معالم تحكي تاريخ العاصمة البريطانيَّة عبر 2000 عام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يعتبر أقدمها تمثال الإلهة المصريَّة "سيخمِت"

معالم تحكي تاريخ العاصمة البريطانيَّة عبر 2000 عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معالم تحكي تاريخ العاصمة البريطانيَّة عبر 2000 عام

ميدان "الطرف الأغر" في بريطانيا
لندن ـ سامر شهاب

يعدو سكان لندن يوميًّا إلى أعمالهم غير عابئين بما يحيط بهم من معالم باقية، يحكي كل منها قصَّة طريفة عن تاريخ هذه المدينة عبر أكثر من 2000 عام، فهي تختلف عن كثير من مدن العالم بأن تراثها دولي ومتنوع وغريب، لأنها كانت عاصمة الامبراطوريَّة العالميَّة الأخيرة، وتحافظ أيضًا على تراثها بقوانين صارمة تمنع المساس بهذا التُّراث.من هذه الآثار علامة في شارع "بيكرينغ بليس" في جنوب غربي لندن تحمل اسم "سفارة تكساس"، يعود تاريخها إلى عام 1836، حينما حصلت ولاية تكساس على استقلالها من المكسيك وأرسلت قائما بالأعمال إلى لندن. وما زال هذا الأثر هو أقرب مقر دبلوماسي للقصر الملكي وكان في مكاتب مستأجرة حتى العام 1845. ويقال إن هذا الشارع شهد أيضا آخر مبارزة بالسيف حتى الموت في لندن.وتحفل شوارع وأركان لندن بهذا التاريخ الخفي الذي ينبض به كل ركن فيها ولا يحتاج الباحث إلا للنظر بعمق مرة أخرى إلى تلك المدينة العريقة لكي يكتشف بعض تلك الأساطير. وتبدأ هذه الجولة لاكتشاف أغرب آثار لندن من أحدث شارع فيها وهو "نيو بوند ستريت".كان العرف السائد أن أقدم آثار لندن العامة هي المسلة المصرية التي تقع في منطقة "إمبانكمنت" على ضفاف نهر التيمس، ولكن هناك أثر آخر أقدم منها. وهو تمثال الإلهة المصرية القديمة "سيخمت" المصنوع من حجر البازلت الذي يعود تاريخه إلى 1320 سنة قبل الميلاد. هذا التمثال يعلو الآن واجهة دار "سوذبي" للمزادات في مقره رقم 35 "نيو بوند ستريت". وظل هذا التمثال يزين واجهة دار المزادات منذ عام 1880. وتعود قصة التمثال إلى عرضه في المزاد في ذلك العام وبيعه فعلا بثمن بلغ حينذاك 40 جنيها إسترلينيا، ولكن المشتري لم يقدم أبدا على تسلم التمثال الذي اشتراه لسبب غامض، فاستخدمته المؤسسة شعارا لها.وعلى مسافة عشرات الأمتار في القرب من ميدان "أكسفورد"، يقع شارع اسمه "برود ستريت" يوجد أثر يغفله المارة وهو مضخة مياه جوفية مهجورة وقد نزع عنها ذراع الضخ. ويعود تاريخ هذه المضخة إلى منتصف القرن التاسع عشر، ففي عام 1854 اكتشف طبيب بريطاني اسمه جون سنو العلاقة بين وباء الكوليرا الذي اجتاح لندن في ذلك العام وشرب المياه الملوثة بالمجاري. وقام سنو بنزع ذراع هذه المضخة لكي يمنع الناس من شرب المياه الملوثة ويحد من انتشار الوباء. وبقيت المضخة وذراعها المنزوع تشهد على الواقعة حتى اليوم.في شرقي لندن وشارع "كانون ستريت" تقع صخرة غريبة لا يعرف أحد أصلها ولا تاريخها. ولكنها ذكرت في الأدب الإنجليزي أكثر من مرة. ذكرها شكسبير في مسرحياته وتشارلز ديكنز في رواياته. الصخرة كانت مرتبطة بجدار كنيسة دمرتها قنابل الحرب العالمية الثانية، ولكن الصخرة لم يمسها سوء. ويحاط بالصخرة الكثير من الأساطير ومنها أنها النقطة التي أجرى الرومان منها كل القياسات في الجزيرة البريطانية.وفي شرق لندن أيضا ومنطقة "بورو" على وجه الدقة تقع أغرب مقبرة جماعية في بريطانيا تحتوي على بقايا 1500 جثة دفنت فيه قبل منتصف القرن التاسع عشر. غالبية الموتى في المقبرة قبل ذلك التاريخ كن نساء ساقطات غير مسموح لهن بالدفن في المدافن العادية. المقبرة اسمها "كروس بونز" وهي علامة القراصنة. وما زالت المقبرة تستخدم حتى اليوم لدفن المتشردين والمجرمين ممن ليس لهم مكان في المقابر العادية.وبذكر المقابر هناك مقبرة نازية وحيدة في لندن تقع في منطقة راقية وبالتحديد في القرب من رقم 7 كارلتون غاردنز في منطقة "تشارينغ كروس"، ففي هذا الموقع كانت تقع سفارة ألمانيا النازية قبل إغلاقها مع نشوب الحرب العالمية الثانية. ولكن السفارة تركت خلفها مقبرة صغيرة لكلب السفير المسمى "جايرو"، الذي قتل في حادث صعق كهربائي بالخطأ في عام 1934 ودفن تحت شجرة مع علامة باللغة الألمانية تقول "صديق وفي".ولم تكن هذه هي الذكرى الوحيدة المقبلة من ألمانيا، حيث توجد علامة في شارع "نيفيل ستريت" في شمال لندن تشير إلى موقع سقوط أول قنبلة ألمانية على لندن في الحرب العالمية الأولى. وكان ذلك في ليلة 15 أيار/ مايو 1915، وألقى منطاد من نوع زيبلن 120 قنبلة على لندن من ارتفاع شاهق لا تطاله الطائرات البدائية في ذلك العصر ولا الأضواء الكاشفة. وقتل في الحادث 7 أشخاص ودمرت 7 منازل، وسقطت أول قنبلة في حديقة خلفية لأحد المنازل.أما أول قنبلة في الحرب العالمية الثانية فقد سقطت في الساعة 12.15 صباحا من ظهر  25 آب/ أغسطس 1940 في فور ستريت شرق لندن. وكان الطيار الألماني يبحث عن مصنع للطائرات في شرق لندن، إلا أنه كان على مسار خاطئ وسقطت القنبلة على شارع مدني.ولمستخدمي محطة مترو "بادنغتون" في لندن أن يتذكروا أنها كانت أول محطة مترو إنفاق في العالم وتم افتتاحها في عام 1863. وكانت المحطة حينذاك تعرف باسم "بيشوبس رود"، وربط خط متروبوليتان بينها وبين محطة فارينغتون. وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا تشاهد علنا عمليات الإعدام شنقا، حتى تم منع علانية الشنق في عام 1868.وفي حديقة مغمورة في منطقة بيملكو يوجد تمثال روماني الشكل، ولكنه لا يمثل أية شخصية تاريخية. ولدى البحث عن أصل هذا التمثال تبين أنه لنائب في البرلمان البريطاني اسمه ويليام هسكنسون. ودخل الرجل التاريخ من حيث لا يدري بحيث كان أول ضحية حادث تحت عجلات قطار في بريطانيا وذلك في عام 1830. ووقع الحادث بعد افتتاح الخط السريع بين لندن ومانشستر. وقدمت زوجته تمثال زوجها إلى مؤسسة لويدز للتأمين التي اختارت له هذا الموقع المغمور في جنوب غربي لندن.وفي هولبورن، في القرب من محطة فارينغتون، يوجد جسر اسمه "هولبورن فيادكت، بنيت تحته أول محطة توليد كهرباء في العالم صممها الأميركي توماس إديسون في عام 1882. واستخدمت المحطة طاقة البخار من أجل توليد كهرباء لإضاءة مصابيح عامة فوق الجسر. وسبقت هذه المحطة مشروع إديسون الآخر لمحطة توليد كهربائية في "بيرل ستريت" نيويورك بعدة أشهر.وقد لا يعرف كثيرون أن أول مطار في العالم تم افتتاحه في منطقة كرويدون في عام 1920 وأتاح فرصة السفر إلى أوروبا، وبعد ذلك إلى أنحاء الإمبراطورية البريطانية. وتم تحديث المطار في عام 1928 ليكون أول مطار متخصص في العالم مع فندق متضمن في المشروع. وما زال الموقع يحمل مجسما لطائرة ركاب مروحية قديمة.وفي غرب لندن بمنطقة ويست برومتون أقيمت في عام 1867 أول مباراة ملاكمة للهواة في العالم، ونظم لها جون غراهام تشامبرز عدة قوانين لمراعاة عدالة الرياضة، وهي قوانين ما زالت سارية حتى اليوم.ومن الإنجازات التي تحققت أولا في لندن، كل من: إرسال أول تلغراف بإشارات كهربائية في عام 1816، وإنشاء أول جمعية خيرية في العالم للعناية بالأطفال في عام 1739، وأسسها الكابتن توماس كوران، الذي يحتل تمثاله ميدان راسيل سكوير، وابتكار أول مدفع رشاش في عام 1881 وابتكره السير هيرام ماكسيم، وحمل المدفع اسم "ماكسيم". كما جرى في لندن تنظيم قواعد لعبة الرغبي في عام 1871. وقبلها في عام 1863 تم تحديد قواعد لعبة كرة القدم بعد 6 اجتماعات عاصفة انسحبت منها عدة فرق للاعتراض على قوانين عدم لمس الكرة باليد ومنع ضرب الخصوم.وإلى الجنوب في شارع "سان جيمس" في القرب من محطة "غرين بارك" يقع محل بقالة تاريخي اسمه "باري بروزرز أند رود"، تأسس في عام 1698 وكان به أكبر ميزان لأجولة البن التي كانت ترد إلى المحل. واستخدم المحل الميزان لوزن الزبائن أيضا. ومن بين الشخصيات العامة التي تم تسجيل وزنها في هذا المحل الشاعر اللورد بايرون والقائد البحري نيلسون وصديقته الليدي هاملتون ووالد الملكة فيكتوريا.في ميدان "الطرف الأغر" حيث يقع المتحف الملكي يجلس السياح على درجات سلم المبنى الروماني العريق للاستراحة من جولاتهم السياحية وهم لا يعرفون أنهم يجلسون على سجل المقاييس الملكية البريطاني مسجل بالحفر على أحجار الغرانيت لهذه السلالم. وعليها يمكن قياس الياردة والقدم وجميع المقاييس الامبريالية الأخرى بدقة.وأخيرا، هناك شارع وحيد في لندن يمكن القيادة فيه على اليمين وهو شارع "سافوي كورتيارد" المؤدي إلى مدخل فندق سافوي في لندن.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معالم تحكي تاريخ العاصمة البريطانيَّة عبر 2000 عام معالم تحكي تاريخ العاصمة البريطانيَّة عبر 2000 عام



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya