مغربي مولع بالساعات القديمة يحوّل بيته إلى متحف يحوي 90 ساعة قديمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

انطلقت شرارته الأولى في الخمسينات من القرن الماضي

مغربي مولع بالساعات القديمة يحوّل بيته إلى "متحف" يحوي 90 ساعة قديمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغربي مولع بالساعات القديمة يحوّل بيته إلى

المتقاعد المغربي عبد الكريم بلفرحون
الرباط - المغرب اليوم

يستقبلك بيت المتقاعد المغربي عبد الكريم بلفرحون في العاصمة المغربية الرباط بباب بسيط، مصنوع من قضبان حديد وسيقان قصب، لكن بمجرد تجاوز عتبته يجد الزائر نفسه في قلب لوحة فنية بديعة، تتشكل من أثاث بتصاميم فريدة وجدران تغطيها اللوحات الملوّنة المزيّنة بالخرز الخشبي، وساعات قديمة موزعة في أركان البيت بترتيب متقن، فيما تدلت من السقف ثريات مختلفة الأشكال.

كل هذه التحف عكف عليها بلفرحون لساعات وأيام ليصنعها في ورشته على سطح المنزل.

يحكي بلفرحون لـ"الشرق الأوسط" أن ولعه بالساعات القديمة انطلقت شرارته الأولى في الخمسينات من القرن الماضي عندما كان تلميذا في إحدى المدارس بضواحي الرباط، وكانت تبهره الساعة التي يضعها معلمه حول معصمه.

ويضيف الرجل البالغ من العمر 67 عاما، أنه صنع ساعته الأولى من غطاء معدني لزجاجة مشروب غازي وقطعة زجاج صغيرة وضع بينهما ورقة بعدما كتب عليها الأرقام ورسم لها عقارب، ثم ربط "الساعة" بخيط على معصمه، وراح يتباهى بها أمام أقرانه.

هذا الولع بالساعات ظل كامنا في نفس بلفرحون إلى حدود عام 1987 عندما اشترى أول ساعة حائطية قديمة، حاول ضبطها لكنها تعطلت، ففكر في البحث عمن يصلحها لكنها سرعان ما عدل عن فكرته.

ويقول إن تلك الليلة كانت من أطول الليالي في حياته، إذ انتظر الصباح بنفاذ صبر، وعلى ضوئه صعد إلى ورشته في سطح المنزل وشرع في تفكيك الساعة وإصلاحها، فنجح في ذلك، ليخطو أول خطوة في مضمار إصلاح الساعات القديمة.

ويضيف أنه منذ ذلك التاريخ وهو مولع باقتناء الساعات التي يجلبها له أصدقاؤه من أسواق الخردة، ويعمل بالطبع على إصلاحها. وبيته اليوم يضم 90 ساعة قديمة بأشكال وأحجام مختلفة تُسمع تكتكاتها في كل أرجاء البيت المكوّن من طابقين.

ساعتان برقّاص واحد

لكل ساعة في بيت بلفرحون حكاية، لكن أحبها إلى قلبه ساعة قديمة ذات رقّاص اشتراها بنحو 220 دولاراً، وصنع لها صندوقاً خشبياً زينه بالخرز الخشبي، وثبتها على الحائط في أحد أركان بيته، لتبدو أكبر ساعة في البيت.

إلى جانب الساعة الكبيرة، ثبت على الحائط صندوقا خشبيا مزخرفا يضم ساعتين متشابهتين، واحدة على اليمين وأخرى على اليسار، ونجح بلفرحون في أن يجعلهما تعملان برقاّص واحد مشترك.

كل ساعات عبد الكريم تحمل لمسته الخاصة، فهذه صنع لها رقاصا وتلك جمعها مع أخرى برقاص مشترك وأخرى صنع لها صندوقا أو زخرفة، لكن أكثرها إبداعا وتعقيدا تلك التي وضعها بركن في بهو البيت، إذ كلما رنّت على رأس الساعة، تدفق الماء من نافورتين صغيرتين على جانبيها، فيما يتحرك طابور من الدمى على شكل جنود جيئة وذهابا على مضمار في أسفل الإطار، وفي الوقت نفسه تتوهج لوحات في الغرفة الأخرى.

ثلاثة ألوان

يضم بيت بلفرحون أيضا عددا من التصاميم وقطع الأثاث التي عكف على صنعها في ورشته الخاصة، وآخر ما أبدعت يداه طاولة خشبية وأربعة كراسٍ مزينة بالخرز. وهو يقول لـ"الشرق الأوسط" إن عمله يتطلب تركيزا كبيرا، وإنه يحس بفرحة عارمة كلما صنع شيئا جديدا.

تطغى على بيت عبد الكريم ثلاثة ألوان هي الأصفر والأخضر والبرتقالي التي غالبا ما يستعملها في زخرفة كل شيء، في اللوحات على الجدران والطاولات والثريات والساعات، وفي هذا الصدد قال الرجل الستيني إنه يحب هذه الألوان لأنها تثير البهجة في نفسه.

شغف بلفرحون بصنع تحفه الخاصة بدأ عام 2007، إذ كان يغادر عمله كموظف في حديقة الحيوانات بالرباط مسرعا إلى ورشته، وهناك كان يصنع قطعا جميلة بمساعدة إحدى بناته. وبعد إحالته على التقاعد عام 2011 تفرغ للعمل في ورشته حيث يمضي النهار كاملا.

يرفع بلفرحون رأسه وينظر مليا في لوحة مثبتة بأعلى الجدار كتبت عليها آية قرآنية، وقبل أن يحول نظره إلى لوحة أخرى قال إن أكبر حلم يراوده اليوم هو تزيين المساجد في المغرب بمثل الزخرفات والآيات القرآنية التي تنتشر في بيته.

ويضيف أن هذا الحلم مرتبط بآخر، هو تعليم عدد من الشبان هذا الفن، أولاً حتى يساعدوه في تحقيق حلمه المرتبط بتزيين المساجد، وثانياً لكي يطمئن إلى أن هذه "الحرفة" يمكنها الاستمرار.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربي مولع بالساعات القديمة يحوّل بيته إلى متحف يحوي 90 ساعة قديمة مغربي مولع بالساعات القديمة يحوّل بيته إلى متحف يحوي 90 ساعة قديمة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya