الجزائر- خالد علواش
يُعتبر حمام دباغ في ولاية قالمة في (شرق الجزائر) متحفًا طبيعيًا خلقه الله سبحانه وتعالى على طبيعة صامتة تتزين في ربيعها باخضرار منقطع النظير يجلب آلاف السياح من الجزائريين والأجانب، فتسحر في اللحظات الأولى من الوصول إلى المرتفع الذي يحتضن هذه الآيات الربانية ويشدك شلالها الذهبي المنحوت على جبل شاهق الروعة والجمال، فيما تمثل المنطقة السياحية لحمام
دباغ مقصدًا لعشاق الطبيعة والباحثين عن التداوي من أمراض مزمنة لثروة مياهه المعدنية، مما جعل المختصين يصفونه بـ"رائد السياحة الحموية في الجزائر".
هذا تتربع المنطقة السياحية لحمام دباغ على مكان فسيح يمكن لزواره التجوّل في أرجائه لأن مياهه تجري على مجرى صغير متصل بالجبل الكلسي الشاهق، ومياهه الطبيعية تنبعث من باطن الأرض من درجة حرارة 96 درجة مئوية، وتتجاوز 6500 لتر في الدقيقة الواحدة.
و أكسبت تلك المميزات مياه حمام دباغ ميزة خاصة ومكانة عالمية فهي تحتل المركز الثاني عالميا من حيث درجة الحرارة بعد براكين أيسلندا في شكل شلال يتدفق مياها ساخنة، وهومصنف عالميًا ضمن أجمل شلالات العالم وأكثرها جاذبية.
كما اشتهر حمام دباغ بتسمية "المسخوطين" ويعود أصل التسمية إلى أسطورة قديمة تروي أن الصخور المتواجدة في منطقة الحمام والمتصاعدة بجانب الشلالات هي عبارة عن أشخاص مُسخوا حجارًا بسبب كفرهم وتعديهم على حدود الله وذلك عندما حاول الأمير سيدي أرزاق الزواج من أخته مما أدى إلى غضب الله عليه، فقام بتحويل العروسين والمدعوين إلى حجارة تتدفق منها المياه المعدنية.
يرجع علماء الآثار اسم الحمام إلى العهد العثماني حينما استغل الناس مياه هذا الحمام لعلاج الأمراض والأوجاع، وقد حاولت بعض السلطات تغيير اسم الحمام لحمام دباغ، ولكن سكان قالمة الأصليين وحتى الزوار لا زالوا متشبثين بتسمية "المسخوطين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر