الجزائر - سميرة عوام
تحولت متاحف الجزائر إلى فضاء خصب لتعريف السواح الأجانب والزوار بأهمية الموروث التقليدي، والذي يعتبر من رموز الثقافة الشعبية، حيث تتميز واجهات هذه المتاحف منذ أيام بعرض الألبسة التقليدية و التي كانت ترتديها الأمهات و الجدات في وقت مضى تعبيرا عن الحياء و الحشمة.
و لتعزيز مقومات الموروث
الجزائري انفردت بعض المتاحف بعرض لباس الحايك العاصمي و هو لباس مغاربي تقليدي لونه أبيض ناصع ترتديه المرأة فوق لباسها العادي عند مغادرة منزلها حيث تضعه على رأسها ووجها وكل جسدها وهو اللباس الذي بقي محافظا على وجوده ببعض الأزقة الضيقة بالعاصمة ،حيث مازالت الأمهات ترتدي هذا اللباس و تلحقه بالكعب العالي ليعطيها مكانة مرموقة في المجتمع الجزائري ، وهناك من الجدات من تحتفظ بهذا الرداء لتهديه لابنتها ليلة زفافها لأنه حسب السيدة خيرة 60سنة يجلب الحظ للعروس ويعطيها الأنوثة الحقيقة ،خاصة أن الحايك عبارة عن قطعة قماش مصنوعة من الحرير تأخذ اللون الأبيض أو الأبيض الممزوج بالأصفر و المصنوعة بطريقة مميزة تزيد جمالا للمرأة .
وحسب السيدة خيرة فإن المرأة العصرية تفضل كثيرا ارتداء العباءة المغربية أو أي لباس آخر و تتخلى عن تقاليدها رغم أن الحايك لو تم استغلاله من طرف مختصين في الخياطة التقليدية لتحول إلى قطعة قماش عصرية تضاهي العباءة المغربية ، خاصة أن حايك المرمة من أجود الألبسة التقليدية في المغرب العربي لكنه بدأ في الاختفاء مع بروز الألبسة العصرية و للمحافظة عليه وجدت هذه الاكسسورات مكانها إلى المتحف من أجل تعريف الأجيال المقبلة بأهمية التراث الجزائري لأنه يدخل في المقومات التاريخية باعتباره اللباس الذي كانت ترتديه المرأة إبان الاستعمار لتمرير الرسائل و البنادق و القنابل لتنفيذ العمليات الفدائية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر