زاكورة ـ أسماء عمري
كشف وزير السياحة المغربي لحسن حداد، الخميس، عن انشغال وزارته بتثمين سياحة الواحات، وتعزيز جاذبيتها وتنافسيتها على المستوى الوطني والدولي.
وأوضح أن "منطقة الواحات لعبت، منذ القدم، دورًا دينيًا إشعاعيًا، عبر الزوايا، عزّزه كونها ملتقى أكثر من حضارة، كما أن مناطقها تقدم عرضًا سياحيًا كبيرًا، يضم التراث والنخيل والمناطق المائية".
جاء ذلك أثناء فعاليات الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي الثاني للواحات والتنمية المحلية في زاكورة، حيث شدّد حداد على أن "مناطق الواحات تشكل رافعة تنموية اجتماعية واقتصادية وأيكولوجية، تستدعي توحد عمل الفاعلين في مجال التنمية المستدامة، بغية حمايتها، وتعزيز إمكاناتها، للمساهمة في التنمية الجهوية".
من جهة أخرى، أشار وزير التعمير وإعداد التراب المغربي امحند العنصر إلى أن "تنمية الواحات تدخل في صلب السياسة العمومية، وتفرض تحديات مرتبطة بالتنمية المستدامة، باعتبار أن هذه المناطق تمثل نسبة 40% من سكان المغرب".
وأكّد العنصر أن "تنمية منطقة الواحات تشغل حيزًا هامًا من اهتمامات وزارته على المستوى الترابي، بحكم موقعها الجغرافي الكبير، ضمن النطاق الجاف، أحد النطاقات المناخية الأربع".
وأضاف الوزير أن "منطقة الواحات تواجه تحديات كبيرة، تحتم البحث عن نماذج تنموية مبتكرة، تسهم في خلقها جميع الجهات المعنية، تمثلاً للاستراتيجية الوطنية لتطوير هذه المناطق".
ويعاني النظام الأيكولوجي لمناطق الواحات من الهشاشة، وحساسية تجاه النفايات والتلوث، وكذلك من نقص الموارد المائية، الأمر الذي يشكل أحد أبرز التحديات المهددة للمجالات الجغرافية، وبالتالي يتوجه لها مخطط "المغرب الأخضر"، واستراتيجية تهيئة وتطوير الواحات في المغرب، وكذا المخطط الوطني لمحاربة التصحر والجفاف.
هذا فيما تتوفر منطقة زاكورة على إمكانات اقتصادية واعدة، وفرص استثمارية في مجالات الفلاحة، التي تمثل بها مساحة إجمالية تبلغ 33.000 هكتارًا، عبر منطقتي درعة الوسطى، ونخيل تازارين، والسياحة والصناعة التقليدية، لتوفرها على عدد من المشغولات المعدنية من النحاس والحديد والقصب، فضلاً عن منتوجها المحلي في الطبخ والفنون الشعبية، الذين يعكسان التشبث بالتقاليد الاجتماعية للأسرة والتضامن القبلي.
وسيقدم المنتدى للمحاورين والمشاركين فيه، حصيلة لأنشطة مناطق الواحات، بغية وضع سياسة للإنعاش والتواصل المندمج بشأن تدخل الفاعلين في مجال الواحات، عن المشروع المشترك للتنمية المستدامة فيها.
ويهدف المنتدى، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من 28 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى مطلع كانون الأول/ديسمبر المقبل، تحت شعار "واحات المغرب: مصدر للحياة"، إلى تشجيع مناطق الواحات والمناطق الاقتصادية المبتكرة في الجنوب، بغية إبراز إمكاناتها على مستوى السياحة المسؤولة، والتراث الثقافي المحلي، والمنتجات المحلية.
ويراهن المنتدى على استقبال أكثر من 40 ألف زائر لفضاء المعروضات التقليدية والفلاحية والسياحية، المقام على مساحة 1.600 مترًا مربعًا، وأكثر من 15 رواقًا متنوعًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر