مصر على موعد مع عبورٍ جديد إلى سيناء من خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعد تحدي وتصدي لكافة الظروف الاقتصادية التي عاشتها البلاد

مصر على موعد مع عبورٍ جديد إلى سيناء من خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مصر على موعد مع عبورٍ جديد إلى سيناء من خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية

مصر على موعد مع عبورٍ جديد إلى سيناء
القاهرة ـ سعيد فرماوي

صباح الثلاثاء الماضي كانت مصر على موعد جديد مع موجة أخرى من موجات العبور الثاني إلى أرض الفيروز، إلى سيناء العمق المؤكد ل الأمن القومي المصري، والتي تشهد في الأعوام التي تلت ثورة 30 يونيو/حزيران نهضة شاملة من شقين: إعمار بشري، وبناء حجري.

الحدث الجديد في عبور المصريين للقناة كان من خلال افتتاح نفقي 30 يوليو/تموز، وعدد من المشروعات التنموية، وذلك بنطاق محافظتي بورسعيد وشمال سيناء.

ما الذي تسعى إليه مصر من خلال مشروعات ذات تكلفة مليارية تعد تحدي وتصدي لكافة الظروف الاقتصادية التي عاشتها، والتي لم يكن لأحد أن يتخيل أن الفينيق المصري قادر على الصحو من بين رماد الأحداث التي غلفت المحروسة طوال الأعوام من 2011 و2013، ومحاولات الجماعات الظلامية قتل الأمل وإيقاف العمل، حتى تستسلم أم الدنيا؟

يذهب الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن الهدف من إنشاء شبكة الطرق الجديدة الواصلة بين شرق وغرب قناة السويس، هو تهيئة النجاح للمنطقة الاقتصادية شرق بورسعيد، ويشير إلى أنه تم إنفاق أموال ضخمة لتهيئة سبل النجاح لتلك المنطقة والمناطق الاقتصادية الجديدة الأخرى.

على مدى أربع سنوات، مثل فيها السيسي الجنرال المحارب على جبهات متعددة، كان الجانب الاقتصادي فيها حاملا ورافعة لمصر الحديثة، وغني عن القول أن نجاحات أي دولة على الصعيد التجاري والزراعي والصناعي، لا تنفصل بالمرة عن شبكة الطرق والمواصلات.

أربع سنوات مضى فيها العمل في أنفاق 3 يوليو، ذلك الموعد الرمز لصحوة المصريين، الذي خرجوا بالملايين إلى شوارع المحروسة منادين "يسقط يسقط حكم المرشد" ذلك الذي كانت سيناء معرضة للنهب والسلب في زمنهم هو ورفاقه.

تربط أنفاق 3 يوليو منطقة جنوب بورسعيد بمحافظة سيناء، والمشروع عبارة عن نفقين للسيارات أحدهما للقادم من بورسعيد والمتجه إلى سيناء، والآخر بالعكس، وذلك بهدف ربط سيناء وشرق الوادي والدلتا، وتسهيل حركة عبور الأفراد والبضائع من وإلى سيناء، وإحداث التنمية المنشودة لتلك المنطقة بالتزامن مع ما تشهده سيناء ومنطقة القناة من تنمية خلال الفترة الماضية.

يدرك السيسي ومن خلفه جميع المصريين أن سيناء ... أرض الأنبياء ... أرض الفيروز ... الأرض المقدسة التي تجلى عليها وجه الله تعالى، هي بوابة الأمن الشرقية لمصر منذ أزمنة الفراعنة وحتى الساعة، وأنه بدون عمران بشري وبناء حجري، يظل أمنها القومي مهدداً في الحال والاستقبال.

يصعب الإحاطة بما جرى على أرض سيناء خلال الأعوام الخمس الماضية، غير أن أنفاق 3 يوليو تعطي القارئ فكرة طبية عن الملحمة البشرية التي تقوم عليها مصر، وبأيدي المصريين، فقد كان العنصر الأجنبي في هذه الأنفاق لا يتجاوز الـ10% وسط نحو ستة آلاف عامل ومشرف فني ومهندس.

الأرقام لا تكذب ولا تتجمل وتوضح لنا بصدق وجلاء أنه وعن حق عبور جديد، لا يقل روعة عن عبور أكتوبر 1973 خذ إليك طول العقد الواحد في مشروع أنفاق بورسعيد والذي يبلغ نحو 4كم، فيما جسم العقد 2.8 كيلومتر أسفل قناة السويس، يفصلهما مسافة 20 متراً، ويصل القطر الداخلي للنفق الواحد 11.4متر، وقطره الخارجي 12.6متر يسمح بمرور سيارتين بكل اتجاه بارتفاع صافي 5مترات، ما يساعد على سهولة حركة المعديات من وإلى ميناء شرق التفريعة، وتشجيع إقامة المصانع بمنطقة شرق بورسعيد بمنسوب يصل إلى عمق 30 متراً تحت قاع قناة السويس.

أحد الأسئلة المثيرة التي تطرحها بيوتات العالم الاقتصادية الكبرى: "كيف للمصريين تحقيق مثل هذا الإنجاز والذي عجزوا عنه كما أشار الرئيس السيسي قبل خمسة عشر عام يوم لم تكن هناك ثورات أو فورات مغشوشة؟

الشاهد أن إنشاء محور 30 يونيو وهو المحور التبادلي للطريق الموازي لقناة السويس، أحد المشروعات التي خطط لها جهاز تعمير سيناء التابع لوزارة الإسكان المصرية، ضمن خطة الطرق لبرنامج الرئيسي السيسي والذي بدأ تنفيذه في فبراير 2015، قد بلغت تكاليف إنشائه نحو 8.5 مليار جنيه، كما أن عملية تجهيز البنية التحتية للمنطقة الاقتصادية شرق بورسعيد تكلفت وحدها نحو 150 مليار جنيه مصري.

عنصران يجعلان من العبور المصري الجديد نحو سيناء عملاً بطولياً لا يقل عن تخطي خط بارليف وتحطيمه، الإرادة والإدارة، إدارة حازمة حاسمة تقدر للقدم قبل الخطو موضعها، وإرادة جامعة مانعة، عبر عنها الرئيس السيسي نهار الثلاثاء بالقول: "مفيش قطاع من قطاعات العمل المطلوبة في مصر إلا واقتحمناها، وأوعوا تتصورا إن حكايتنا شبكة طرق، لإن شبكة الطرق في البنية الأساسية هي جزء متواضع جداً، لكن لأنكم شايفينه على طول متصورين أنه كل الحكاية".

الوجه الآخر من عبور المصريين إلى سيناء يتمثل في رغبة وإرادة شعب يدرك جيداً أن النماء هو الضد من الفناء، وأن الإعمار هو البديل المنطقي والموضوعي للتهجير، وإنه إذا كان هناك من أدوات وفعلة "سر الإثم من يريد أن يحول سيناء إلى حاضنة إرهاب، فإن المصريين عاقدين العزم على جعلها واحة للسلام والازدهار".

في مداخلته خلال المائدة المستديرة التي انعقدت في أواخر نوفمبر الجاري ضمن إطار فعاليات منتدى "إفريقيا 2019" قال السيسي: "إن مصر كانت في 2012 دولة هشة جداً وتتعرض لإرهاب شديد، وهذا الإرهاب لديه عدة مخاطر، منها قتل التنمية وإبعاد المستثمرين، وكذلك زيادة تكلفة الإقراض، والأهم من ذلك البطالة".

والثابت أنه حين تشق الأنفاق، وتعبد الطرق، وتنشأ الحواضن الحفرية في قلب صحراء سيناء لتزدهر بالعمل والأمل، فإن ذلك يعد أحد أهم أدوات محاربة الإرهاب والإرهابيين، وقطع الطريق على طيور الظلام، فتنمية سيناء تعني توفير فرص العمل للشباب، وتهيئة أسباب النجاح للمستثمرين، ووصل الطرق بين إفريقيا وآسيا كما تفعل الأنفاق الجديدة.

والمعروف أن أنفاق بور سعيد الأخيرة تعد جزءاً من مشروع أنفاق قناة السويس، وهي عبارة عن سبعة أنفاق تمتد أسفل القناة، وتتضمن ثلاثة أنفاق في بورسعيد منهم نفقين للسيارات، ونفق سكة حديد، و4 أنفاق في الإسماعيلية منهم نفقين للسيارات، ونفق سكة حديد، ونفق مرافق بتكلفة تصل إلى 4.2 مليار دولار.

لماذا تعد أنفاق بورسعيد أكثر أهمية بالنسبة للمنطقة الصناعية لقناة السويس عن أنفاق الإسماعيلية؟

السبب أنها جزء من التعاقدات التي تمت مع المستثمرين، من أجل تسهيل حركة النقل والتجارة من المناطق الصناعية إلى محافظات الجمهورية، كما أنها من المقرر أن تسهل التعاقدات الاستثمارية بشكل كبير في الفترة المقبلة.

هل من فكرة مبسطة عن المنطقة الصناعية لقناة السويس؟

الواقع أننا نتحدث عن مساحة قدرها 460 كيلومترا مربعا، بها ستة موانئ، وأربع مناطق صناعية موزعة على طول قناة السويس، ومن بينها شرق وغرب بورسعيد، والهدف منها هو استغلال الإمكانات الضخمة لمنطقة القناة وتحقيق اقتصاد كفء وتنافسي، وجعلها مركز للنقل البحري واللوجستي، ومركز صناعي، ونقطة محورية لسلاسل الإمداد العالمية.

حين يتحدث مستشار الرئيس للمشروعات الهندسية، المهندس المصري الأصل العالمي الألماني الجنسية "هاني عازر" بأن مشروع أنفاق بورسعيد أكثر من ممتاز، وأن كل الناس عندما ترى هذا المشروع تعتقد أنها لا تعيش في مصر، وأن هذا المشروع أفضل من مشروعات الأنفاق الموجودة في أوروبا، فإن الرجل لا تزيد ولا يجامل، فالمرور داخل الانفاق يستغرق من 5 إلى 7 دقائق للسيارات بسرعة 40كم/ساعة، حيث 60 كاميرا مراقبة بكل نفق، ونظام اتصال طوارئ كل 250 متراً، كما يوجد 12 سلم طوارئ، وكل نفقين يظهران مربوطين بممرات عريضة كل 1000م، كما يحتوي على 25 ألف قطعة خرسانية، والتي تعد المكون للدوائر داخل جسم النفق، كما صممت تلك القطع في وضع الحلقات الخرسانية داخل موقع المشروع، كما يستوعب النفق الواحد 2000 سيارة في الساعة بمعدل عبور 40 ألف سيارة في اليوم للنفق الواحد.

نعم مصر تستيقظ ... نعم مصر تستطيع

قد يهمك ايضا:

اعتقال 54 شخصًا من مقتحمي السفارة البحرينية في بغداد

الداخلية العراقية تعلن إصابة أكثر من 400 شخص من المتظاهرين والقوات الأمنية

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر على موعد مع عبورٍ جديد إلى سيناء من خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية مصر على موعد مع عبورٍ جديد إلى سيناء من خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"

GMT 09:38 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

تعرف على أفضل 10 جامعات في العالم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya