رفح ـ يسري محمد
استشهد 25 جنديًا من قطاع الأمن المركزي المصري في رفح، صباح الإثنين، بعد أن قتلوا بدم بارد، في عملية جديدة قامت بها الجماعات المتشددة في سيناء، والتي زاد انتشارها بشكل كبير داخل المنطقة عقب وصول محمد مرسي إلى الحكم، من خلال منع ملاحقاتهم والإفراج عن عدد كبير من قياداتهم.
وتحدث بعض شهود العيان، عن ذبح بعضهم بآلات حادة، بعد أن تم إنزالهم من حافلتين، وأظهرت
صورة التقطها أحد المسعفين، الجنود وهم بملابس مدنية، بعد أن تم إجبارهم على الانبطاح على بطونهم، وظهر في الصورة الجنود وهم مقيدي اليدين من الخلف، مما يؤكد الرواية التي تقول إن المسلحين نصبوا كمينًا للجنود، وهم في طريقهم إلى معسكرهم في رفح على الحدود مع قطاع غزة، فيما يرى البعض أن العملية قد تكون انتقامية من جانب المتطرفين الذين تلاحقهم السلطات المصرية في سيناء، وذلك ردًا على القبض على زعيم تنظيم "القاعدة" محمد الظواهري، الذي أُلقي القبض عليه في القاهرة، وكان يُدير العمليات المسلحة ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء.
وقد ألقي القبض على الظواهري قبل 30 حزيران/يونيو الماضي داخل سيناء، وتم ترحليه إلى القاهرة، إلا أن الرئيس السابق محمد مرسي أطلق سراحه، وكان الظوهري يؤسس لانشاء تنظيم "القاعدة" في سيناء، بالاستعانة بعدد كبير من الجماعات المتشددة، فيما نجحت قوات الجيش في إلقاء القبض على 3 متطرفين شاركوا في الهجوم على مبنى الرقابة الإدارية.
وقالت مصادر أمنية، إن الجنود الذين قتلوا في سيناء في هجوم مسلح، صباح الإثنين، كانوا في طريقهم إلى معسكر تابع للشرطة المصرية في رفح على الحدود مع قطاع غزة، وأن المسلحين استخدموا الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة والقذائف الصاروخية في الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 25 على الأقل من رجال الشرطة وإصابة اثنين آخرين، حيث هاجم المسلحون حافلتين للمجندين في منطقة سادوت، التي تقع بين مدينتي الشيخ زويد ورفح المصرية.
وتابعت المصادر ذاتها، أنه تم تطويق المكان على الفور من جانب قوات الجيش، فيما قامت طائرات "أباتشي" بتمشيط المنطقة لرصد أي تحركات لمشتبه بهم، في حين قامت سيارات الإسعاف بنقل الجثث إلى مبرد مستشفى رفح.
وأفاد المصدر الطبي، أن بعض القتلى ذبحوا بأجسام حادة، في حين قال شهود عيان، إن المسلحين أنزلوا رجال الشرطة وقاموا بإطلاق الرصاص عليهم وهم على الأرض، . وأن الجنود كانوا عزّل، ولم يكن معهم أي أسلحة.
وفور وقوع الحادث، شنّ مسلحون هجوم على معسكر لقوات الجيش في منطقة الزهور في الشيخ زويد، ودارات اشتباكات عنيفة، إلا أنه لم ترد أي انباء عن وقوع إصابات، فيما قُتل ضابط برتبة رائد في هجوم مسلح عليه أثناء تواجده في محيط البنك الأهلي المصري وسط مدينة العريش، وحدثت بعدها اشتباكات بين قوات الجيش المتمركزة في المنطقة والمسلحين.
وذكر بيان لتنظيم "الجهاد"، نُشر على موقعه على الإنترنت باللغة الإنكليزية، صدر الأحد،أنهم سيخوضون حرب ضد الجيش المصري في سيناء، مضيفًا "ما نراه من كيد لأعداء الله بنا أمر سنني، ويدخل في سنّة التدافع بين الناس، وبالتحديد بين أهل الحق وأهل الباطل، فسنّة الله ماضية علينا وعلى غيرنا، وما يحدث لشعبنا في مصر الكنانة جزء من هذه السنّة، ووجه من هذا المكر، وإن كان لتزول منه الجبال لكنه على عكس ما يتمناه أعداؤنا سيثبت أهل الحق أكثر، والحق لا يتجذر في نفوس أصحابه إلا بالابتلاء والمحنة، والكثير من الضعفاء يتساقطون ولا يبقى في الصف إلا الصادقين، ويتبين للمسلم الصديق من العدو، وطبيعة هذا الدين أن يتعرض أصحابه للابتلاءات والمحن، وهذا من رحمة الله بنا، وليس العكس، فإذا أحب الله عبدًا ابتلاه، كما أن التمكين ثمرة للابتلاء، والابتلاء يعلم المرء الصبر ويكسبه طاقة على التحمل، لأن الطريق طويل ولا يتوقف عند لحظة النصر بل يبدأ منها، وللنصر تبعات ثقيلة لابد أن نحافظ عليها، ومن حسن الظن بالله التوكل عليه، ومن حسن التوكل الأخذ بالأسباب، وفي المحن يجدر بأصحاب الحق أن يتوحدوا ويواجهوا اعداءهم صفًا واحدًا، وليس متفرقين وأخشى ما يخشاه أعداؤنا هو اجتماعنا، وليس غريبًا أن يخافوا حتى من المصلين في المساجد ويحرقوها، خوفًا من هذا التوحد، فما بالك بصفوف القتال، وأعود إلى ما يحدث في مصر وأقول، (إن دواعي الاجتماع والتوحد بين الإخوة أقوى من اي وقت مضى، والمواجهة تتطلب أولاً توحيد الجهود وتنظيم الصفوف، وابدأوا من حيث انتهى إخوانكم في الثغور المختلفة، وتوحيد الصفوف مقدم على ما سواه، انظروا إلى أعدائكم كيف تتكاثف جهودكم على حربكم، رغم اختلاف مللهم، وإن بقيتم متفرقين ومنتظرين فإن العدو سيتخطفكم واحدًا واحدًا، ادخلوا عليهم الباب بما تستطيعون، وافتحوا عليهم جبهات في كل مكان، واستهدفوا رؤوسهم، ولتكن هذه الأحداث سببًا لانطلاق شرارة ثورة حقيقية، شعارها (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، واكفروا بما دونه من شعارات زائفة، فثورة شعارها (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)، فالقلة الصابرة هي التي تصنع النصر ويُسخّرها الله لخدمة دينه، والسيناريو الأقرب إلى واقع مصر هو التجربة في بلاد الشام، قد ينشق بعض الضباط ويعلنوا جبهة للمقاومة مثل الجيش السوري الحر للدفاع عن الشعب، ثم يتبعه قريبًا جدًا خروج طوائف الجهاد التي انطلقت من سيناء، وستتوسع لتغطي باقي المدن لا سيما القاهرة والإسكندرية،مقابل جيش السيسي وشرطته وبلطجيته، ونصيحة أخيرة لإخواننا في مصر، أن يأخذوا حذرهم، ويعتبروا أنفسهم في حرب مفتوحة مع أعداء الله، فلا يفرطوا في أمنياتهم، وليدخروا أنفسهم لما هو آت، اهجروا بيوتكم واتخذوا لأنفسكم مخابئ وقواعد سرية وخلفية،فالحرب المقبلة تفرض عليكم ذلك، وليس لكم خيار، فبادروا إلى الإعداد الجيد قبل الخروج".
وقال مسؤول مصري في معبر رفح الحدودي، إن السلطات المصرية قررت إغلاق المعبر في أعقاب الهجوم الإثنين المسلح، وسيتم تمديد إغلاقه بسبب الظروف الأمنية، وأن المعبر كان من المفترض أن يبدأ تشغيله في العاشرة صباح الإثنين، إلا أنه لم يفتح أبوابه.
وكان المعبر قد أُعيد تشغيله السبت الماضي، بعد إغلاقه يومي الخميس والجمعة، بسبب الظروف الأمنية، وتبادل لإطلاق الرصاص بين قوات الجيش ومسلحين في محيط معسكر الزهور في الشيخ زويد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر