يُؤكد العديدون ممن يزورون إيطاليا أن لا شيء يمكن مقارنته بالطعام الإيطالي في البلاد أو في أي مكان آخر في العالم، وأن الطعام هناك حدث بحد ذاته، والذي يدفع الكثيرين إلى زيارة البلاد فقط لتناول الطعام، فمن أصناف لا حصر لها من النبيذ الناضج تحت الشمس والحبوب التي تبسط الأرض الى أشجار الزيتون والدرنات التي لا تقدر بثمن بسبب تربة البلد الحمراء الغني، إلى جانب المأكولات البحرية التي تشتهر بها الشواطئ والجزر الإيطالية, وتملك كل منطقة ومدينة وقرية وصفاتها الخاصة من الاطعمة، ولا عجب أن حركة الطعام سلو فود بدأت في عام 1986 في مهدها في مدينة تورينو التي تحتفل هذا العام بالذكري الثلاثين لهذه الحركة، مركزة الضوء على بدايات الوصفات، وسيشهد مطعم صالون ديل غوستو بين 22 و 26 أيلول/سبتمبر وليمة كبيرة بمناسبة عمره ال20، ويحاول المنظمون هذا العام أن ينظموا أكبر عدد من الفعاليات الممكنة في الهواء الطلق، لذلك يتوقع الكثيرون أن تتحول الفعاليات إلى حفلات فريسكو.
وتعتبر المنطقة المحيطة بمدينة بيدمونت واحدة من أفضل الأماكن لتجربة تقاليد الطهي الأشهر في ايطاليا، وهي أرض غنية بالعنب الذي ينتج الخمور مثل بارباريسكو وغافي وبارلو اضافة الى الأرز والجبن الاخضر المخبوز والكمأة البيضاء الى أنواع البندق الذي تستعمله شركة نوتيلا وقائمة طويلة من الطعام وتراث عائلة سافويارد، فتويرنو كانت موطن العائلة المالكة الوحيدة في ايطاليا، وهناك الكثير من الرحلات التي تأخذ المسافرين الى قلب بساتين البندق والكروم والقرى من العصور الوسطى في بيدمونت وجولات سيرًا على الاقدام، منها شركة انترافل التي تبدأ جولتها من تورينو وبارا التي بدأت فيها حركة سلو فود ثم السفر الى الكروم التاريخية في منطقة بارولو مع فرصة لتذوق الجبن والشوكولاتة والنبيذ وتبدأ الرحلة مقابل 980 جنيه استرليني لمدة سبع ليال وثلاث وجبات عشاء والنقل بالسكة الحديدية.
وأصبح ركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة في بككونتري في إيطاليا وسيلة أكثر وأكثر شعبية للأشخاص المسافرين من أجل الطعام، لاستكشاف أفضل منتجي المواد الغذائية في ايطاليا والعمل قليلا على طول الطريق، وتغري المنطقة المتواضعة بالإقامة بسبب طابعها الريفي والأغذية العضوية الى جانب مزارع القطن والكروم وتقدم احيانا تدريب عملي على الحصاد والمطبخ وفرص لتناول العشاء وتذوق النبيذ.
ولا تعد المزارع الإيطالية هي الأماكن الوحيدة المستفيدة من هذه الطفرة في سياحة الطعام، فالطعام أصبح أمرًا مركزيًا بالنسبة للعديد من الفنادق المتفرقة التي تحاول ان تتحول من الطابع الريفي الى طابع الفنادق الفاخرة، ومع ذلك تقدم للمسافرين فرصة لنسخة من حياة القرية المنسقة بعناية، ووجبات الطعام اللذيذة مع حصة متزايدة من مشاهير الطهاة، ويعتبر مطعم غرودن رامزي في كاستيل موناستيرو توساكان خير مثال على ذلك، أو مطعم بورغو سان بيترو في فيلا من القرن ال13 مع مزرعة عضوية ملحق به مدرسة الطهي الخاص بها، أو مطعم ميو مود الخاص على نجمة ميشلان بقيادة الشيف أندريا ماتي.
وينظم بلاتزو دوكالا في جنوة بطولة البيستو في 16 نيسان/أبريل، وبنى المطعم على جرف يطل على البحر الليغوري، وتشتهر المنطقة بأوراق الريحان التي تعتبر الأفضل في ايطاليا بحجمها الصغير ولونها المشرق مما يجعل السكان المحليين فخورين برائحة منطقتهم المعطرة.
ويعتبر الربيع في المدينة موسمًا للإستمتاع بجوها وخصوصًا في مهرجان ساغرا الذي يقيم إحتفالا بالأغذية والمحاصيل، ويعتبر الخليج الهلالي العميق والبيوت المرسومة في كامولي موطنا للأسماك، وتشتهر بلدة ساجرا ديل بيسكي بلقبها كأكبر مقلاة في العالم لعمالقة الطهي.
ويمتلك الجنوب من إيطاليا حصته أيضًا مثل سينك تير المنطقة التي تتكون من خمس بلدات صغيرة تشتهر بالصيد ويعتبر الليمون واحدًا من العناصر الأكثر تأثيرا في أطباقها، فنوافذ البيوت في مونتيروسو تعرض شتلات الليمون باستمرار، وتصطف في الشوارع أكشاك بيع الحمضيات، مثل الليمونادة وكريم الليمون والحلويات والكعكات بالفواكه التي تجذب الكهنة والوثنين والصياد والمزارعين على حد سواء، وتنظم شركة ايتاليان كونكشن رحلة مكونة من سبع ليايا في يغوريا بما في ذلك تأجير السيارات والمرور عبر الحديثة الوطنية والرحلات الجوية مقابل 1250 جنيه استرليني للشخص الواحد.
ويحتفل هذا الصيف المطعم الحائز على جائزتي ميشلان سانت هوبرتوس في بلدة جبال الألب سان كاسيانو بعيده ال20 ويتصدر المطعم المشهد الغذائي لجنوب تيرول، وهي المنطقة ذات المطاعم الحاصلة على أكثر من نجمة ميشلان، ويرأس طاقم الطهاة في سانت هوبروتس الطاهي الرائد نوربرت نيديركوفلير ويقود حركة طبخ الجبل التي تهدف الى احداث نهضة في منتجات جبال الألب القديمة.
ويُحيي فندق ومنتجع روزا البيانا في حزيران/يونيو الذي يمتلك مطعم سانت هوبرتوس عيد ميلاده من خلال تقديم سلسلة مختلفة من النبيذ والأطعمة من كل سنة من تاريخ المطعم الى جانب المواد الغذائية الجبلية وجولات الطبخ مع الشيف نوربرت، وتكلف الاقامة أربع ليال 1050 جنيه استرليني شاملة الجولات والأطباق ونزهة وعشاء في سانت هوبرتوس، وتقيم المنطقة رحلات سفاري على الثلوج وفرصة لتذوق مأكولات المنطقة في التا باديا والمطاعم المنتشرة حولها بأسعار تبدا من 40 جنيه استرليني للشخص الواحد.
وتقدم منطقة اميليا رومانيا الباميزان وبروسسيوتو دي بارما والخل البلسمي وطبق تورتيليني التي تعتبر أفضل تجارب الطبخ في أماكن جيدة مثل أنتيكا كوت بارافيسينا التي تعتبر مزرعة تطل على نهر بو، بقيادة الشيف ماسميمو سبغارولي، ويكلف البقاء لسلة واحدة في غرفة من ست غرف الضيوف الريفية الانيقة 180 جنيه استرليني، وتقدم شركة فود لفرز جولات فرانشتغينيا لمدة أسبوعين لعشاق الطعام مع فواصل للمشي مسافات طويلة والسفر من بارما الى روما على طول الجزء القديم من الطريق ومن كانتربري الى هولي سي مع الكثير من الفرص لتذوق الطعام مقابل 2625 جنيه استرليني شاملة السكن والجولات وتذوق الطعام ودروس الطبخ ورحلات الطيران اضافية.
وتمتاز تلال إيطاليا بشمسها الساطعة وفدادين أشجار الزيتون منذ قرون، وكانت بوليا في قديم الزمان أفقر المناطق في البلاد ومع غنى ترتبها الحمراء أصبحت تنتج الزيتون والبطاطا والحبوب، ومن القرن ال19 اتجه المزارعون الى زراعة الحبوب والمواد الغذائية التي يعتبرها اليوم مدوني الطعام من أفضل ما تنتجه ايطاليا.
وتقدم المنقطة طبق كوكينا بوفيا في جنوب بوليا وتحديدًا في سالنتو، المكون أساسًا من الجبن المحلي المالح في المطعم العائلة غوستافو رسورتو، ويمكن للسياح الاقامة في فندق نادرو القريب والذي أجرى عليه القليل من الاستثمارات في الوقت الأخير وأضيف له استديو وشقة من غرفتي نوم جميل، ويبدأ سعر الليلة 60 يورو، أو الاقامة بالقرب من مزارع الزيتون والمشاركة في قطافه في أواخر الصيف مع تعلم الطبخ في مزاريا ترابانا المزرعة التي تمتد على 600 فدان من بساتين الزيتون، ويبلغ سعر الغرفة 375 جنيه استرليني.
وتتيح هيدواتر هذه السنة تجربة طعام وجولة لركوب الدراجات في صقلية، مع جولة إلى مواقع اليونسكو على الجزيرة والكروم والفنادق التي تركز على الطعام، وتتضمن أزرها بلدة موديكا عاصمة الباروك من صقلية مع 29 كنيسة وكاتدرائيتان الى جانب قرى القصيد بوتا وسيكا وسامبيري وتكلف الرحلة 10 ليال 1697 جنيه استرليني بما في ذلك الرحلات الجوية ووجبات المساء واستئجار الدراجة ونقل الامتعة والخرائط وملاحظات الطريق.
ويعطي مشغل العطلات اربلاستر وكلارك جولات مع اختصاصي علم للآثار والسفر بين الكروم وتذوق النبيذ والتجول بين المعابد اليونانية في صقلية وكنائس القرون الوسطى يقودها خبراء في الحقول، في ثمانية أيام مقابل 2475 جنيه استرليني للشخص الواحد بما في ذلك الاقامة ووجبات الطعام والنبيذ ومحاضرات الخبراء والرحلات والنقل والتذوق.
ويحتفل أفضل مصنعي النبيذ الايطالي شانتي بعيد ميلاده ال300 منذ أن أسسه لأول مرة الدوق ميديشي كوزيمو الثالث، وستشمل الاحتفالات الكثير من النبيذ عبر توسكانا بما ذلك زيارة للكورم المنتجة للنبيذ الأول للعلامة التجارية، مثل كاستيلو دي اما والتي تعتبر أيضا موطنا لمجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة لمجموعة من الفنانين مثل لويز بورغو وانيش كابرو، ويقدم في فين سانتو في قرية كاستيلينا جيلاتي بطعم النبيذ الرائع.
وتقدم تو توسكانا 10 رحلات إلى شتي لتكريم العلامة المصنعة للنبيذ وكفرصة لمشاهدة المنطقة شاملة جولة لتذوق النبيذ والكروم والاقامة في فيلا برناردي التي تقع في كروم مونتي برناردي والنوم 10 أيام، وتمتلك الفيلا بركة سباحة بمياه مالحة ومدرجات خلابة وصالة للالعاب الرياضة وتكلف الاقامة فيها 6468 جنيه استرليني في الأسبوع، وسيعقد هذا العام سباق ايطاليا للدرجات للاحتفال في الذكرى المئوية الثالثة لشنتي وسيبدأ من رادا في شنتي إلى غريبف في يوم 15 أيار/مايو.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر