أغادير- أحمد إدالحاج
تمتاز قصبة أكذر المغربية بمعمار فريد من نوعه، لكونها مبنية بطريقة محكمة ومزخرفة على الطراز الروماني ،مستطيلة الشكل، فيما تقدر مساحتها بـ 14 كيلو متر مربع، تحتوي على البوابة الرئيسية و على 4 أبراج، و علو كل واحد يقدر بما يقرب من 12 مترًا، بالإضافة إلى 6 ساحات و التي تسمى" أرجبي"، فيما يخص السقف (القصبة)، فقد ثم تسقيفه عن طريق القصب وجذوع النخل
حيث تتوفر على أبواب مزخرفة بنقوش ورسوم و نوافذ مقوسة، كما تمتاز القصبة المبنية خصوصًا بالتراب المدكوك و الحجارة إلى خصائص عدة من بينها تكيفها مع الشروط البيئية والمناخية و انصهارها وتكاملها مع المناظرة الطبيعية المحيطة بها.
و تقع قصبة أكذر بإقليم زاكورة المتواجد في الجنوب الشرقي للمغرب و بالضبط بين مدينتي ورزازات و زاكورة السياحيتين ،يحيط بها من كل جانب جبال أهمها سلسلة الأطلس الصغير سميت أكدز بهده التسمية نسبة أن الكل كان يرجحها إلى الوظيفة التي كانت تؤديها،حيت أن الاسم حرف من كلمة الكدس إلى الكذز ،فالكدس في الجدر اللغوي من بمعنى جمع .
كما تمتاز هذه القصبة المبنية خصوصا بالتراب المدكوك و الحجارة إلى عدة خصائص من بينها تكيفها مع الشروط البيئية والمناخية و انصهارها وتكاملها مع المناظرة الطبيعية المحيطة بها علاوة على بساطة و قدم الأساليب المعمارية المستعملة والدقة في النقوش و الزخاريف التي تكسوه.
وتقول الرواية الشفوية المحلية بأن هذا المكان(القصبة) كان في البداية عبارة عن سوق للقبائل و كان يتسوق فيه يوم الأحد، أما في باقي الأيام فكان عبارة عن مجال للهو و الترفيه، خاصة الفئة الصغيرة إذ أنهم يتمتعون بلعب لعبة تدعى بتاقورى أو الكرة.
أما طريقة بناءه فقد بني بعرق جبين الساكنة؛ حيث كانت الأشغال مقسمة بين المعلمين، و كان على رأسهم شخص يدعى " الصديق"، وكان لكل معلم خدامه، أما ساعات العمل فكانوا يبدؤون العمل منذ الصباح الباكر إلى حين غروب الشمس، و كان ذلك مصاحبا لمجانية العمل، فالعامل لا يتقاضى أجرة مقابل عمله لا نقدا و لا عينا، بل فقط يتضمن التغذية، و ما يفرض على أهل الدواوير تقديم التغذية للمستخدمين، و إن فكر في رفض العمل يلاقي عقاب القايد التهامي الكلاوي .
ومن بين ما روي عن القصبة "أن رجلا أمره القايد بحمل صخرة كبيرة جدا من منطقة تبعد عن منطقة البناء (القصبة) قرابة 30 كيلومتر، فهب الرجل لتلبية لأمر سيده، و نظرا لبعد المسافة فإن المنطق يستدعي وقتا طويلا لإيصال الصخرة. إلا أن القايد لم يكن مقتنعا بذلك المنطق؛ حيث غضب من جراء تأخره، فأمر أعوانه بقتل الرجل بالصخرة نفسها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر