معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يمتد على مساحة 30 ألف متر ويتسع لتسعة آلاف مصلٍ

معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية

خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية
لندن ـ كارين اليان

تشهد العاصمة البريطانية لندن، معارك شرسة على بناء الأماكن المقدسة بين مساجد وكنائس ضخمة، وفي الوقت الذي ترفض فيه الحكومة البريطانية خططًا لبناء مسجد يسع 9 ألاف شخص، تسلط صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على تاريخ المسجد المثير للجدل في بريطانيا.

معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية

وكان من المفترض أن تكون الأماكن المقدسة رمزا للمجتمع البريطاني المتسامح والترحاب، وملاذا للتأمل الروحي التي تستمد الإلهام من كبرى الجوامع مثل قرطبة والقيروان، التي تقع في مجمع معماري من شأنه أن يحصل على نفس مكانة المباني الدينية الرئيسية في أوروبا.

ولكن بعد صراع بين المواقع الدينية  لمدة 18 عاما، ألغى وزير المجتمعات البريطاني نهائياً خططاً لبناء مسجد ضخم شرق لندن، والذي رفض الطلب المقدم ضد مجلس "نيوهام" المحلي بشأن رفض بناء المسجد عام 2012.

معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية

ويمثل هذا القرار نهاية معركة طويلة ومتوترة لإنشاء مسجد في أحد أرجاء وست هام، في جنوب الحديقة الأولمبية،  بين خطوط السكك الحديدية ونهر شانيل سي.

وحصلت جماعة التبليغ، وهي حركة تبشيرية إسلامية قوية في أوروبا قوامها 80 مليون شخص، على موقع بمساحة سبعة هكتار في عام 1996، حيث أسسوا مبنى من الطوب من طابق واحد بشكل منتظم يستقبل 3 ألاف مصلي، وفي عام 2005، كشفت المجموعة عن خطط لبناء مكان للعبادة عملاق، وتمكن زها حديد وعلى مانجيرا من إبداع تصميم ذكي بحيث يضم المسجد الجديد حوالي 70 ألف شخص، أي ثلاثة أضعاف حجم كاتدرائية القديس بولس، وبدا الأمر كأنه سوط الجلاد، وتصاعد لامركزي خارج نطاق السيطرة، وهو الأمر الذي أثار شكوك السكان المحليين والجماعات اليمينية المتطرفة المعادية للمسلمين، فضلاً عن إدانة مخططي المسجد الجديد.

معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية

وفي عام 2007، تم تسليم المشروع الذي يتكلف حوالي 300 مليون جنيه إسترليني، إلى المهندسين المعمارين ألين وموريسون، وتم تكلفتهم بإعادة تصميم المسجد، إلا أن جميع هذه الخطط تحولت الى فوضى بعد ثلاثة أعوام، عندما تخطى العميل الذي طالب ببناء المسجد الموعد النهائي الذي حدده مجلس "نيوهام" المحلي  لتقديم المخطط الرئيسي.

وارتفع صوت المعارضة العامة لبناء المسجد، حيث وقع أكثر من ربع مليون شخص التماساً على الإنترنت لمعارضة خطط بناء المسجد بحلول عام 2007، وادعوا أنهم يمثلون السكان المسيحيين لدولة انجلترا العظيمة، قائلين إن المسجد قد يتسبب في العنف والمعاناة، ثم أدان عمدة كين ليفينغستون طبيعة الحملة الشريرة ضد المسجد، مضيفا أنه ينبغي إدانة هذه الحملة من قبل داعمي حرية الدين كحق راسخ في هذا البلد، وأن هذه الحملة تستند إلى معلومات لطالما أثبتت عدم صحتها وواقعيتها".

 ولكن تم التغلب على هذه المجهودات في عام 2011، عندما توصلت المجموعة إلى المهندس الذي سينفذ خطط بناء المسجد، وهو الباحث المحاضر في جامعة كامبريدج والمهندس المعماري، الذي عمل على إنشاء المكتبة البريطانية مع كولن سانت جون ويلسون، وتمكن من بناء مساكن الطلاب، ومباني رائعة لأعضاء هيئة التدريس، وكان هو الشخص الأنسب للعمل لصالح الجماعة التي تم اتهامها بالترويج لآراء رجعية وإيواء المتطرفين.

ووضع بالتعاون فريقه مخطط مدروس يشير إلى مقاسات طول المسجد القائم على أعمدة ويركز على الفناء، إلا أن الخطط لم تسفر إلا عن إنشاء مسجد يشبه موقف للسيارات متعدد الطوابق، ويتم إكسائه بغطاء مستوحى من النمط الإسلامي وفي محاولة لتهدئة المخاوف، تم وصف بأنه المسجد بأنه "أقل من ضخم".

معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية

ويتمتع المسجد، ووفقاً للخطط المعمارية، بتصميم رائع من الطوب الكبير المربع، وتمتد سقيفته على مساحة 30 ألف متر مربع تسع 9 ألاف مصلي، وهناك العديد من الإشارات المعتادة على العمارة الإسلامية، مثل الأغطية الذهبية البراقة، والجدران من الطوب المثقوبة التي تحاكي شبابيك المشربيات للمدن العربية، وهناك القليل الذي يؤكدون ادعاءات المجلس المحلي، في مطالبات التخطيط، قائلين "إن المسجد يتمتع بنعمة ومهارة اللغة المعمارية، الذي سيحظى بنفس مكانة مع المباني الدينية الكبرى في أوروبا".

ويعتبر بناء مسجد عملاق في شرق لندن شيء رائع بالفعل، ورمزا لانفتاح لندن على المناقشة وتفهم المبادئ الدينية ، إضافة إلى التقاليد الإسلامية الغنية بالمساحات المعمارية الرائعة.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية معارك شرسة في لندن حول خطة بناء مسجد أكبر من الكاتدرائية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya