قرية لابريفاين في سويسرا الأكثر جمالًا حول العالم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تصل الحرارة إلى أقل من 40 درجة تحت الصفر

قرية "لابريفاين" في سويسرا الأكثر جمالًا حول العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قرية

قرية لابريفاين السويسرية
واشنطن ـ يوسف مكي

دخلنا المقاصة وتوقفنا, متنفسين بصعوبة بعد المشي في مسحوق عميق من الجليد, وكل ما كان حولنا هو أشجار الصنوبر الطويلة التي قلت ظلال أغصانها تحت وطأة البياض الجليدي, ولكن يسقط القليل من الضوء في صمت, ولولا خطوات أرجلنا لكان هناك صمت رهيب, خلعت قفازي لشرب المياه, ربما أكون في أكثر مكان برودة في سويسرا, ولكن هذا التمرين جعلني أشعر بالدفء نوعًا ما.

كان هذا ما يسمى بسيبيريا سويسرا, واد في جورا السويسري، الذي حصل على لقبه في كانون الثاني/ يناير العام 1987 عندما سجلت المحطة الجوية في قرية لابريفاين أدنى درجة حرارة في البلاد على الإطلاق، 41.8 درجة مئوية تحت الصفر, بينما يعد مثل هذه البرودة نادرة وينتج مناخ الوادي الجزئي غير العادي مستويات منخفضة حول 15 درجة مئوية تحت الصفر وانخفض إلى 29 مرة واحدة في الشتاء.

تعلم وادي لابريفاين تحقيق الاستفادة القصوى من ظروفه المتجمدة وشهرته غير العادية, قبل بضعة أعوام, تجمعت مطاعم وفنادق ومتاجر في ثلاث قرى من الوادي لإطلاق "مهرجان البرودة", للاحتفال بسمعته المتجمدة وإظهار الفوائد التي يجلبها البرد لزواره, لذلك، سوف يجتمع الناس اليوم على ضفاف بحيرة تايليرس المتجمدة للتمتع بأصول الوادي الرئيسية.

وصلت صباح كانون الثاني بقصد معاينة المهرجان, تحت سماء رمادية مثقلة بالثلوج  ما يجعلك ترى الحقول قاتمة من انتشار اللون الأبيض, وشعرت كأنني في سيبيريا، أو كما وصفها الدليل الخاص بنا، مونيك، "وكأنك في نهاية العالم", على الرغم من أنَّها تبدو معزولة، إلا أنَّ "نهاية العالم" كانت على بعد نصف ساعة فقط بالحافلة من مدينة نوشاتيل.

تقع هذه المنطقة جنوب الحدود الفرنسية مباشرة بين جبال جورا المنخفضة, والتي تعد شقيقة أقل قبحًا لجبال الألب السويسرية الأكثر وضوحًا, وبدلا من القمم المثيرة، يوجد هناك تلال متموجة ووديان مرتفعة, ليست جيدة جدًا لسباقات التزحلق، ولكن مناسبة للمشي بالأحذية الخاصة بالجليد.

ويوجد الكثير من الاكتشافات وسط جمال جورا السويسري أيضًا، بما في ذلك علاقة طويلة الأمد بصناعة الساعات في مدينة لا شو دو فون، وتاريخ من إنتاج خمر الأفسنتين في فال دو ترافرز, ومع احتمال ظروف القطب الشمالي، قد احتاج إلى إعادة تعريف نفسي على الأسطورة الخضراء في مرحلة ما خلال رحلتي, ولكن حتى أبرد مكان في سويسرا ليس باردًا بشكل موثوق به، فكان الزئبق بالكاد ما دون الصفر عندما وصلت في لابريفاين, ولكن كنت محظوظًا بعد ذلك, فبعد بداية بطيئة من فصل الشتاء، أخذت الثلوج في الانحدار أخيرًا.

وتابعنا مونيك في التلال فوق الوادي ورسمنا مسارات جديدة بأحذية التزلج الخاصة بنا، وكانت العلامات الوحيدة الأخرى هي التي تركتها الحيوانات, فوجدنا آثارًا لحافر مشقوق لأحد الغزلان، ودرب من السنجاب تختفي فوق الشجرة, كما رأينا أحد الغزلان في مسافة بعيدة، تندفع عبر الثلوج.

وقالت لنا مونيك: من المهم عدم تعكير صفو الحيوانات في البرد, فهم يستنفذون طاقتهم أثناء الهرب.

وشرحت مونيكا أنَّه على عكس الوادي الواسع المسطح, فإن المشهد بالأعلى هنا عبارة عن مزيج جورا النموذجي من الغابات والأشجار التي تم إنشاؤها، بعد سنوات من الزراعة إذ قطعت بقع من الأشجار لإعطاء مساحة لرعي الماشية.

وأشارت إلى أنواع مختلفة من شجر الصنوبر الأحمر، والصنوبر الأبيض، الذي يفضله الأبقار كوجبة خفيفة، وبالتالي بدأ ينضب الآن, واستعددنا لتناول "بورجون دي سابين"، وهو عبارة عن شراب ساخن مصنوع من براعم إبر الصنوبر، ثم نزلنا إلى بحيرة تايليريس، التي كان سطحها المتجمد محملًا بالثلوج.

ويترك الأمر لصاحب محل الأدوات الرياضية الوحيد "لابريفاين" في تقرير ما إذا كان الجليد سميكًا بما يكفي للتزلج عليه أم لا، و اعتبره اليوم أنَّه غير آمن، لذلك نمشي جانبًا حول الحافة, عبر مستنقعات جافة تغطيها الثلوج.

أوضح رئيس "مهرجان البرودة", جان موريس, خلال مأدبة طعام دسمة في مطعم "شي بش"، أن المناخ الجزئي في لابريفاين ينتج بسبب موقعها عند أدنى نقطة من الوادي, وأنَّه في ظل ظروف الضغط العالي مع عدم وجود الرياح فإن البرودة تركد هنا، ولا يمكن أن تغادر, و يمكن تطبيق نفس النظرية لبناء القباني.

وشرح عن طريق رسم سريع, إذا قمت بإنشاء تراجع ثلجي عند مدخل القباني، فالبرد سوف يتجمع هناك بدلا من الداخل، مما يجعل القباني أكثر دفئا.

على الرغم من أن درجة الحرارة قد انخفضت بشكل حاد, إلا أنني كنت أشعر بالدفء، وفي مطعم "أوبرج أو لوب بلانك"، حيث نتناول كأسًا من الأفسنتين وشريحة لحم مع الجبن المحلي ما يعطي وقودًا مغذيًا يعد كدفعة لأنشطة اليوم التالي, وفي برد الصباح كان هناك وقت كاف لمشاهدة معالم لابريفاين, قبل الانضمام بالمرشد, مايكل, لاستكشاف منحدرات التزلج عبر البلاد.

وبعد تأجير زحافات من "سيبيريا الرياضة"، خرجنا عبر الوادي، وكان شعاع منخفض وجميل من الشمس, على الرغم من أنني كنت تزلجت من قبل، وكنت تفوقت في ذلك في الماضي, إلا أن مايكل نصحنا بالتوازن وأن نشعر بأن الموضوع طبيعي وغير شاق.

وكان من السهل عليه أن يقول ذلك، فالتزلج شيء طبيعي لأولئك الذين يعيشون هنا لأنَّه أكثر من مجرد هواية، فهو وسيلة للحياة, فالأطفال يقومون بالتزلج إلى المدرسة, وتنظم كل مدينة سباق سنوي خاص يسمى "لاسيبيرياني" "La Sibérienne".

وبطبيعة الحال, حصلت المنطقة على العديد من البطولات الأولمبية والعالمية في التزلج, قد لا يكون ذلك طبيعيًا بالنسبة لي, ولكني أكن بالتقدير للسعادة التي أشعر بها لرؤية تجسد اللون الأبيض مع لون السماء الممزوج بالأصفر والأزرق نظرًا لانخفاض الشمس.

توقفنا من أجل احتساء شراب في "Aux Berges d'Estaillères", مطعم أسماك ملتوي ملئ بالأدوات البحرية, مملوك لجيليز, مدير الخدم السابق في "QE2" ذو الجنسية الفرنسية والإيطالية الذي يتحدث خمس لغات, وهو سعيد باستقراره في مطعم داخل قارب غير ساحلي يقع في نصف الطريق بين قرية صغيرة, وأخرى أصغر حجمًا, فسألته لماذا؟.

فأشار إلى شرفة مبنية حديثًا, تطل على بحيرة, كما أومأ إلى الثلج والسماء الزرقاء في الخارج, فكنت لا احتاج إلى مزيد من التفسير, فالحياة جميلة, استنتجت ذلك ووافقني عليه, قد يكون شديد البرودة في سيبيريا سويسرا, ولكن الحياة هنا جميلة جدًا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية لابريفاين في سويسرا الأكثر جمالًا حول العالم قرية لابريفاين في سويسرا الأكثر جمالًا حول العالم



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 10:53 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المغرب يعلن رفضه التدخل الأجنبي العسكري والسياسي في ليبيا

GMT 11:49 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

حصيلة ضحايا احتجاجات العراق تقترب من 500 قتيل

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 18:40 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

4 تمارين للقضاء على دهون الظهر والجانبين

GMT 18:47 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شوربة الباذنجان

GMT 20:05 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

قفاطين المصمم محمد إسماعيل تجمع بين الرقة والتنوع

GMT 11:02 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"بوشويكة" يستنفر وزارة الصحة في دوار لقلوشة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya