الإهمال يعزل بلديَّة شطايبي السِّياحيَّة عن قلب عنابة الجزائريَّة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تتميز بالخلجان والبساتين وغابات التُّوت والنَّخيل

الإهمال يعزل بلديَّة شطايبي السِّياحيَّة عن قلب عنابة الجزائريَّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإهمال يعزل بلديَّة شطايبي السِّياحيَّة عن قلب عنابة الجزائريَّة

بلديَّة شطايبي السِّياحيَّة في عنابة الجزائريَّة
الجزائر - سميرة عوام

تقع بلدية شطايبي في قلب عنابة الجزائرية، وسط طبيعة عذراء، يحتضنها البحر، والغابات الخضراء الممتدة عبر سلسلة الإيدوغ، تتوفر على إمكانات سياحية هائلة، أهلَّت المنطقة؛ لأن تكون أرقى واجهة سياحية في العالم. وعانت في السنوات الأخيرة كثيرًا من همجية الإرهاب، وهي الآن منطقة غارقة في صمت وعزلة منقطعة عن العالم الخارجي، ومُتخلِّفة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا بعشرات السنين. والشطايبي عبارة عن منطقة معزولة عن عنابة، وللوصول إليها لابد من قطع أكثر من 65 كيلومترًا، عبر بلديتي؛ برحال، والتريعات، أما غربًا فتحدَّها بلدية المرسى في محافظة سكيكدة، وشرقًا مناطق سرايدي، ووادي العنب.
وأول الصعوبات التي واجهناها خلال زيارتنا لتلك الرقعة السياحية، هو انعدام وسائل النقل من وإلى شطايبي، واضطررنا بعد انتظار أكثر من 3 ساعات إلى الاستنجاد بحافلة صغيرة، واقتربنا من صاحبها الذي طلب سعرًا مرتفعًا.
وبعد وصولنا عرفنا سبب ذلك، فالطريق المؤدي بدأت تظهر فيه "مطبات" خطيرة، وسط تضاريس وعرة، وغابات كثيفة، في اتجاه قرى العزلة، والصقع، والزاوية، وعند وصولك إلى بلدية شطايبي، تدرك مباشرة أنها منطقة زراعية، بسبب الأراضي والحقول المحيطة بها، بالإضافة إلى قطعان الماشية والأبقار المنتشرة هنا وهناك، ويبقى هذان النشاطان مصدر الرزق الوحيد لسكان المنطقة.
وتزخر مدينة شطايبي بمعالم سياحية عدة، منها؛ رأس الصيد، التي تبعد بحوالي ميلين عن شاطئ عين الرومان، وهي عبارة عن تمثال صخري نحتته أمواج البحر، ومع مرور الزمن تشكَّل في هيئة "رأس أسد"، تقابله في الجهة الغربية صخور جبلية من الغرانيت، نحتتها أمواج البحر، فخرجت في شكل 7 مغارات صغيرة، مرتبطة ببعضها البعض، حيث تزورها الطيور المهاجرة في الشتاء والصيف.
أما في أعالي الجبال، تقابلك جزيرة "قلقميس"، وهو المكان الذي رافق تاريخ المدينة، وأصبح اليوم مقصدًا لآلاف السياح الأجانب، وغير بعيد عن تلك اللوحات الأثرية جزيرة كهف عُمر، التي لا تبعد إلا بعض الأميال عن شاطئ الرمال الذهبية، في تلك الجزيرة التي ينتقل إليها أهالي شطايبي، بواسطة قارب تقليدي من أجل الالتقاء بالأصحاب والجيران، حيث يقيمون حفلات الزواج التي تستمر حتى الصبح، وتتشكَّل لوحة فنية تنفرد بجمال ساحر تتعانق فيه نسمات البحر التي تداعب في سحر أخّاذ أشجار الجوز والسرو، حيث توفر الدفء للقوارب الراسية.
ويُعد باطن أرض شطايبي ثروة غنية، يخفي كنزًا سياحيًّا، ولوحة مظلمة تضيئها أضواء البواخر الآتية ليلًا إلى الميناء، كما تمتد على مقربة من خليج "تقرن"، وهو عبارة عن خليج جمعت فيه الحصى والحجارة الصغيرة، وكذلك سيدي عكاشة، وهي الزاوية العتيقة المضاءة باللؤلؤة الساطعة المحاطة ببساتين النخيل، وغابات التوت، والتي لا تزال مركز إشعاع ديني ومحجًا يقصده عشرات ومئات العائلات للتبرك به، وتحاط بها مباني طوبية، تحتفظ بطابعها العمراني، صنعت أسقفها بسعف النخيل، والقش، وتوفر جوًّا باردًا، ينعش العائلات التي تقطن في تلك السكنات صيفًا".
يذكر أن منطقة الخليج الغربي في شطايبي، تنفرد بأجمل المواقع، حيث يتمتع الأهالي بمنظر طلوع الشمس وغروبها من الموقع ذاته، وعليه فأكَّدت منظمة "اليونسكو" على "الاعتناء بذلك المنتجع السياحي، والارتقاء به إلى المرتبة الأولى عالميًّا، فشطايبي تكمل اللوحة الزيتية التي رسمت بتمازج كل الألوان والمواقع الأثرية على الأرض".
ولكن رغم تلك المقومات الطبيعية الهائلة يبقى التهميش والإهمال يطال تلك المنطقة التي تغنّى بها الشاعر العراقي ذو النون لأطرقجي، حيث قال؛ شطايبي شطر في السيف ذهبي..من جنتك ينمو في أعماق الشجر، ويقصد الشاعر، أن شطايبي أروع الشواطئ في الجزائر، ولكن في الواقع تحتاج إلى برامج تنموية تنهض بالسياحة الجبلية.
ويقصد تلك المنطقة السياحية ذات الطابع الزراعي والرعوي الآلاف من الزوار والسياح الأجانب، لاسيما وأن منطقة شطايبي تحتضن زاوية سيدي عكاشة التي يحتفل بها سنويًّا أهالي المنطقة، حيث تتحول إلى محج حقيقي لأهل الذِّكر والقرآن، مما يزيدها حركية ونشاطًا واسعًا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإهمال يعزل بلديَّة شطايبي السِّياحيَّة عن قلب عنابة الجزائريَّة الإهمال يعزل بلديَّة شطايبي السِّياحيَّة عن قلب عنابة الجزائريَّة



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya