب الشرسة التي تتعرض لها سورية تستهدف تاريخها وحضارتها وتنوعها الثقافي والروحي والعرقي الذي تتميز به عن كثير من دول العالم.
وأوضح حسون في كلمة له خلال ندوة لوزارة السياحة في فندق داما روز الأربعاء بعنوان "السياحة رسالة روحية وثقافية واقتصادية" أن المتآمرين على سورية سخروا إمكاناتهم من مال وسلاح ووسائل إعلام جهدوا في تهيئتها منذ عشرات الأعوام لنشر الفتنة والفوضى خدمة لأغراض الدول الغربية وربيبتها إسرائيل وتقسيم الدول العربية إلى كيانات متحاربة موضحا أن ما تشهده المنطقة من دعم للمجموعات الإرهابية ومحاولات التدخل الخارجي تحت شعار الديمقراطية والحرية يهدف إلى إعادة رسم خارطة جديدة لها على غرار اتفاقية سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى.
ولفت حسون إلى ما تكتنزه سورية من كنوز ثقافية وروحية وحضارية وما يجمع العرب من تاريخ ولغة ورسالة حضارية داعيا إلى إعادة الوحدة بين أبناء الأمة العربية روحيا ودينيا وثقافيا إن لم يكن سياسيا وتعزيز السياحة العلمية والثقافية بين شعوبها للوصول إلى المعرفة الإنسانية الحقيقية.
وأكد أن الحضارات المتعاقبة على سورية نجحت في نشر ثقافتها على مستوى العالم بعيدا عن النواحي العرقية والغرائزية وتمكنت من نشر رسالة حضارية إنسانية وفكرية نهلت منها حضارات العالم.
بدوره قال مدير عام فندق داما روز مريع فلوح إنه "مهما اشتدت الظروف فإننا نتمسك بالأمل وقد تكون مفارقة أن ندعو إلى هذه الندوة حول معنى السياحة ورسالة السياحة في زمن تتعثر فيه السياحة في سورية وليس ذلك ترفا أو اصطناعا بل هو نافذة أمل ورجاء من أجل خلاص وطننا فمهما عصفت المخاطر واشتدت الخطوب يبقى لنا أمل كبير بأن سورية ستنهض من جديد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر