جريمة قتل المعلّم المسيء إلى الرسول تهزّ فرنسا والخوف من الإرهاب يشعل المجتمع
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ماكرون يُندّد بـ”الهجوم الإسلاموي" ويتعهّد بعدم السماح بـ"انتصار الظلامية"

جريمة قتل المعلّم المسيء إلى الرسول تهزّ فرنسا والخوف من الإرهاب يشعل المجتمع

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جريمة قتل المعلّم المسيء إلى الرسول تهزّ فرنسا والخوف من الإرهاب يشعل المجتمع

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
باريس -ليبيا اليوم

اسمه عبدالله أبو يزيدفيتش، ولد في موسكو في 12 مارس (آذار) من عام 2002، عمره إذن 18 عامًا. شيشاني 

الأصل وقد وصل إلى فرنسا قاصرًا. يعيش مع عائلته في مدينة أيفرو الواقعة شمال غربي باريس. يحمل وثيقة إقامة 

على الأراضي الفرنسية بصفة لاجئ سياسي صالحة حتى عام 2030. لم يكن معروفًا عنه أنه ينتمي إلى تيار راديكالي 

إسلاموي متطرف، ولم يكن مسجلًا على لوائح الأشخاص المتطرفين الذين يشكلون خطرًا على الأمن في فرنسا، جل 

ما عرف عنه أنه ارتكب جنحًا باللجوء إلى العنف وإنزال أضرار بممتلكات عامة عندما كان قاصرًا.

لم يمثل أبدًا أمام المحاكم وسجله العدلي “نظيف”. ورغم ما تقدم، فإن عبد الله أبو يزيدفيتش ذبح عصر الجمعة 

الماضي، صامويل باتي، أستاذ التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية في تكميلية مدينة كونفلان سانت هونورين البالغ من 

العمر 47، وفصل رأسه عن جسده وفق ما كان يقوم به تنظيم “داعش” ويبثه على وسائل التواصل الاجتماعي.

عمله لم يكن مرتجلًا، بل خطط له ونفذه بإحكام. انتظر ضحيته على باب المدرسة في آخر يوم قبل العطلة المدرسية 

التي تمتد لأسبوعين. جاء باكرًا إلى محيط المدرسة وطلب من تلامذة معلومات عن أستاذ التاريخ وتربص به وقتله، 

وهو على الطريق بين مدرسته ومنزله. الشرطة البلدية اكتشفت جسد الضحية واتصلت بالأجهزة الأمنية التي وصلت 

سريعًا، وعثرت على الجاني على بعد نحو 200 متر من المدرسة، وهو يحمل سكينًا وبندقية تطلق الخردق. وتبين 

مقاطع فيديو موجودة على شبكات التواصل الاجتماعي لحظات المواجهة بينه وبين الجاني. أفراد القوة الأمنية طلبوا 

منه أن يرمي سلاحه وينبطح أرضًا. صرخوا به مكررين طلبهم أكثر من مرة. لكنه لم يمتثل للأوامر، لا بل إنه صوب 

ببندقيته ناحية رجال الأمن واتجه صوبهم مهددًا. ويؤكد هؤلاء أنه صرخ “الله أكبر”. عندها أطلق رجال الأمن 

عشر رصاصات طرحته أرضًا ليموت عند نقله إلى المستشفى.

في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد ظهر أمس، كشف رئيس النيابة العامة جان فرنسوا برنار كثيرًا من التفاصيل التي 

تخص الجاني وعائلته. إلا أن الأهم أن هذه العملية التي سارعت النيابة العامة لوصفها بالإرهابية، جاءت للفرنسيين 

على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية. فهي، ومن جهة، المرة التي تحصل فيها عملية إرهابية تتم بفصل 

الرأس عن الجسد، وسبق أن حصل شيء مشابه قبل عدة سنوات ولكن لأسباب خاصة. والعنصر الثاني أن مرتكب هذه 

الجريمة الشنيعة لا يتجاوز عمره 18 عامًا. والثالث أن هذه العملية جاءت بعد ثلاثة أسابيع على عملية إرهابية مشابهة 

قام بها رجل باكستاني مستخدمًا ساطورًا في الشارع الذي كانت تقع فيه مكاتب المجلة الساخرة “شارلي إيبدو”. 

والعنصر الأخير أن عبد الله أبو يزيدفيتش برر عمليته بأنها انتقام من أستاذ التاريخ الذي أبرز الرسوم الكاريكاتورية 

المسيئة للنبي محمد التي نشرتها “شارلي إيبدو” قبل ست سنوات وأعادت نشرها بداية الشهر الماضي، مع بدء 

محاكمة من بقي حيًا من المتهمين بالمشاركة بشكل وبآخر في العملية الإرهابية بداية يناير (كانون الثاني) عام 2015، 

التي قام بها الأخوان كواشي، وبنتيجتها تم القضاء على 11 رسامًا وصحافيًا وعاملًا في المجلة المذكورة، إضافة إلى 

قتل شرطي كانت مهمته حراسة مكاتب المجلة.

وللتذكير، فإن ما قام به الجاني وبالنظر إلى بشاعة جريمته، أعاد إلى أذهان الفرنسيين أجواء المخاوف من الإرهاب 

الذي أوقع في السنوات الخمس المنقضية 259 ومئات الجرحى. ومن الطبيعي أن يركز المسؤولون والأجهزة الأمنية 

اهتمامهم على هذه الحادثة.

الرئيس إيمانويل ماكرون سارع للذهاب إلى مدينة كونفلان سانت هونورين بعد مشاركته في اجتماع أمني في خلية 

الأزمات في وزارة الداخلية، بحضور رئيس الحكومة جان كاستيكس وكبار المسؤولين، فيما قطع وزير الداخلية جيرالد 

دارمانان زيارته للمغرب وعاد فورًا إلى باريس.

واليوم يعقد مجلس الدفاع الأعلى برئاسة ماكرون اجتماعًا في قصر الإليزيه سيخصص للعملية الإرهابية وللتدابير التي 

سيتعين على الحكومة اتخاذها، لتجنب حصول أحداث مشابهة في المستقبل. والخيط الجامع بين كل ردود الفعل الرسمية 

والسياسية والشعبية والإعلامية انصبت على التهديد المتمثل بالإرهاب المرتبط بالفكر الإسلاموي المتطرف، والإسلام 

السياسي.

وفي كلمة مقتضبة في موقع الحادثة، وصف ماكرون ما حصل بأنه “هجوم إرهابي إسلاموي”، وهو التعبير الذي 

استخدمه أيضًا رئيس الحكومة وكل المسؤولين، وكلهم اعتبروا أنه “اعتداء على الجمهورية وعلى قيمها، وأحد أهم 

أساساتها وهو المدرسة”. وأضاف ماكرون أن فرنسا “ستبقى واقفة على قدميها ولن تنحني أمام الإرهاب، 

والظلامية لن تنتصر ولن ينجح (الإرهابيون) في تشتيت صفوفنا، وهو ما يسعون إليه، ولذا علينا أن نبقى كتلة واحدة 

وصفًا واحدًا معًا”.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية جاءت بعد أسبوعين من خطاب الرئيس الفرنسي الذي كرسه لاستراتيجيته لمحاربة 

ما سماه “الانفصالية الإسلاموية”. وتتعين الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يأتي فيها ماكرون على ذكر “

الإرهاب الإسلاموي”.

منذ الحادثة، قامت القوى الأمنية بتوقيف تسعة أشخاص غالبيتهم من عائلة الجاني. ومن المعلومات التي جاء بها 

المدعي العام أن أخته غير الشقيقة التحقت بـ”داعش” في سوريا في عام 2014، وقد أصدر المدعي العام جان 

فرنسوا برنار مذكرة بالتحري عنها والقبض عليها. ومباشرة بعد العملية فتح تحقيق قضائي تحت اسم القتل العمد على 

صلة بمشروع إرهابي وتشكيل عصابة إرهابية مجرمة.

وفي الساعات التي تلت العملية، قامت القوى الأمنية بالقبض على تسعة أشخاص غالبيتهم من عائلة الجاني. وفصل 

المدعي العام البراهين التي تؤكد أن الروسي الشيشاني خطط لعمليته الإرهابية، لا بل إنه من قام بتبني العملية على 

شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن أعدم أستاذ التاريخ وبث صورة ضحيته بعد مقتله.

وأظهر تحليل هاتف الجاني الجوال أنه قام بتسجيل تبني العملية ظهرًا، أي قبل خمس ساعات من حصولها، أما 

الصورة فقد أدخلها قبل الساعة الخامسة بدقائق قليلة. إضافة إلى ذلك، أفاد المدعي العام بأن عبد الله أبو يزيدفيتش وجد 

في محيط المدرسة طيلة بعد ظهر الجمعة، وطلب من تلامذة أن يدلوه على أستاذ التاريخ الذي كان يعرف اسمه. 

وبحسب مديرة المدرسة، فإن صامويل باتي تلقى عدة تهديدات بسبب الحصة المدرسية التي أظهر فيها بعض رسوم 

“شارلي إيبدو”، ما أثار حفيظة تلامذة تحدثوا إلى أهاليهم عن هذا الأمر.

وعلم أن والد إحدى التلميذات وصديقًا له جاءا إلى المدرسة للشكوى من تصرف أستاذ التاريخ، لا بل إن الثاني وضع 

صورته مع تغريدة يشرح فيها ما قام به في الصف التكميلي الرابع، داعيًا إلى التنديد بما فعل بتاريخ 5 أكتوبر (تشرين 

الأول).

وتختلف الروايات: رواية بعض التلامذة الذين يؤكدون أن صامويل باتي طلب من التلامذة المسلمين الخروج من 

الصف، بينما رواية الأخير أنه عرض على من يرغب الخروج مخافة أن تصدمه الصور التي أراد إظهارها في حصة 

التربية المدنية وتحت اسم حرية التعبير ومدى ملاءمة نشر “شارلي إيبدو” الرسوم الكاريكاتورية.

وليس سرًا أن الرأي السائد في فرنسا أن حرية النشر والتعبير يجب أن تكون تامة كاملة، وهو ما شدد عليه كل من 

تناولوا الحادثة، عملًا بمبدأ العلمانية وبغض النظر عن الحساسيات التي يمكن أن تثيرها لدى المسلمين. ولا شك أن 

التحقيق سيهتم بجلاء ما حصل في الصف المذكور. إلا أن اهتمامه الأول منصب لمعرفة ما إذا كان الشاب روسي 

المولد قد تلقى مساعدة لوجيستية أو عمل بتأثير خارجي أو داخلي، وخصوصًا دور عائلته التي أوقف منها جده ووالده 

وشقيقته الصغرى.

وقامت القوى الأمنية التي كلفت التحقيق في العملية بدهم عدة شقق ومنازل، وبلغ عدد الموقوفين تسعة أشخاص بينهم 

الرجل الذي شهّر بأستاذ التاريخ ونشر صورة له وتغريدة تدعو للاحتجاج على ما يقوم.

وأمس، قررت الرئاسة الفرنسية تكريم ذكرى الضحية في يوم وطني باعتباره شهيد التعليم والمدرسة وحرية الرأي 

والتعبير. ووجه وزير التربية رسالة إلكترونية إلى كل أساتذة التعليم الرسمي يؤكد فيها المبادئ الرئيسية في التعليم 

وأهمية العلمانية وتلقين حرية الفكر والتعبير.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:

وفد روسي رفيع يلغي زيارة إلى تركيا للتباحث بشأن التطورات في ليبيا
انطلاق جولة محادثات روسية – تركية جديدة ومبعوث أميركي يزور أنقرة

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة قتل المعلّم المسيء إلى الرسول تهزّ فرنسا والخوف من الإرهاب يشعل المجتمع جريمة قتل المعلّم المسيء إلى الرسول تهزّ فرنسا والخوف من الإرهاب يشعل المجتمع



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya