تونس - حياة الغانمي
من المنتظر أن يتم الانطلاق في تطبيق قرار الأجواء المفتوحة في مارس/أذار المقبل ، وفي الوقت الذي يعتقد عدد كبير من المهنيين العاملين في القطاع السياحي أن هذا القرار سيساهم حتمًا في انعاش السياحة التونسية ، يعتقد البعض الأخر أن الطيران التونسي قد يتاثر سلبًا في حال عدم قدرته على منافسة الناقلات الجوية العالمية التي ستحط على الأراضي التونسية.
وستبدأ تونس بفتح المجالات أمام الطيران الأوروبي في بداية التطبيق على أن يشمل كل شركات الطيران العالمية في مرحلة لاحقة.، وتتيح اتفاقية السماوات المفتوحة التنقل لشركات الطيران بأنواعها كافة بين تونس ودول الاتحاد الأوروبي وباقي الدول الموقعة عليها.
ويرى أحد المسؤولين في إدارة الطيران المدني أن وزارة النقل تدرس إجراءات عدة لتوفير أكبر قدر من الحماية لشركات الملاحة الجوية المحلية ، وعلى رأسها الخطوط التونسية ، وأكد أنه من بين المقترحات المطروحة كمرحلة أولى ، استثناء مطار تونس قرطاج الدولي من القرار ، من أجل إكساب الناقلة الجوية الحكومية التي تنشط بشكل مكثف على هذا المطار المزيد من الصلابة ، مضيفًا أن الخطوط التونسية دخلت منذ فترة في مرحلة التأهيل بتجديد أسطول طائراتها بعد عقد صفقة لاقتناء أكثر من 5 طائرات للوجهات البعيدة من ايرباص الأوروبية، مشيرا إلى أن استغلال الخطوط البعيدة نحو كندا وأفريقيا سيمكن الشركة من تعويض خسارتها في حال دخلت في منافسة مع الناقلات الجوية الأوروبية.
لكن مصدرنا يرى أن فتح الأجواء في بقية المطارات سيؤدي إلى حركة اقتصادية كبيرة في المناطق التي تتواجد فيها هذه المطارات والتي لا تعمل إلا بشكل موسمي على غرار طبرقة وتوزر ونفطة ، لافتًا إلى أن الاستثمار في المطارات أمر مكلف ويجب أن تفكّر الدولة في حلول لتنشيط هذه الاستثمارات المعطلة ودفع التنمية في مثل هذه الجهات وخلق فرص العمل ، مؤكدًا أن الدولة خففت بشكل كبير عددًا من الضرائب المفروضة على النزول في المطارات الداخلية، لتشجيع الشركات الأجنبية على استغلالها.
اشكاليات شركة الخطوط الجوية التونسية
وبالرغم من شبكة الموانئ الجوية "8 مطارات مدنية" ، التي تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها ، لا تزال الحركة الجويّة منحصرة في 3 مطارات تقريبا وهي مطار تونس قرطاج الدولي، والنفيضة في الساحل، وجربة في الجنوب الشرقي، فيما تكتفي مطارات أخرى في بعض الرحلات الموسمية أو سفر الحجيج.
ومنذ عام 2007 دخلت تونس في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول فتح السماوات، غير أن هذا القرار تأجل لأعوام عدة حماية للقدرة التنافسية لشركة الخطوط الجوية التونسية ، التي لم تكتسب بعد الصلابة الكافية التي تمكنها من الدخول في منافسة مع شركات طيران جوية تعتمد سياسة السعر الأدنى.
ولا يخفي مسؤولو شركة الخطوط التونسية والنقابات العمالية مخاوفهم من الإسراع نحو تطبيق قرار السماوات المفتوحة، دون الأخذ بعين الاعتبار الإشكاليات التي تمر بها الشركة وعدم جاهزيتها لمنافسة الشركات التي تعتمد السعر الأدنى، خاصة أن حركة النقل نحو أوروبا تمثل أكثر من 80% من حجم نشاط الشركة.
انعكاس ايجابي لفتح السماوات
وحول هذا الموضوع ، قال سيف الشعلالي ، المتحدث الإعلامي بأسم وزارة السياحة إن التجارب أكدت الانعكاس الإيجابي للسماوات المفتوحة على القطاع السياحي ونسبة التشغيل في النزل ، مشيرًا إلى أن عدد السياح الذين توافدوا على المغرب تضاعف 3 مرات بعد فتح السماوات أمام حركة الطيران العالمي، وهو ما حصل أيضا في تركيا. ويضيف الشعلالي أنه خلال العام الأولى لتطبيق السماوات المفتوحة ، حققت المغرب أكبر نسبة نمو في تاريخها بنحو 13% وفي تلك العام تم تسجيل إضافة 150 خطًا جويًا أسبوعيًا جديدًا بين المغرب وأوروبا منها 93% مؤمنة من قبل الشركات منخفضة الكلفة، مشيرًا إلى أن تونس لن تحقق أهدافها ببلوغ 7 ملايين سائح في العام، دون فتح السماوات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر