برلين - ليبيا اليوم
أثار إعلان جديد لشركة "فولكسفاغن" الألمانية للسيارات، سخطا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن حمل العديد من الإيحاءات العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء، كما فتح سجلا وصف بالأسود لدعاياتها السابقة والتي تضمنت ازدراء النساء وافتخار بالحقبة النازية. والإعلان الجديد الذي نشرته "فولكسفاغن" على منصاتها في تويتر وأنستقرام لم تتعدى مدته 10 ثوان بيد أنه حمل إيحاءات كريهة لم يتحملها المتابعون. ويظهر المقطع القصير يدا بيضاء عملاقة تدفع رجلا أسودا بعيدًا عن سيارة فولكسفاغن جولف 8 سيدان الجديدة، قبل أن تدفعه مرة أخرى بعنف داخل مقهى يسمى "Petit Colon" وهي كلمات فرنسية يمكن ترجمتها حرفيا إلى "المستعمر الصغير".
ولاحظ المستخدمون أيضًا أن سطر الوصف الذي كتب في نهاية الإعلان لعبارة "der neue Golf" (الجولف الجديدة باللغة الألمانية) ظهر بشكل تدريجي بحيث تظهر أولا حروف تشير إلى كلمة يستخدمها الألمان للوصف العنصري ضد أصحاب البشرة السمراء. كذلك أثارت طريقة تعامل الشركة مع غضب الرأي العام، المزيد من السخط، حيث تظاهرت في البداية بعدم وجود إيحاءات وباستغرابها من الهجوم عليها، قبل أن تعترف لاحقا بتضمن الإعلان "إشارات صادمة" وتسحبه وتعتذر.
وفي وقت لاحق من الخميس، ردا على المزيد من الغضب، أصدرت فولكسفاغن اعتذارا أكثر شمولا ، قائلة: "بلا شك كان الفيديو خاطئًا ولا طعم له"، مشيرة إلى تفهم الشركة لأسباب استياء المتابعين.
نازية وعنصرية
ورغم اعتذارها، سلط المنتقدون الضوء على التاريخ الأسود لدعايات فولكسفاغن خاصة خلال السنوات الأخيرة. ففي عام 2017، نشرت فولكسفاغن إعلانًا تجاريًا في الصين يزدري النساء عبر مقارنتهن بالسيارات المستعملة. وفي العام الماضي ، قام هربرت ديس الرئيس التنفيذي للشركة بمحاكاة شعار نازي عند مناقشة الأداء المالي لفولكسفاغن. واستخدم ديس عبارة شبيهة بشعار "أربايت ماخت فراي" (العمل يحرركم) التي كانت موضوعة عند مدخل معسكر "آوشفيتز" النازي.
هربرت ديس الرئيس التنفيذي لفولكسفاغن
وقد اعتذرت الشركة عن الحادثين. جدير بالذكر أن فولكسفاغن تأسست في الحقبة النازية بألمانيا عام 1937 بهدف تصنيع "سيارة الشعب"(سيارة للمواطنين بسعر معقول). وفي عام 1938 وضع أدولف هتلر حجر الأساس لأول مصنع لفولكس فاجن في فولفسبورج شمال ألمانيا. وتقول تقارير إعلامية إن الشركة استخدمت السخرة من معسكرات الاعتقال في عمليات التصنيع. وفولكسفاغن هي الشركة المالكة لعلامات أودي وسكودا وسيات وبورشه، وهي أكبر شركة سيارات في العالم.
والشركة خرجت لتوها من آثار "فضيحة الانبعاثات" التي ظهرت عام 2016، بعد أن اضطرت لتقديم تعويضات ضخمة في إطار تسوية شاملة. يشار إلى أن أسهم فولسكفاجن لم تتأثر بالهجوم الإعلامي حيث انخفض سهمها بشكل طفيف إلى 139.10 يورو بتراجع 0.5%.
قد يهمك أيضًا:
"فولكسفاغن" تسحب إعلانًا لسيارة جديدة يحمل إيحاءات عنصرية
"تسلا" الأميركية تصنع أجهزة التنفّس باستخدام أجزاء مِن سياراتها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر