مراكش - ثورية ايشرم
يتجه السائح وزائر مراكش بصفة عامة إلى ساحة جامع الفنا، التي تُعتبر من الساحات الأكثر شهرة في العالم، والتي احتلت المرتبة الثانية كأفضل ساحة على الصعيد العالمي، وذلك لما تتميز به من خصائص وما تقدمهم من مميزات يستمتع بها السائح من كل أنحاء العالم، ومن مختلف الجنسيات، فهي ساحة تقدم من كل فن طربًا فضلا عن مجموعة الأسواق الشعبية المحيطة بها والتي تعتبر مقصدا للزوار والسياح الراغبين في قضاء أروع الأوقات وأجملها بين أحضان التاريخ، والثقافة المغربية ذات اللمسات العريقة، التي تمتاز بها المدينة الحمراء بصفة عامة، وكل أرجائها بصفة خاصة.
وتُعتبر هذه الساحة مقصدًا للزوار في كل الأوقات فجمالها في فترة الصباح يختلف عن روعتها المسائية والسمر الليلي فهي تقدم طبقا متنوعا أمام السائح؛ ليختار منه ما يرغب فيه سواء تعلق الأمر بالأكل، يمكنه اختيار احد مطاعمها التي ذاع صيتها عبر ربوع العالم، والتي تقدم مختلف الأطباق وألذها، التي تتنوع بين الشعبي والتقليدي المغربي، بتلك البهارات والمواد المعتمدة في إعدادها ، إضافة إلى مقاهٍ متعددة تقدم مختلف المشروبات، فضلا عن جمالية الإطلالة البانورامية التي تمنحها للزائر، الذي يرغب في الشعور في الاختلاف والجمالية في المكان، دون نسيان تلك العربات المتراصة بشكل متناسق ومميز في الساحة، تفتح المجال أمام الراغبين في اقتناء مختلف الأغراض منها الفواكه الجافة ومجموعة من المشروبات التقليدية، والأطعمة المغربية التي تختلف وتتميز بمذاقها وروعتها ودفئها.
ولا تقتصر الساحة فقط على عرض المأكولات والمشروبات فقط، وإنما هي ساحة يمكن أن يعثر فيها السائح على كل شيء، لا سيما في أسواقها الشعبية المحيطة بها، والتي تعرض محلاتها مختلف البضائع التقليدية والعصرية والصناعة المغربية التقليدية، فضلا عن مجموعة من الحلويات والمأكولات والمواد المغربية والبهارات التي لا يمكن أن تجدها إلى في مراكش، فضلا عن محلات الزيتون ومشتقاته التي تعرض أمام السياح، والذين تجدهم يتهافتون على اقتنائه بشكل مكثف؛ لما يتميز به من لذة ومذاق ليس له مثيل بفضل المكونات المعتمدة في إعداده، إضافة إلى مجموعة من المحلات الأخرى التي تعرض أمام الزائر مجموعة من الملابس والأحذية التقليدية والعصرية، ومحلات المجوهرات الفضية، التي تمت صناعتها بلمسات تقليدية تحقق الإقبال الكبير من قبل عشاقها، والباحثين عن القطع النادرة والراقية.
وتتميز الساحة أيضًا، فضلًا عن كل ما ذكر في مجموعة من العروض الفنية التي تختلف وتتنوع، والتي تحول الساحة إلى مسرح كبير في الهواء الطلق لا سيما في الفترة المسائية، حيث تتحول الساحة إلى قِبلة لكل عشاق المتعة والأجواء التقليدية، وسط تلك الأضواء المشعة والمتلألئة التي تزيد من رونق الساحة، حيث تجد مروضي القردة والأفاعي، فضلاً عن مزينات الحناء اللواتي تجدهن يتحدثن كل اللغات حتى يستقطبن المزيد من السياح الأجانب، ومنحهم فرصة للتعرف على ثقافة الحناء التي تشتهر بها الساحة، إضافة إلى حلقات الحكواتية التي تنتشر هنا وهناك، وعروض السيرك والحركات البهلوانية التي تقدمها مجموعة من الفرق المتدربة، والتي تتقن هذه الحركات وسط الساحة، إضافة إلى الفرق الموسيقية الشعبية والفولكلور الشعبي الذي يخلق الحدث في الساحة، ويجعلها تلقى ذلك الإقبال الكبير ليس فقط من السياح الأجانب بل حتى من المغاربة من مختلف المدن المغربية .
وتختزل ساحة جامع الفنا ذلك التراث المغربي الشعبي الغني، ما أدى إلى أدراجها في قائمة التراث اللامادي الإنساني، التي أعلنتها منظمة " اليونيسكو " في عام 2001، وهي الساحة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1071، وبُنيت في عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس الهجري، حيث كانت نواة للتسوق ولا تزال كذلك حتى الآن، فضلا عن أهميتها التي تزايدت بعد أن تم تشييد مسجد الكتبية قربها، وهو من المعالم التاريخية المشهورة في العالم، بعد قرن من تأسيس ساحة جامع الفنا، والتي استغلها ملوك وسلاطين في تلك الحقبة الزمنية كفناء كبير لاستعراض جيوشهم، والوقوف على استعدادات قواتهم قبل الانطلاق للمعارك من اجل توحيد المدن وحرب الاستقلال، والتي كانت لها قيمة كبيرة في ذلك الوقت ازدادت وارتفعت بشكل كبير إلى الآن، حيث تعد مركزًا تجاريًّا مفتوحًا أمام الجميع، وملتقى الثقافات العالمية، ومقصدًا لكل زائر قصد مراكش في كل الأوقات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر