إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تجمَع ما بين القصور والواحات المتنوعة والمآثر التاريخية الغنيّة

إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة

إقليم أسا الزاك المغربيّ
كلميم - صباح الفيلالي

يتوفر إقليم أسا الزاك المغربيّ (الذي يبقى قِبلة لعيِّنة من المهتمين الذين يستهويهم السراب والصحاري المترامية الأطراف والواحات وهم سياح من نوع خاص يبحثون عن المغامرة والاستكشاف، وتستهويهم الصحاري وكثبانها، والتي تظلّ ملجأً لأحلامهم وهروبًا لها) على مؤهلات سياحية متنوّعة تجمع ما بين القصور والواحات والمآثر التاريخية ترجع إلى أزمنة غابرة ومؤهلات ثقافية غنية، وبالتالي أمكن للإقليم الجمع  بين منتجات سياحية مختلفة، منها المجال الصحراوي وسياحة المغامرة والاستكشاف، وأدت الانجازات التي عرفها هذا الأخير في السنوات الثلاث الأخيرة من خلال تعزيز بنياته التحتية وتقويتها إلى تدعيم قطاع السياحة مكانته كقطاع  بديل، وبالتالي استقرار السكان.
ويزخر إقليم أسا الزاك بمؤهلات طبيعية ثقافية وتاريخية جِدّ مُهمّة للاستغلال السياحي، وتتمظهر في تنوّع تضاريسه وغناء رصيده التفافي والتاريخي، إضافة إلى واحة النخيل في كل من واحة أسا وعوينة إيغمان وعوينة الهنا والزاك والتويزكي، إضافة إلى سياحة المغامرة والاستكشاف بفضل توفر الإقليم على جغرافيا متنوعة، وعلى اتساع لا متناهٍ يلائم مختلف اللحاقات، كما تُضفِي على الجولات السياحية طابع المغامرة، والتعرف على أماكن جديدة، أما في ما يتعلق بالسياحة الأيكولوجية فتبرز من خلال سلسلة جبل باني وجبل واركزيز.
وتُعَد واحة النخيل التي تشكل منظرًا طبيعيًا أخاذًا، والتي تقرر ربطُها بقصر أسا، الشيء الذي سيؤدي إلى إعادة الأنظمة القديمة، من خلال الاستغلال الزراعي وتربية الماشية، كما سيتم استغلالها من الناحية السياحية كفضاءات ترفيهية وبيئية وبيولوجية، وكقاطرة للتنمية السياحية الايكولوجية لتوفّرها على توازنات بيئية غنية بتنوع النبات والحيوان، والتي تُعد قِبلة للسائح وخاصة الخليجي (أمراء وأثرياء الخليج الذين يقصدونه لممارسة هواية الصيد لكن من دون الوصول إلى المنطقة العسكرية الأمنية التي تُعتبر منطقة ممنوعًا اختراقها).
أما السياحة الجيولوجية فإن الإقليم يتوفّر على جانب كبير منها، والذي يتدرج ما بين تجليات التضاريس إلى نقوش صخرية ومستحثات، وإلى جانبها هناك مؤهلات ثقافية تتجلى في تراث غني ومتنوع، وفي ارث حضاري ضارب في جذور التاريخ يعكس ما عرفته المنطقة مند القدم من فن أصيل، ومن أهم المؤهلات المتوافرة نذكر قصر أسا وما يختزنه من وثائق أثرية ومخطوطات النقوش الصخرية المكتشفة.
وقصر أسا هذا يقدم غنى ثقافيًا يثير فضول الزائر إليه، ويسافر به عبر حقب زمنية غابرة، فهذا القصر يُعد أعرقَ وأقدمَ بناء أثريّ يعود تاريخه إلى آلاف السنين، ويقع جنوب شرق وادنون على بعد مائة كيلومتر من مدينة كلميم شمالاً، وينتمي من حيث الموقع الطبوغرافي إلى حوض درعة بين كتلتين تضاريسيّتين: السفح الجنوبي للأطلس الصغير الصحراوي المتمثل في كتلة باني شمالاً وجبل واركزيز جنوبًا.
ويعودُ قصر أسا الذي يرجع تاريخه إلى آلاف السنين من الزمن الحجري في ما يخص تعميره، والتاريخ والمنشآت الإنسانية والدينية والسياسية المرتبطة به، كما أن التنفيذ الدقيق لهده الحجارة التي تُعَد أساس البناء المزينة شكلاً والمتناسقة الأبعاد، وكذا هيئة أبراجها، والسور المحيط بها من كل الجوانب والأبواب الخارجية، فهو بكل بساطة يُشكّل ملحمة عمرانية من تاريخ المغرب، كما يعد أقدم قصر صحراوي مميز واعرق بناء أثريّ بمجمل الضفة الشمالية الغربية للصحراء، كما يختزن تاريخًا تليدًا وُجِدت فيه عادات وتقاليد قديمة وطقوس ترجع إلى ديانات وثنية وحضارات قديمة.
كما أن مبادرة برنامج تثمين الواحات عبر محور كلميم .أسا. طاطا وتأهيل قصر أسا أعطى نفَسًا جديدًا لدينامكية التنموية ما بين وكالة الجنوب والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبشراكة أو انخراط فعلي للسكان، والممثلة في فعالية المجتمع من جمعيات وتعاونيات، حيث يخضع القصر لعملية التأهيل والترميم تهدف إلى إشراك كل هذه الجهات من اجل أن يلعب دوره في التنمية السوسيو اقتصادية كرافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأسا، إلى جانب الواحة الدائمة الجريان، وبالتالي ضمان مستقبل سياحي سيعمل على استقرار الأجيال من خلال إدماج العاطلين في سوق الشغل، ودعم كل المبادرات التي تهدف إلى خلق مشاريع سياحية في المكان ذاته، زيادة على إعداد منطقة للقنص السياحي وإعداد متحف لمدينة أسا.
وبالتالي سيتمّ دعم المستقبل السياحي وإنعاش القيمة التاريخية والتفافية للقصر وجلب السياح الوطنيين والدوليين، كرهان يجعل السياحة من المجالات المنتجة والقابلة للعبِ أدوار ريادية للنهوض باقتصادية الإقليم، وكتعويض عن الضعف الذي تعرفه قطاعات أخرى.
وساعدت الإنجازات التي عرفها الإقليم اقتصاديًا واجتماعيًا وتربويًا إلى تحويله من صحراء مُقفِرة إلى مدينة تضجّ بالحياة بعدما تمّ تعزيز تجهيزاتها الأساسية التي ساعدت على استقرار السكان، هذه العوامل إلى جوانب أخرى تتمثل في المؤهلات والمواقع السياحية العالية القيِّمة جعلت السيّاح الأجانب والعرب، وخصوصا أن أثرياء الخليج يفضلونه، وبالتالي يرتفع عدد الزائرين الذين تتيح لهم هذه المواقع فرصة استثنائية خصوصًا لما توفّره المساحات الغابوية من لبنات لتشجيع سياحة القنص، إضافة إلى كون هذه المؤهلات مجتمعة، أداة ومبعثًا للإحساس بالراحة والإمتاع اللامتناهي وسط هذه المؤهلات والإمكانات الطبيعية المختلفة التي تشكّل تقابلاً ساحرًا يزاوج بين الصحراء والواحات الخضراء والوديان في تناسق بديع.
ويُقام في إقليم سا الزاك موسمان اثنان: الأول باسا في مناسبة عيد المولد النبوي الشريف، ويُنظَّم لمدة أسبوع كامل، ويُختتَم بنحر ناقة يوم العيد، ويكتسي طابعًا دينيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ويُشكّل مناسبة سنوية لصلة الرحم بين أفراد قبيلة ايتوسا على صعيد المملكة، زيادة على كونه مناسبة تجارية يؤمُّه التجار والباعة لعرض سِلَعهم، لكنهم في السنوات الأربع الأخيرة لم يعُد كذلك، بل تحوّل إلى مهرجان قائم بذاته يعرف زيارات لشخصية فاعلة من الدولة المغربية لافتتاح فعاليته التي تعرف سهراتٍ فنية وتراثية، وخيمًا للشعر، وفولكلورًا حسانيًا محضًا منفتحًا على حضارات وثقافات جيرانه، خصوصًا موريتانيا والسنغال، وبعض الدول الأفريقية الأخرى وحتى العربية، إضافة إلى سباق الهجن والفروسية، كما تحضر الطفولة والرياضة بمختلف أنواعها زيادة علة ندوات ومحاضرات ومعارض للصناعة التقليدية والموروث الثقافي، والثاني في مركز قرية عوينة لهنا، والذي ينعقد منتصف شهر آب/ أغسطس من كل سنة مناسبة لالتقاء قبائل تركز.
ويتميز الإقليم بفنونه الشعبية الأصيلة كرقصات الكدرة والطبل والطرب الحساني وأحواش.
ويتميز الإقليم كذلك بصناعة تقليدية أصيلة ومتنوعة ذات طابع وراثي، وعلى محافظة المرأة على صناعة أدوات مزيّنة برسوم مستمدّة من الثقافة المحلية، وزيادة على هذه المؤهلات هناك زاوية أسا، التي يرجع تاريخ تأسيسها الى القرن السابع الهجري من طرف العلامة سيدي اعزي، الذي نزح من مراكش إلى أسا، التي كانت تُلقّب بـ "قرية الأولياء"، حوالي 360 واليًا، وكانت في البداية للجهاد في سوس، في مجمل منطقة سوس والساقية الحمراء، قبل أن تتحول إلى مدرسة علمية بمفهومها العتيق.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة إقليم أسا الزاك المغربي يمتلك مُؤهِّلات سياحية تعود إلى أزمنة غابرة



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya