سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تشتهر بشراب البانيا المعالج للكبد والعضلات والعجز الجنسي

سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء

سان بطرسبرغ
موسكو - حسن عمارة

تبدو مدينة سان بطرسبرغ الشهيرة وكأنها أسطورة من الروايات الروسية لاسيما في فصل الشتاء، إذ يستمتع السياح بشراب نبات البانيا الروسي كعلاج للكبد والأمراض الجلدية وآلام العضلات والعجز الجنسي، وهو جزء لا يتجزأ من طقوس فصل الشتاء الروسي.

سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء

ويعتبر الشتاء في هذه المدينة مميزًا للغاية، فهو يوفر الكثير من المناظر الطبيعية المنحوتة من الجليد والبحيرات المتجمدة مع سماء زرقاء مذهلة، وتبعد المدينة 500 ميل عن الدائرة القطبية الشمالية، وكانت المدينة عاصمة لروسيا مرة في السابق، ويمر فيها نهر نيفا الذي يصبح برية من الجليد في الشتاء تحيط به الأشجار العارية على طول قنواته المتجمدة.

سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء

وتتميز المدينة بسكانها الذين يعتمدون على الفراء لتدفئتهم، فيما تبدو خدودهم وردية أثناء تجولهم في الشوارع، وسط مصابيح كبيرة على طول شارع نفيسكي، والنوافذ البلورية المتوهجة في المحال التجارية، ويستطيع المعجبون برقص الباليه التوجه إلى مسرح ماريانسكي المضاء بطريقة خلابة؛ حيث تؤدي كل من فرقتي نجنسكي ونورييف رقصاتهما، ويبدأ موسم العرض في الخريف ويستمر خلال فصل الشتاء.

وتحتوي أيضًا على الكثير من الأماكن التاريخية والأثرية، أشهرها تمثال بطرس العظيم الذي يعتلي حصانه بطريقة شامخة، وفي الوقت الذي لا تعتبر فيه المدينة قديمة أو آسيوية مثل موسكو، حيث أنها بنيت كي تكون نافذة موسكو على الغرب، ففي ربيع العام 1903 انتصر بطرس الأكبر على السويديين ونزل من فوق حصانه في المستنقعات التي يحدها نهر نيفا وقطع شريحتين من العشب وضعها على شكل صليب وأعلن وجوب بناء مدينة في هذا المكان.

وبدأ مشروع بناء المدينة بالفعل في القرن الـ18، من خلال ربع مليون عبد وجنود وأسرى حرب يعملون في مشروع بطرس الأكبر، وقامت ألف أسرة في روسيا ببناء منازل وقصور في المدينة الجديدة.

وتم بناء المدينة خلال نحو 50 عامًا، لتصبح واحدة من المدن الأكثر تطورًا وفخامة في أوروبا، بقصور وأكاديميات وكاتدرائيات ومسارح ووزارات ومؤسسات الدولة.
وأصبحت مدينة بطرس الأكبر بالتأكيد نافذته الجديدة على الغرب، وأدارت ظهرها للإمبراطورية القديمة الآسيوية المتمثلة في موسكو، وينظر إليها أهلها على أنها مدينة رومانسية ويحبونها كثيرًا، ويقال إن بطلة رواية المؤلف الشهير ليو تولستوي "آنا كارنينا"، آنا، وقعت في حب الكونت فرونسكي في هذه المدينة.

ودرس تشايكوفسكي في معهد سان بطرسبرغ وأجرى أول عرض لسيمفونيته السادسة في المدينة قبل 9 أيام من وفاته، ودفن في مقبرة تيخفين جنبًا إلى جنب مع غير من الرومانسيين مثل بورودين وموسورجساكي ويمسكي كورساكوف ودوستوفسكي، ولكن الشاعر الروسي العظيم بوشكين هو من جلب عظمة البسالة الرومانسية للمدينة، فالرجل خاض الكثير من علاقات الحب وجولات القتال، وبارز ما لا يقل عن 28 مباراة واستسلم في الـ29، وأصيب بالرصاص على يد رجل اتهمه بمحاولة إغواء زوجته، وحمل أتباعه جثته إلى منزله على نهر مويكا بعد أن فارق الحياة.

وجعل الشتاء من المدينة عالمًا للتصميم الداخلي، وموطنًا لـ500 قصر، تتميز بعالم من السلالم الواسعة المذهّبة، وغابات من الثريات وقاعات من الرقص عملاقة، ومزينة بالتماثيل الرخامية العارية، من بينها قصر سوسوبوف حيث اغتيل راسبوتين، إضافة إلى قصر بيترهوف وتشارسكوي وبافلوفسك وكاترين، بحدائق كبيرة مكللة بالثلج الأبيض.

ويعتبر قصر الشتاء بمثابة أبو القصور في المدينة، وهو مبنى يجعل من قصر باكنجهام يبدو قزمًا بجواره، ويقال إنه يضم 1500 غرفة و117 سلمًا، ويعود القصر لابنة بطرس الأكبر الإمبراطورة إليزابيث التي حكمت روسيا لمدة 20 عامًا في منتصف القرن الـ18، وكانت خزانة ملابسها تضم 15 ألف فستان، وتسبب إسرافها في عجز موازنة الدولة فأمرت ببناء سلسلة من قاعات البيرة في روسيا لسد هذا العجز.

وتمتلك سان بطرسبرغ طبقة أرستقراطية روسية كبيرة تمتلك شقق مذهلة، الكثير منها يطل على نهر نيفا أو قلعة بطرس وبولس حيث أبقى رومانوف السجناء السياسيين في ظروف القرون الوسطى.

وتمتلك روسيا 10 مناطق زمنية بمساحة 6.5 مليون ميل مربع، ويحتاج المرء إلى 9 أعوام في جولة على كل متاحفها ومعارضها، وكانت الملكة كاثرين العظمى مسؤولة عن جمع الكثير من تحف المعارض، وبدت شهيتها للفن مثيرة للإعجاب، وأحبت المجموعات المصرية وفنون الشرق الأدنى إضافة إلى الكلاسيكيات وعصر النهضة.

ويحب الروس ممارسة رياضة التزلج وهوكي الجليد، ويضم فندق الجليد مباريات للهوكي في فصل الشتاء كي يتمكن الناس من قضاء بعض الوقت في الخارج، ويمارس سكان المدينة والشجعان رياضة السباحة في المياه المتجمدة في النهر أو البحيرة من خلال قطع القليل من الجليد للوصول إلى الماء، وبالرغم من خطورتها إلا أنهم يجدون متعة في أدائها، لاسيما عندما يخرجون لتناول البانيا الحارة فورًا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya