أكد عبد العزيز قنيش، المدير الإقليمي للسياحة بوزان، إن المؤهلات التي تزخر بها مدينة وزان كحاضرة ضاربة في القدم لا تقل أهمية عن نظيرتها بمدينة شفشاون، بحكم توفرها على مقومات وثروات طبيعية ومروث ثقافي واجتماعي متنوع على جميع الأصعدة، مضيفا أن القطاع السياحي بدار الضمانة محدود الاستغلال بالمقارنة مع مدن أخرى مجاورة.
قنيش الذي كان يتحدث خلال مائدة مستديرة من تنظيم المجلس الجماعي لوزان، بتنسيق مع المديرية الإقليمية للسياحة بالمركز الاجتماعي للقرب بالمدينة ذاتها، وصف قطاع السياحة بـ"الأفقي"، تتداخل فيه قطاعات حكومية متعددة ويحتاج إلى تضافر جهود مختلف المتدخلين من أجل تثمين المنتوجات المجالية واستقطاب السياح والمساهمة في إقلاع المدينة اقتصاديا وتنمويا.
وقال المدير الإقليمي للسياحة إن غياب وحدات للإيواء، من فنادق ودور للضيافة مصنفة، لا يشجع السياح على المبيت، وهو الأمر الذي حول المدينة إلى محطة عبور لولوج مدن فاس وشفشاون وتطوان.
من جانبه، قال عروسي باشري إدريس، مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بوزان، إن استقطاب السياح الأوروبيين على وجه الخصوص لا يحتاج إلى بنيات فندقية من 4 و5 نجوم، مقترحا في هذا الصدد إنشاء مدرسة للمرشدين السياحيين الجبليين للتعامل المهني مع السياح، وتأهيل الكفاءات في تخصصات الفندقة والطبخ لتأهيل العنصر البشري المحلي.
أما مراد الصعفدي، المدير الإقليمي للمياه والغابات بوزان، فاستعرض في كلمة ألقاها بالمناسبة المؤهلات الطبيعية بالإقليم وتنوع الغطاء الغابوي على مساحة 30 ألف هكتار، وتواجد بحيرات وسدود تزيد من جمالية الإقليم وتعزز جاذبيته.
وأجمع المتدخلون خلال اللقاء الذي دار حول موضوع "منظومة المشاريع السياحية المتوسطة والصغرى" أن العرض السياحي بالإقليم يبقى محتشما بالمقارنة مع وجهات أخرى، إذا استثنيا بعض البنيات الفندقية التي تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، بالرغم من توفر المدينة على طبيعة خلابة وعدد من المنتوجات المجالية.
وأكد عدد من الفاعلين المهنيين أن المشكل يظهر بجلاء في عدد السياح الذين يمرون بالمدينة يوميا دون أن تتم الاستفادة من تواجدهم، كما يبرز كذلك من خلال نسبة الملء في الفنادق والمنشآت السياحية، وهو ما يجعل الرفع من جودة هذه المنشآت من أبرز التحديات التي تواجه القطاع.
وطلب الحضور من رئاسة المجلس البلدي ضرورة تعزيز البنية التحتية بالمدينة القديمة، والعناية بالأرصفة، والعمل على إحداث موقف خاص بالسيارات وحافلات السياح، وإعادة النظر في التشوير الطرقي، وبناء مرافق صحية ومراحيض عمومية وسط المدينة، وتعبئة الميزانية الضرورية لضمان تحقيق أهداف هذه الرؤية، مؤكدين في هذا السياق أن من التحديات أيضا ما يتعلق بحكامة القطاع وضعف تنسيق الجهود وهشاشة البينية التحتية.
متدخل من أبناء المدينة خاطب رئيس المجلس الجماعي، عبد الحليم علاوي، عن حزب العدالة والتنمية، قائلا: "السيد الرئيس خص الشراب (الكحول)، لا يعقل باغيين السياح يجيو ومكاينش الشراب"، في إشارة إلى غياب أسواق ممتازة ومحلات مرخصة لبيع الخمور.
ومن أجل رفع التحديات بقطاع السياحة واستعادة حظوة القطاع بالمدينة والإقليم، دعا أبناء دار الضمانة إلى إطلاق دينامية الاستثمار، وتكثيف وتفعيل الإجراءات المرتبطة بالإنعاش والتواصل، والاستثمار في الرأسمال البشري، وهو ما يقتضي تعبئة كافة الفاعلين من القطاعين العام والخاص، وتعزيز الثقة والمصداقية.
قد يهمك ايضا :
الحكومة المغربية تشكل لجنة وزارية لدراسة مشروع قانون لتشجيع الاستثمار
برات البيراق يؤكد مساهمة دخل القطاع السياحي في نمو الاقتصاد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر