دمشق - جورج الشامي
أكّد مسؤول إغاثي سوري من المعارضة أن "كتائب ثورية مقاتلة تحمي 94 ألف سوري لاجئ يقيمون في مخيمات داخل سورية قرب الحدود التركية"، مشيراً إلى "وجود نحو ستة آلاف رضيع مهددين بالموت نتيجة الظروف السيئة" في هذه المخيمات.
ووفق الهيئة الصحية السورية، يعيش 94 ألفاً من اللاجئين السوريين الهاربين
من القصف والدمار في 57 مخيماً قريباً من الحدود التركية، ويواجهون ظروفاً حياتية قاسية للغاية ولا تتوفر لديهم الحدود الدنيا من المعيشة الطبيعية.
وأشار المسؤول الإغاثي في الهيئة الصحية السورية-مكتب الريحانية، الدكتور مأمون سيد عيسى في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن قرب هذه المخيمات من الحدود التركية شكّل عامل أمان شجع اللاجئين السوريين للتوجه إليها.
وقال "تلاصق غالبية هذه المخيمات الحدود التركية، وهذا يجعل قوات النظام تتردد كثيراً في قصفها خوفاً من رد الفعل التركي، ومع ذلك قصفت طائرات النظام مرتين هذه المخيمات منذ مطلع هذا العام ولم يُصب اللاجئون سوى بإصابات طفيفة".
وأضاف "كما أن هناك في كل مخيم حراسة من الكتائب الثورية العاملة في المنطقة"، على حد وصفه.
ووصف عيسى الوضع الصحي السيء للغاية في هذه المخيمات وقال "وفق آخر تقاريرنا وإحصائياتنا عن الوضع الطبي نؤكد أن هذه المخيمات بائسة جداً ولا تحقق أدنى المعايير الدولية، فهناك 8 مستوصفات و9 نقاط طبية فقط في المخيمات الـ 57، وهناك نقص حاد في الأدوية بكل أنواعها، كما لا يوجد أي مخبر أو عيادة سنية، ويبلغ عدد الأطباء 33 طبيباً يعالجون نحو 94 ألف لاجئ أي بمعدل 3.7 طبيب لكل 10 آلاف لاجئ فيما تحدد معايير الأمم المتحدة واحداً لكل 500 شخص، ويتجاوز عدد المعاينات للطبيب الواحد 200 معاينة يومياً، مع العلم أنه كان في سورية قبل الثورة أكثر من 40 ألف طبيب هاجر وقُتل عدد غير قليل منهم" وفق توضيحه.
وأشار المعارض السوري إلى سوء التغذية الذي يواجه الجميع كباراً وصغاراً في هذه المخيمات، وقال "يبلغ عدد الرُضّع في هذه المخيمات 5887 رضيعاً، ولا يوزع الحليب بانتظام إلا بـ 10% من المخيمات، وبدأت ملامح سوء التغذية تظهر على الأطفال، وتوفي 16 طفلاً نتيجة البرد لأن بعض الناس تنام في هذه المخيمات تحت عوازل بلاستيكية رقيقة لا تقي البرد ولا المطر، فيما لا يحصل الكبار سوى على 2100 سعرة حرارية كل يوم وهي تعادل 560 غ من الغذاء، أما أغلب الحوامل والمرضعات فلا تحصلن على المتطلبات الغذائية الأساسية الطبيعية لهن".
وأضاف "يتم تزويد المخيمات يومياً بـ 48 ألف رغيف خبز من الحجم الصغير (8 طن طحين) من فرن أطمة، وبـ 32 ألفاً (3.5 طن طحين) من فرن الريحانية، ومجموع ما يصل لـ 94 ألف مقيم في هذه المخيمات هو 80 ألف رغيف ويكون نصيب الفرد 0.85 من الرغيف يومياً".
وأكّد عيسى أن ائتلاف المعارضة السورية "يقدّم مساعدات محدودة لتلك المخيمات عن طريق وحدة الدعم، كتقديم مطبخ بسيط في أطمة يوزع وجبة غذائية محدودة، وتوزيع وجبات بائسة في مخيم أطمة لا تراعي الاحتياجات الغذائية وخاصة للأطفال والمسنين والأمهات المرضعات والحوامل".
وشدد على أن غالبية اللاجئين "يحلمون بالعودة لبيوتهم التي دُمرت"، لكنه أشار إلى عوائق حقيقية أمام ذلك، وقال "يرغب جميع اللاجئين بالعودة إلى مدنهم وقراهم والتخلص من حياة الفاقة والذل التي يعيشونها في المخيمات، لكن استمرار قصف هذه المدن وعدم توافر المال اللازم لبناء بيوتهم التي هدمت هو أحد أسباب استمرار إقامتهم في المخيمات، لذلك من الضرورة وضع الخطط منذ الآن لإعمار البيوت التي هدمت والتعويض لسكانها عن أضرارهم، هذا إضافة إلى أن الكثير من اللاجئين باعوا أثاث بيوتهم كي يؤمنوا احتياجاتهم اليومية الأساسية، وهذه عقبة إضافية أمام عودتهم".
وأضاف "أفادنا مكتب الأخضر الإبراهيمي استلامه تقاريرنا عن المخيمات وسيتم ترتيب لقاء بين ممثل عن الهيئة الصحية السورية والفريق الدولي في الأمم المتحدة المسؤول عن الإغاثة في سورية ونأمل تدخل المنظمات الإنسانية لرفع المعاناة عن عشرات آلاف المظلومين من كل الأطراف في هذه المخيمات"، على حد تعبيره.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر