دمياط مدينة تاريخية وملتقى النيل بالبحر شمال مصر
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

احترف أهلها صناعة الأثاث والحلوى والقوارب

دمياط مدينة تاريخية وملتقى النيل بالبحر شمال مصر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دمياط مدينة تاريخية وملتقى النيل بالبحر شمال مصر

مدينة دمياط
الإسكندرية – أحمد خالد

الإسكندرية – أحمد خالد تركت روعة موقع مدينة دمياط في شمال مصر أثرًا كبيرًا على توجيه وتشكيل مسارها الأخلاقي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، على اعتبار أنها ثغر تعتاده عناصر بشرية مختلفة الغاية والمشرب والمنشأ والغرض من نواحي مصر المختلفة ومن خارجها من الشام والأناضول وجزر المتوسط وجنوب أوروبا، فمنهم مصريون من البحاروة والصعايدة على اتساعهم وتعددهم وتنوعهم، ومنهم مغاربة وشوام وفلسطينيون وروم وأتراك وفرنسيون وقبارصة وبنادقة وروادسة وإنكليز وكريتلية أي من كريت ومن راجوزة والبندقية ونابولي ومالطة ونواحي اليونان والبلقان والأناضول وسواحل البحر الأسود، على اعتبار وظيفتها التجارية وكونها ميناءً هامًّا ومركزًا من مراكز التجارة الداخلية والخارجية والمتوسطية والصناعية الهامة عبر تاريخها الطويل.
و تناولت مجلة ذاكرة مصر المعاصرة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية في عددها الصادر أخيرًا, تأريخًا لمدينة دمياط من خلال سرد لتاريخها من خلال المؤرخ المصري المتخصص في التاريخ العثماني, الدكتور عبد الحميد سليمان.
ويقول سليمان "إن دمياط أو تامياتى (تامحيت) أو (ثامياتس) أو (تم آتي) تعني بالقبطية مدينة مجرى المياه، أما اسمها العربي (دمياط) الذي اشُتهرت به فقد التحم بها بعد الفتح الإسلامي لمصر، وبقي كما كان على عهده. تتميز المدينة بروعة موقعها، وكونها ميناءً ومدخلاً رئيسًا لمصر ولجت منه تجارة مصر مع البلدان المتشاطئة معها على البحر المتوسط. كما ولجت منه حملات الطامعين في إخضاع مصر عبر تاريخها الطويل، ولذلك هي حالة خاصة على اعتبار مكانتها التي كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد القاهرة؛ من حيث حجمها وسكانها وأهميتها كميناء يمثل المنفذ الهام والرئيس لمصر".
ويتحدث  الدكتور سليمان عن المجتمع الدمياطي واصفًا إياه بأنه مجتمع متعدد الوظائف يعشق العمل والكسب والاجتهاد؛ تنوعت حرف أهله  قبل أن تتمترس وراء صناعة الأخشاب والأثاث والحلوى، ولا تبقى بعد ذلك إلا بعض الحرف الخدمية البسيطة. ومن الحرف القديمة في دمياط الشعراء والأدباء في المقاهي والمحدثون الذين كانوا يروون السيرة النبوية والسير الشعبية لأبي زيد الهلالي، ودياب بن غانم، والزناتي خليفة، والسلطان حسن بن سرحان، والجازية، وحكايات وألاعيب علي الزيبق، وعثمان بن الحبلة وغيرها. وتلك الفنون هي التي انحدر من مدرستها بعد ذلك فنانو دمياط وصوادحها رياض السنباطي ونجاة علي، وعباس البليدي، وغيرهم.
أما عن الحلوى الدمياطية فيقول الدكتور سليمان "إن صناعة الحلوى الدمياطية الشهيرة كانت تمثل الصناعة الثانية في دمياط بعد صناعة الأثاث؛ مدينة لطوائف الحلوانية والزلبانية والشرباتلية والكنفانية التي أسست جذور وأسرار تلك الصناعة التي تميزت بها دمياط وغدت مشهورة بها في كل مكان".
وقد اعتمدت جذور الصناعات الخشبية التي وصلت بالأثاث الدمياطي إلى الذروة على المستوى العالمي والمحلى الذي انتقل نقلته الكبرى في أربعينات القرن المنصرم على ما يزخر به ظهير دمياط الريفي من أشجار الجميز والزنزلحت وغيرها التي كانت توفر أخشابًا جيدة لصناعة السواقي والأبواب والشبابيك. والأهم من ذلك كانت صناعة المراكب الملاحية والنيلية من قياسات وأغربة وفلايك وسنابك وزهريات بدمياط وعزبة البرج والقرى المنسدحة على ضفتي النهر؛ حيث اقتضتها الحاجات الملحة على اعتبار موقع دمياط على النيل والبحر المتوسط.
ثم تقبل دمياط في نهايات القرن المنصرم وإلى الآن على عهد جديد، واستعادة لدور وآماد كبرى مع إنشاء ميناء دمياط الجديد. وبعد كد وجهد أضحى حقيقة واقعة تزدهي بها القلوب وتستنير العقول. وافتتح أمام حركة الملاحة الدولية عام 1986م بطاقة استيعابية قدرها 5,6 مليون طن وصلت إلى 13,2 مليون طن خلال عام 1997 بما يعادل زيادة قدرها 236 في المائة كمرحلة أولى من 3 مراحل. وقد أصبح ميناء دمياط على ذلك أهم موانئ شرق البحر المتوسط. وتردفه غير بعيدة عنه مدينة دمياط الجديدة توأم دمياط التاريخية وعروس المدن المصرية الجديدة الذي ينتقل بها ومعها وبدمياط وأهلها والسالكين طريقها إلى مستقبل رحيب وآمال وآماد لاتعد.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دمياط مدينة تاريخية وملتقى النيل بالبحر شمال مصر دمياط مدينة تاريخية وملتقى النيل بالبحر شمال مصر



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 09:34 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تنظيم الدورة الثالثة لدوري أنزا لركوب الموج

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:01 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

5 أسرار طبيعية للحصول على رموش جذابة و كثيفة

GMT 03:34 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

اطلاق أشغال مجمع الفردوس السكني في خريبكة

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"البحث عن الإلهام على انستغرام" أبرز أفكار تنظيم الخزانة

GMT 17:08 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مباي نيانج يرفض فكرة الرحيل عن فريق "ميلان" الإيطالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya