كلميم - صباح الفيلالي
يمتلك إقليم كلميم جنوب المغرب، مؤهلات سياحية مهمة ومتنوعة متمثلة في المآثر التاريخية والقلاع، والحصون، والقصبات، والمناظر الطبيعية الخلابة، ثم واحات النخيل والحمامات المعدنية، فضلا عن انفتاح الإقليم على واجهة بحرية طولها 35 كلم والشاطئ الأبيض الذي يقع على بعد 65 كلم جنوب غرب مدينة كلميم والذي يمتاز بطقسه المعتدل، وهدوء مياهه، وصفاء رماله الممتدة على مساحة تتجاوز 40 كلم.
هذه الرمال الذهبية والشمس الدافئة حيث تعانق جمال الصحراء زرقة مياه المحيط في لوحة سيمفونية رائعة، إضافة إلى المعالم التاريخية ذات الجمال الساحر والآثار الموغلة في القدم، وواحات النخيل الممتدة عبر تراب الإقليم في تناسق بديع، وعلى مرمى البصر، تجعل أو جعلت إقليم كلميم قبلة رائعة، ومحببة للسياح الأجانب بمختلف انتماءاتهم وأذواقهم.
ومن أهم هذه المواقع، المنطقة الساحلية التي تمتد على طول 80 كلم، وتضم أوريورة، ورأس تاكمبا، والشاطئ الأبيض المعول عليه للارتقاء نحو الأفضل بالإقليم والجهة، وتعد أكبر محطة شاطئية، من بين الست التي تم اختيارها على الصعيد الوطني لتحتضن محطات شاطئية توفر 260 ألف سرير.
وتعطي واحات النخيل المنتشرة بكل من أسرير، وتغمرت، وفاصك، وتغجيجت، وإفران، والأطلس الصغير، بخضرتها الفاتنة وظلالها الوارفة وينابيع مياهها وجداولها التي تخترقها، للزائر متعة لا متناهية بمناظرها الجذابة.
كما تمثل فضاء ومجالاً حيوياً لتنمية السياحة القروية والبيئية عبر تنظيم جولات سياحية على متن الإبل أو الدواب، عبر إشراك السكان المحليين بتدبير هذا الفضاء البيئي، والرفع من موارده الذاتية بفضل المشاريع والبرامج التي تهم هذا المجال وتعتني به نحو الأفضل، كما هو الشأن بالنسبة لبرنامج تتمين الواحات والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ساهمت في إعادة إحياء الواحة بمفهومها الواسع، وبالتالي استقرار السكان وتحقيق تنمية محلية.
ومن الأماكن التي تغري بالزيارة وتجعل السائح سواء كان أجنبياً أو وطنياً يسافر بذاكرته إلى أزمنة غابرة في التاريخ هناك، موقع "أمتضي" الذي يكتسي شهرة دولية لتوفره على قصبة ّ "قصبة إداوعيسى " التي تعتبر معلمة تاريخية وثقافية ومعمارية مهمة يرجع عهدها إلى القرن 17، وتشكل نقطة جذب واستقطاب للسياح القادمين عبر جولات ورحلات سياحية منظمة من طرف وكالات السفر المتواجدة بأكادير.
وهناك منطقة أخرى تجذب نوعا معينا من السياح المولعين بالمغامرة والبحث عن اكتشاف أبجدية سحر الصحراء المترامية الأطراف، وذلك عبر مسافة لا تتعدى 40 كلم شمال غرب كلميم، وهي منطقة بوجريف التي تحتضن العديد من السباقات الرياضية ذات النكهة المغامراتية، وتزخر إلى جانب هذه المميزات، بمآثر تاريخية تتمثل في القشلة العسكرية التي كانت تستغل كمعتقل، وسجن يحتوي على مخزن للحبوب، ومربط للخيل تحيط به أبراج المراقبة التي تزيد التلال من مناعتها، وإلى جانبها مشروع المنتزه الوطني لدرعة السفلى، والذي سيشكل فضاء مناسبا لانتشار رياضة القنص، والسياحة الإيكولوجية، بفضل الرصيد الهائل من الطرائد المتنوعة، والمهددة بالانقراض، ثم "تفنيديلت" و"وأوريورة" وهي لهواة الاكتشافات التي تستفيد من المعطيات الجغرافية والطبيعية كفن من فنون السياحة.
كما يوجد أيضاً مغارة كهف الحمام التي توجد في الجماعة القروية "ايت بوفولن" على بعد 54 كلم من مدينة كلميم، ويمتد هذا الكهف على طول 500 متر وعمق 60 متراً، وهو من بين المواقع السياحية الجذابة والتي تستحق أن تزار.
وهناك أيضاً الحامات المعدنية وأهمها حامة "اباينو" التي تقع على بعد 15 كلم جنوب غرب مدينة كلميم، وأتثبت التحليلات الفيزيوكيميائية جدوى مياهها وخصائصها الاستشفائية في علاج العديد من الأمراض الروماتيزمية والجلدية، وهي مهيأة ببنيات ومنشآت للاستحمام، وتتوفر على مرافق للاستقبال ثم حامة "للا ملوكة".
وتشتهر مدينة كلميم بمواسمها الدينية على مستوى الإقليم وجماعاته، وأشهرها موسم سيدي الغازي الذي ينعقد بالإقليم تحت اسم الولي الصالح سيدي الغازي، الذي يشهد زيارات لضريحه تيمناً به لكل زائر لمدينة كلميم، كما يتم نحر الإبل بهذه المناسبة أي انعقاد الموسم، كما شهدت المدينة انطلاق مهرجانات سنوية منحت الفرجة للسكان والزوار.
وإلى جانب هذه المميزات، تشتهر مدينة كلميم بأسواقها الأسبوعية، وأهمها على الإطلاق سوق أمحيريش ذو الشهرة العالمية والتاريخ التجاري العريق، وهو ينعقد كل سبت، ويتوافد عليه السياح الأجانب من كل بقاع العالم بسبب انعقاد أكبر سوق للجمال على مستوى إفريقيا والعالم.
وتشتهر المدينة كذلك بصناعتها التقليدية وحليها وجواهرها الصحراوية التي تعد نشاطا أساسيا لاقتصاد المنطقة أدى إلى تواجد مجمع للصناعة التقليدية إلى احتواء الصناع التقليديين والذي أبرزت المنتوجات التي صنعها دقته ومهارته.
وإلى جانب هذه المميزات يتميز الإقليم بكونه يتحول على مدار العام، ليس فقط صيفا، إلى قبلة ومركز جذب للسياح، حيث ترتفع نسبة الوافدين عليه للإقامة أحيانا كثيرة وللعبور أحيانا أخرى، ويأتي في مقدمة السياح الأجانب، السياح الفرنسيون، متبوعين بالإسبان، وآخرين من جنسيات مختلفة، في حين يعود إلى أحضانها كل أبنائها المتواجدين بالتراب الوطني، وخصوصا من الجهتين الجنوبيتين، إضافة إلى أقاليم جهة كلميم السمارة، أو الآخرين المقيمين بدول عربية وأجنبية لصلة الرحم، أو هروبا من الحرارة، والاستمتاع بالصيف الذي تكون له نكهته الخاصة بكلميم والتي تتمثل في الأعراس والمناسبات على إيقاع لوحات فنية تعكس تنوع الموروث الشعبي والثقافي والفني بالمنطقة، ومن أهم هذه الرقصات على الإطلاق رقصة الكدرة.
وإلى جانب هذه المؤهلات الطبيعية والتاريخية والثقافية والفنية، ممثلة في المهرجانات والمواسم الدينية، وبأسواقها ومحلاتها التجارية وببنيانها التحتية ومرافق الاستقبال المتنوعة، وتجعل من يزورها يقضي صيفا فيه الكثير من الترفيه والتسلية والمتعة اللامحدودة.
وتمتلك المدينة بنية استقبال مهمة، تتمثل في العديد من المؤسسات الإيوائية كالفنادق المصنفة والغير مصنفة والمأوي السياحية والدور وغالبيتها في ملكية الأجانب، وخصوصا تلك المتواجدة في بعض الواحات في جماعة الإقليم، ويعد ثمن الإقامة بهذه المؤسسات أو الوحدات السياحية مناسباً جداً، وفي متناول الجميع، وقد يرتفع هذا الثمن بالنسبة للفنادق المصنفة، أما بالنسبة للنقل فهناك سيارات الأجرة الصغيرة بنوعيها، والتي توفر النقل داخل المدينة، وتعد الوسيلة الأكثر انتشارا والأرخص ثمنا.
أما بالنسبة للمسافات الطويلة، فهناك سيارات الأجرة الكبيرة أو السيارات الجماعية، والتي تربط ما بين كلميم ومدن أخرى مجاورة، وتعد الحافلة الوسيلة الأكثر انتشارا والأرخص ثمنا.
كما تمتلك المدينة محلات تجارة، وأسواق متعددة، وفي نقط مختلفة يجد فيها الزائر كيفما كان، مغربيا أو أجنبيا، ضالته المنشودة، إضافة إلى كون بعضها متخصص في بيع العطور والملابس، سواء القادمة من إسبانيا أو دول مغاربية عربية وآسيوية.
ومن الأشياء التي تشتهر بها هذه المدينة، والتي بإمكان كل مسافر أن يأخذها تذكاراً بعد عودته من عطلته أو سفره، هناك الملابس التقليدية الصحراوية كالدراعة والملحفة وكذلك إكسسوارات صحراوية وحلي فضية تحاكي مهارة الصانع المحلي وتفننه وإتقانه في صناعتها والتي تميز المنطقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر