الدارالبيضاء- حاتم قسيمي
اختارت الفيدرالية الدولية للمدن السياحية، في بكين، المغرب ممثلاً في الرباط وفاس؛ لاستضافة اجتماعها للعام 2015، مُتقدمتين بذلك على مدن تتوفر على مؤهلات سياحية كبيرة مثل روما وواشنطن ولوس أنجلوس وحصلت الرباط وفاس على 17 من أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية للفيدرالية، البالغ عددهم 50 عضوًا، متبوعتين بواشنطن التي حصلت على 12 صوتًا، فيما احتلت مدينة ريغا المرتبة الثالثة بعشرة أصوات.
وأكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبدالرفيع زويتن، بهذه المناسبة موضحًا: "نحن فخورون جدًا بهذا الفوز بالنظر لقوة المدن المنافسة، حيث دافع على ملف واشنطن، على سبيل المثال، وفد كبير يقوده عمدة المدينة شخصيًا، إضافة إلى مدينتي روما ولوس أنجلوس اللتين تزخران بمؤهلات سياحية ضخمة".وأوضح زويتن، الذي أشرف على تقديم ملف ترشح المغرب، أنّ فوز الرباط وفاس تحقق بفضل العروض التي قدمها أعضاء الوفد المغربي والتي أبرزت مؤهلات المملكة "المُتمسكة بتقاليدها العريقة دون أنّ يعوقها ذلك عن قطع أشواط كبيرة على درب الحداثة".
كما عرف الوفد أعضاء اللجنة التنفيذية للفيدرالية على المغرب "الذي يسير قُدمًا بعزم من خلال تنفيذ إصلاحات كبيرة، والذي يضع القطاع السياحي ضمن أولوياته على مستوى استراتيجيته الاقتصادية".وأبرز أنّ الاستراتيجية الواضحة التي تنهجها المملكة تجاه البلدان الأفريقية، والتي حدّد مضامينها وأشرف على تطويرها العاهل المغربي الملك محمد السادس، كانت حاسمة في اختيار المغرب لاستضافة هذه التظاهرة العالمية؛ لكون الاستراتيجية الملكيّة تقوم على الانفتاح التامّ على بلدان القارة السمراء.
وقد أكد زويتن أمام أعضاء اللجنة التنفيذية أنّ "منح شرف تنظيم الدورة المُقبلة لبلد صاعد مثل المغرب، يُعد مكسبًا للفيدرالية؛ لأنه يُبرهن على أنها تدعم هذه الفئة من البلدان، إضافة لكون المغرب يُمثل أفريقيا برمّتها من خلال تقديمه لهذا الترشيح".وخلال تقديم ملف المغرب تمّ التركيز على الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي باشرتها المملكة تحت قيادة الملك وعلى العناية التي يخُصّ بها جلالته القطاع السياحي، والمتمثلة في "رؤية 2010" و "رؤية 2020".
وعلاوة على تقاليد الضيافة والانفتاح التي تميز الشعب المغربي، وغنى المغرب الثقافي المُتمثل على الخصوص في تنوع مطبخه، تمّ إبراز المؤهلات السياحية التي يتوفر عليها، مثل بنيات الاستقبال عالية الجودة، وموقعه الجغرافي بحُكم قُربه من القارتين الأفريقية والأوروبية.
وبهذه المناسبة، كشفت مدينة الرباط لأعضاء اللجنة عن الاستراتيجية التي أطلقها الملك لفائدتها والتي تطمح لأنّ تجعل منها مدينة الأنوار والعاصمة الثقافية للمملكة، خاصةً وأنً جزءً كبيرًا من مآثرها مُصنف ضمن التراث العالمي من قِبل منظمة اليونيسكو، واعتبارًا لكونها مدينة خضراء تحترم المقومات البيئية.
كما تمّ تسليط الضوء على ما تزخر به فاس، المدينة المُنفتحة ذات الـ1200 سنة، والتي تضمّ أول جامعة في العالم الإسلامي.وتميزت جلسة التصويت على الخصوص، بحضور عمدة بكين، المدير العام للإدارة الوطنية للسياحة ونائب الوزير الأول الصيني، عضو اللجنة التنفيذية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وعمد بعض المدن السياحية الصينية وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الصينية والدولية المكتوبة والمسموعة والمرئية.المدير العام لمكتب السياحة في بكين والذي يشغل أيضًا منصب الكاتب العام للفيدرالية الدولية للمدن السياحية، زار المغرب في آيار/ مايو الماضي بدعوة من المكتب الوطني للسياحة، التقى خلالها بمسؤولي وعُمد كل من الرباط وفاس والدار البيضاء.
وتضم الفيدرالية الدولية للمدن السياحية، التي تأسست في العام 2012، أكثر من 80 مدينة سياحية عبر القارات الخمس، ويوجد مقرها الرئيسي في بكين.وإضافة إلى هذه المدن تضمّ الفيدرالية، التي يرأسها عُمدة بكين، العديد من المؤسسات التي لها علاقة بالقطاع السياحي، مثل كُبريات شركات الطيران والفنادق المصنّفة وكبريات وكالات الأسفار العالمية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر