تشعر عند وصولك إلى جزر سيلي البريطانية من البر الرئيسى، وكأنك قد سافرت عبر الزمن إلى الوراء، فهي معزولة جدا وصغيرة، ويبلغ عدد سكانها 2200 نسمة فقط على مساحة خمس جزر، غير أن الإحساس بالانتماء للمجتمع قوي جدا، وأيضا مشجع جدا، فضلا عن أنها آمنة للغاية لدرجة أنه لا يوجد أحد يقفل أبوابه عليه ويمكن للأطفال اللعب في جميع الجزر بأمان تام.
وتعتبر أسهل طريقة لاستكشاف سيلي هي أن تأخذ قاربا في الصباح وتقضي اليوم متجولا حول جزيرة، ويبلغ ثمن تذكرة رحلة ذهاب وعودة 8.60 جنيه إسترليني، والرحلات الدائرية من 13 جنيه إسترليني، والأطفال بنصف الثمن، وعادة ما تكون أوقات الرحلات والمسافات قصيرة، لذلك تستطيع أن ترى باقي الجزر الأخرى
وتحتوي جزر سيلي على الكثير من الشواطئ، ولا توجد مساحة كافية لوصفهم جميعا، وهناك رابط آخر يربط سيلي مع الماضي هو عربات الكورنيش، وقوارب النجاة البدائية، لكن هناك تحذير واحد فقط، بينما توفر جزر سيلي كامل الرومانسية في زيارة أرض أجنبية، فإن تكلفة الوصول إليها والإقامة مرتفعة، كأنك تقضي إجازة في الخارج، وعلى الجانب الإيجابي، تكاليف الأكل والشرب هي تقريبا نفسها في البر الرئيسي، ولذلك فإن الكثير من الأسر تعود عاما بعد عام، ولها اتصال عميق مع الجزر.
سانت ماري
تعد المحطة الأولى لأي زيارة، وفيها كل الطائرات والقوارب اليومية للتنقل من البر الرئيسي وإليه، وهي أكبر جزيرة، ويقطنها 80٪ من سكان سيلي، وتستطيع أن تتجولها بأكملها في أربع ساعات (12.5 جنيه إسترليني في اليوم)، بما في ذلك التوقف عند "سن الحديد" ومستوطنات رومانو البريطانية في بانت كارن وهالنجي داون، ومقابر العصر البرونزي في انيسيدجن، وجدير بالذكر أنها تحتوي على أكبر نسبة من المواقع التاريخية أكثر من أي مكان آخر في بريطانيا.
ويمكن أن تتوقف عند الكنيسة القديمة في البلدة القديمة لرؤية قبر رئيس الوزراء السابق هارولد ويلسون، الذي أحب سيلي وزارها كل صيف ولا تزال السيدة ويلسون تفعل ذلك، وهو قبر متواضع، لكن رغم ذلك، كان من المثير للاهتمام أنه الوحيد الذي يعد من المقابر الفاخرة، ومليء بالزهور الطازجة.
وتستطيع التوقف في طريق العودة إلى هيو تاون، عاصمة سيلي، عند حديقة الغداء "جوليت"، للاستمتاع بتناول المأكولات البحرية الطازجة مع كوب من النبيذ الأبيض في الشمس مع إطلالة على البحر، وتطل حديقة جولييت على نتوء صخري وجزر تريسكو غير المأهولة.
وعلى الجانب الآخر من مدينة هيوج هناك قلعة ستار، أروع فندق في سيلي، في شكل نجمة مثمنة على شبه جزيرة صخرية، كان في الأصل قلعة بنيت على الدفاع ضد جيوش الأسبان والقراصنة الذين هاجموا كثيرا الجزر، وهناك عدد قليل من الغرف في القلعة - بما في ذلك الفردية المريحة وغرف واسعة وعصرية في الدور الأرضي.
ويضم الفندق مطعمين، أحدهما في القلعة، والآخر في كونسرفتوار المبني حول كرمة القديمة عبر السقف، وهذا الأخير هو المكان لخراج كل الطاقات، وتوجد في قائمته أربعة أنواع من المأكولات البحرية بسعر (39،50 جنيه إسترليني) وأنه ليس فقط أفضل شيء يؤكل في هذه الرحلة، بل هو أفضل شيء يؤكل خلال عام.
سانت أغنيس
وعند الانتهاء من الاستمتاع بسانت ماري وفي اللحظة التي تنزل من القارب في سانت أغنيس (عدد سكانها 73)، وبدت "الجزيرة الكبيرة" كالبر الرئيسي كورنوال في المقارنة، إنها بالفعل نهاية الأرض الحقيقية، كما التخييم هنا، مؤقتا، يحوي معظم سكان الجنوب لبريطانيا، إنها حقا بقعة معزولة بشكل جميل على حافة المياه، مع شاطئ رملي صغير خاص بها مع مشاهد لبعض الجزر الصخرية الصغيرة.
وتوجد فيها خمس خيام على شكل جرس وكل واحدة تكفي لأربعة للنوم، ومجهزة بسرائر هوائية ومواقد وأثاث التخييم وتبدأ (من 320 جنيه إسترليني في الأسبوع) وكابينتين مريحتين من غرف النوم، تكفي الواحدة أربعة أشخاص، وتبدأ من 630 جنيه إسترليني في الأسبوع).
وإن كنت ممن لا يحبون التخييم، فإن الرحلة إلى تروي تاون جديرة بالتجربة من أجل آيس كريم المزرعة، المصنوع من الحليب من القطيع الصغير الخاص بها، جميع النكهات لذيذة ولكن المسك روز - المصنوع من الزهور من المزرعة المجاور ومذاقه المبهج التركي الدسم - لا يشبه أي شيء قد تتذوقه من أي وقت مضى.
تريسكو
تعد تريسكو موطنًا لحدائق الدير (بتكلفة 12 جنيه إسترليني، والأطفال مجانا، ومفتوحة يوميا من 10:00 حتى 04:00)، وهي اكبر جاذب من جزر سيلي لحدائقها الخلابة والأروع في بريطانيا، أو في الواقع في أي مكان، فعلى مقربة من تيار الخليج المعتدل شتاء الخالي من الصقيع تزدهر النباتات شبه الاستوائية، فضلا عن أشجار النخيل الأصفر والوردي والأحمر والأرجواني والأزرق، بالإضافة إلى النخل الشاهق، من 80 بلدا، في مناطق بعيدة مثل البرازيل ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا.
ويعتبر الخيار الأرخص للمبيت في "نيو إن"حيث يتميز بالبساطة والطعام الجيد ولديه نخبة جيدة من البيرة، وفي منتصف تريسكو يبدو المشهد وكأنه مخيم عطلة للأثرياء، مع أشخاص يمارسون لعبة غولف.
سانت مارتن
رغم كل مقاييس سيلي، فإن شواطئ سانت مارتن والتي يبلغ عدد سكانها (142) مذهلة، لدرجة أنها من بين الأفضل في بريطانيا، بداية من الغوص تحت الماء (44 جنيه إسترليني لرحلة لمدة ثلاث ساعات بما في ذلك تأجير بذلة)، انتقالا إلى الجزر الشرقية مع اللعب مع الفقمات لمدة ساعة.
وهناك ميزتان من الميزات الممتازة في حانة الفندق ستشغل عينك، الأولى آلة بيع النبيذ تحتوي على 10 زجاجات من النبيذ الراقية للبيع بالزجاج أو حتى الفم، إلى جانب هذا القرص الدوار وكومة من الفينيل القديمة.
وتجد في الطرف الآخر من سانت مارتن، مخيم سانت مارتن (10 جنيه إسترليني) المؤمن بشكل جيد، مع الكثبان الرملية ومحمية من قبل النخل طويل القامة والتي يمكن مشاهدته في جميع أنحاء الجزر، بالإضافة إلى ورشة فاي بيغ وشريكها روب، والتي تصنع الحلي الفضية الجميلة، وجميع المواد مصنوعة يدويا – من الصدف، والأسماك، والزهور، والقوارب الصغيرة، وأجراس الأبقار سيلي - كلها مستوحاة من محيطها المحلي.
بريهير
يبلغ عدد سكان بريهير 92 شخصًا، وتعد من أجمل الجزر مع المشاهد البرية الخلابة، وهي موطن لواحد من أرقى فنادق سيلي، فندق هيل باي (120 جنيه إسترليني أو 85 جنيه في حالة نص إقامة) الذي يدار من قبل مالك تريسكو ومصمم على نفس خط المشرق ومتجدد الهواء مثل خصائص الجزيرة المجاورة، وهناك غرفة مواجهة للبحر واسعة نوافذ ممتدة من الأرض إلى السقف والتي تطل على حديقة خاصة صغيرة تطل على اثنين من الخلجان الصخرية والبحيرة.
ويتواجد مطعم كراب سيك في ساحة الفندق والذي افتتح في العام الماضي وهو لمحبي المأكولات البحرية، وعلى الأقل للذين لا يمانعون في اتساخ أيديهم، وتبلغ قيمة سرطان البحر ( 20 جنيه إسترليني وإذا احتجت طاولة أكبر ستدفع 40 جنيه إسترليني) .
ويجاور المطعم فاين كافيه، ويقدم خدمة السندويشات والكعك محلي الصنع والشاي الغني في سقيفة لمبة قديمة، ويقدم شريحة لحم وفطيرة الكلى.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر