أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعاملوا بفتور مع الاحتجاجات في بداية انطلاقها

أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية

التظاهرات العراقية
بغداد - نهال قباني

“على الحكومة تدارك الأمور قبل فوات الأوان”، موقف أصدرته المرجعية الشيعية في النجف بعد أربعة أيام فقط من اندلاع الاحتجاجات التي قتل فيها أكثر من 320 شخصا وأصيب نحو 15 ألفا آخرين.

ورأى كثير من المتظاهرين في حينه أن هذا الموقف لم يكن بمستوى الحدث ولا يلبي طموحاتهم بإجراء تغييرات شاملة على المنظومة السياسية التي حكمت العراق لنحو 16 عامًا.

لكن شيئا فشيئا ومع تصاعد حدة المواجهة بين المحتجين وقوات الأمن العراقية، تصاعدت نبرة المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني ووصلت لذروتها في خطبة الجمعة الماضية عندما قال إن العراق “لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها”.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي سرمد الطائي إن “كثيرا من العراقيين وليس فقط المرجعية تعاملوا بفتور مع التظاهرات في بداية انطلاقها واعتبروها عادية ومشابهة لمثيلاتها التي حصلت في السابق”.

ويضيف الطائي في حديث لموقع الحرة أن “موقف المرجعية تغير كثيرا بعد عمليات القمع المفاجئ وغير المسبوق الذي تعرض له المحتجون الشباب من قبل الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى التدخل الإيراني الواضح والمباشر في ملف الاحتجاجات”.

وخلال الموجة الأولى من الاحتجاجات التي استمرت للفترة من الأول ولغاية السادس من أكتوبر قتل أكثر من 150 شخصا وأصيب ستة آلاف آخرين نتيجة استخدام قوات الأمن العراقية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المحتجين.

كما اتسمت تلك الفترة بوجود قناصة على سطوح مبان استهدفوا المتظاهرين، لكن هويتهم لا تزال مجهولة بالنسبة إلى السلطة، فيما تؤكد تقارير إعلامية أنهم ينتمون لميليشيات مرتبطة بإيران.

وحملت المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق في وقته الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية مقتل المتظاهرين وعدم حمايتهم، وتحدثت عن وجود “عناصر مسلحة خارجة عن القانون، تحت أنظار قوى الأمن، تقوم باستهداف المتظاهرين وقنصهم، وتعتدي على وسائل إعلام معينة بهدف إرعاب العاملين فيها”.

ويؤكد الطائي أن موقف المرجعية هذا كان بمثابة نقطة تحول لأنه ضغط على الحكومة العراقية وأجبرها على التحقيق في تلك الحوادث.

“كما أن مواقفها المتتالية المؤيدة للاحتجاجات أعطت زخما أكبر وحسمت موقف كثير من العراقيين ممن لديهم موقف متردد من المتظاهرات”، وفقا للطائي.

وتعد هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في العراق، لأنها عفوية ولم تخرج بناء على دعوة زعيم ديني أو سياسي كما كان يحصل في السابق.

ومعظم الذين شاركوا في “ثورة تشرين”، كما يحلو للمحتجين تسميتها، هم شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و40 عاما.

ويطالب المتظاهرون في عموم العراق باستقالة الحكومة وسن دستور جديد وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في هذا البلد الذي يحتل المرتبة الـ12 بين الدول الأكثر فساداً في العالم.

وتأجج غضب المتظاهرين خلال الأيام الماضية، على إيران صاحبة النفوذ الواسع والدور الكبير في العراق، بعد الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي التي حاولت “شيطنة الاحتجاجات” في العراق ولبنان.

ولايزال بعض المحتجين ينتقدون موقف المرجعية الدينية في النجف من الاحتجاجات لأنها لم تدعو بشكل صريح إلى إسقاط الحكومة أو تصدر فتوى دينية تحرم فيه قتل المحتجين.

لكن الكاتب والمحلل سرمد الطائي يختلف مع هذا الرأي ويؤكد أن “المرجعية أوصلت رسائل عدة إلى المحتجين وبعدة طرق تخبرهم فيه أنكم أنتم الأساس ونحن نتبعكم ووظيفتنا حمايتكم ومساعدتكم ومساندتكم”.

ويتابع أن “هذا يعد تطورا كبيرا يحسب للمرجعية، لأنها تريد مساعدة الجمهور على زيادة ثقته بنفسه وأن يتصرف ويفكر ويتخذ قرارات دون ان ينتظر رأي الاخرين”.

ويختتم أن “هناك شعورا لدى المرجعية في أن المجتمع تطور وأصبح من الصعب لأي شخص أن يقوده، وعلى الجميع أن يتكيف مع لحظة جديدة تؤكد نضوج المجتمع بشكل أكبر مقارنة بالسابق”.

قد يهمك أيضًأ :

رفع الحظر الذي فرضته السلطات العراقية منذ أسابيع على مواقع التواصل الاجتماعي

الجيش العراقي ينتشر حول المدارس ويُراقب المُعلّمين وجسور بغداد في يد المُحتجّين

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية أسباب تغير موقف المرجعية الشيعية من التظاهرات العراقية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري

GMT 03:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "the shape of water" يقترب من حصد جوائز النقاد في 2018

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 04:18 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الملابس الصوفية عنوان المرأة العصرية لموضة هذا الشتاء

GMT 17:48 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني ورد يطلق تشكية La Mariée الحصرية لفساتين الزفاف
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya