طنجة - المغرب اليوم
جعل مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لطنجة، والذي انطلق مع اعتلاء الملك محمد السادس، من السياحة، دعامة من دعائم استراتيجية تنشيط الاقتصاد من خلال مشاريع مهيكلة كبيرة. ويشكل هذا الاختيار، توجها طبيعيا في مدينة تزخر بمؤهلات سياحية على كل الأصعدة ، سواء الثقافية أو السياحة الشاطئية أو سياحة الأعمال، بل إن جوهرة البوغاز كانت ولمدة طويلة الوجهة السياحية
الأولى بالمغرب قبل أن تتفوق عليها نجوم صاعدة كمراكش وأكادير.
وقد أصبحت تنمية السياحة بالفعل في صلب مسلسل التنمية الجاري إنجازه بالمدينة، خاصة من خلال أوراش مهيكلة كمشروع تحويل ميناء طنجة المدينة وتهيئة مناطق سياحية جديدة ، وكلها مبادرات تقودها رؤية واضحة لجعل طنجة عاصمة للمنطقة السياحية الجديدة "كاب نور".
وتوقف مصطفى أكونجاب المندوب الجهوي للسياحة، عند أبرز المؤهلات السياحية لطنجة، المدينة النشيطة والغنية بالمآثر التاريخية وحيث توجد مدينة عتيقة ثمينة جدا تشهد على تاريخ عريق وتقاليد هي مدينة كوسموبوليتية، إضافة إلى كل المكونات الضرورية التي تجعل من طنجة قبلة للسياحة الثقافية.
وأضاف: إن مدينة طنجة تحظى بمؤهلات طبيعية خصوصا شواطئ ممتدة على الساحلين الأطلسي والمتوسطي وغابات ومناطق محيطة غنية بثقافتها وتراثها، مؤكدا أن التنمية الاقتصادية للجهة وموقعها الجغرافي على أبواب أوروبا، كلها عوامل تحفز على نمو سياحة الأعمال.
وكانت هذه المؤهلات المهمة في حاجة إلى مشاريع مهيكلة من أجل استثمارها وإبرازها بالشكل اللائق، وهو ما تحقق مع إطلاق العديد من أوراش التهيئة ومن أبرزها بدون شك مشروع تحويل ميناء طنجة المدينة إلى قطب سياحي للرحلات البحرية الاستجمامية والترفيه.
ويتعلق الأمر بجعل المدينة تستفيد من الازدهار الذي يعرفه القطاع في الحوض المتوسطي ، حيث يوجد ألف ميناء ترفيه، 90 بالمائة منها تقع في الضفة الشمالية خصوصا بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وكرواتيا.
وتصل قدرة الاستقبال لدى هذه البلدان مجتمعة إلى 350 ألف عقدة فيما يضم أسطول بواخر الترفيه أكثر من 600 ألف باخرة منها 60 ألف تعبر مضيق جبل طارق كل سنة.
ويضم المشروع الذي تصل كلفته الى سبعة مليارات درهم ، مكونات مينائية (إنجاز فضاءات مارينا بقدرة استيعابية تصل إلى 1610 عقدة ، وإحداث ميناء جديد للصيد) وتعميرية (فنادق تصل قدرتها الإيوائية إلى 1600 سرير، ومتاجر وقصور للمؤتمرات).
كما يتضمن المشروع دعم إحداث مدارس للتكوين في الأنشطة البحرية السياحية وتبسيط المساطر الإدارية لدخول وخروج البواخر وتنظيم تظاهرات متنوعة للترويج للقطاع.
وتتمثل استراتيجية التنمية السياحية لطنجة أيضا في تهيئة مناطق سياحية جديدة ، وتعد منطقة الغندوري إحدى أهم هذه الناطق وتمتد على نحو 60 هكتارا ،وتقع على خليج طنجة شرق المدينة، في موقع يبعد بنحو 10 دقائق عن وسط المدينة.
وستساهم هذه المنطقة بطاقة إضافية من الأسرة تبلغ 1600 سرير من خلال سبع بقع لبناء فنادق وإقامات سياحية، وأربع بقع لبناء دور ضيافة وكذا أربع بقع سكنية، مع إيلاء أهمية خاصة للتجهيزات الخاصة بالتنشيط والتجارة والأنشطة المرتبطة بالصناعة التقليدية.
وفتحت مؤخرا سلسلتان فندقيتان أبوابهما في إطار هذا المشروع ويتعلق الأمر بفندق (فرح طنجة) لمجموعة "سي إم كا دي" المنجز باستثمار إجمالي يبلغ 150 مليون درهم وفندق (رياض موغادور البوغاز) لمجموعة الشعبي المنجز باستثمار 147 مليون درهم ، ويتوفر المشروعان على مكونات سكنية هامة.
وهناك مشروع آخر له أهمية متميزة في مسلسل تنمية السياحة الرفيعة وهو مشروع "طنجة سيتي سنتر" الواقع قرب محطة القطار في موقع سيكون مركز المدينة المقبل لطنجة.
وسيتطلب المشروع استثمارا بنحو 1ر2 مليار درهم وسيتكون من 800 شقة ، وأكثر من 10 آلاف متر مربع ومركز تجاري وترفيهي من 32 ألف متر مربع.
وسيتوفر مركز " طنجة سيتي سنتر" أيضا على فندقين فخمين "هيلتون أوتيل" و"إقامات طنجة سيتي سنتر" سيضمان 182 غرفة منها 19 جناحا وكذلك 68 غرفة فندق ، و"هيلتون غاردن إن طنجة سيتي سنتر" الذي سيضم 323 غرفة منها 10 غرف عائلية. وسيوفر الفندقان أيضا خدمات شتى من قبيل الرياضة البدنية /فيتنس/ ومسابح ومطاعم رفيعة.
وحسب السيد أكونجاب فإن الطاقة الاستيعابية للأسرة الجاري إنجازها على مستوى طنجة تبلغ 13 ألف سرير من أصل 40 ألفا ستتوفر عليها جهة طنجة -تطوان في إطار رؤية 2020.
ويبلغ مجموع المشاريع السياحية في طور الإنجاز أو سيتم إطلاقها في هذا المجال على مستوى مدينة المضيق 47 مشروعا، كما تتضمن استراتيجة التنمية السياحية تدابير للمواكبة من بينها تأهيل مواقع أثرية وتاريخية وثقافية بالجهة وتنمية السياحة القروية والتكوين السياحي.
وحسب عقد البرنامج الجهوي لطنجة-تطوان بالنسبة للقطاع السياحي يتوقع في إطار رؤية 2020 إنجاز 127 مشروعا، 25 منها مهيكلة بغلاف مالي يفوق 14 مليار درهم.
وتطمح منطقة "كاب شمال" وفق التقسيم الترابي السياحي الجديد، إلى جذب أكثر من ثلاثة ملايين سائح في أفق 2020، وهو الهدف الذي يعتبره المهنيون قابلا للإنجاز بفضل المقومات السياحية التي يزخر بها شمال المغرب وجوهرته المشعة، مدينة المضيق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر