مدينة العرائش المغربية تتميّز ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الهجرة المكثفة من بين الأسباب التي ساهمت في ارتفاع نسبة البطالة

مدينة العرائش المغربية تتميّز ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مدينة العرائش المغربية تتميّز ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني

مدينة العرائش
الرباط ـ المغرب اليوم

تستقبل مدينة العرائش، ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني، السياح من مختلف دول العالم، فهي المستعمرة الإسبانية السابقة التي لا تبعد عن جنوب إسبانيا سوى بـ 150 كيلومتر، ورغم مرور أكثر من 40 عامًا على استقلالها وتحولها لمدينة استقبال للعديد من الباحثين عن العمل هاجروا نحوها من عدة مناطق من المملكة للاشتغال بحقولها الفلاحية ومراكب صيدها، ظلت تحتفظ  بسحرها المعماري الإسباني، وإن كانت قد شهدت في الآونة الأخيرة وثيرة سريعة في البناء العشوائي بعدة نقاط من المدينة مما أصبح يهدد جماليتها ورونقها الذي يميزها عن غيرها من المدن، وكانت إلى وقت قريب من أجمل المدن التي يضرب بها المثل بسحر طبيعتها المتنوعة بين الجبل والبحر والغطاء النباتي الكثيف، كما كانت المزود الرئيسي للعديد من المدن المغربية بثرواتها السمكية والفلاحية التي لا تنبض.

مدينة العرائش المغربية تتميّز ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني

وفي الطريق إلى وسط المدينة لم يتوقف سائق سيارة الأجرة الصغيرة، عن ذكر المشاكل التي تعاني منها المدينة والتهميش الذي يطال أغلب أحيائها محملا أسباب ذلك إلى المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير شؤونها منذ الاستقلال وإلى غاية يومنا الحالي، ويقول السائق "م ع"، ” رغم الإصلاحات والأوراش التي تشهدها المدينة مؤخرا والتي جعلت بعض مناطق وأحيائها تبدو في حلة جديدة ونظيفة، إلا أن العرائش تعاني من مشكل متمثل في استقبال عدد كبير من شباب المدن المجاورة بحثا عن العمل في الفلاحة أو الصيد البحري أو بعض الشركات التي مازالت تقاوم الإفلاس”.

مدينة العرائش المغربية تتميّز ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني

وأضاف السائق أن الهجرة المكثفة نحو العرائش كانت من بين الأسباب التي ساهمت في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف أبناء المدينة الذين فضل العديد منهم البحث عن عمل في مدن أخرى والهجرة إلى الجارة الشمالية إسبانيا، كما أدى ذلك إلى انتشار ظاهرة البناء العشوائي الذي أثر على جمالية المدينة التي كانت تعد من أنظف وأجمل المدن المغربية، بعد تنهيدة من الأعماق، ارتسمت على محياه ابتسامة هادئة، واستطرد ”رغم تخبط المدينة في مجموعة من المشاكل، إلا أن ساكنة المدينة تعقد آمالا على المشاريع والبرامج التي تم برمجتها في السنين المقبلة من أجل إعادتها إلى سابق عهدها"، وغير بعيد عن وسط المدينة وبأمتار قليلة عن الشارع الرئيسي، يتمركز سوق”البلاصة” بمعماره الممزوج بين بناء مغربي معاصر وإسباني قديم، مستقبلا الزوار بأنواع مختلفة من الأسماك يفترشها أصحابها على الأرض تحت درج البوابة الرئيسية للسوق، وبجانبهم بعض الباعة لمختلف لوازم الصيد، داخل السوق تصطف دكاكين صغيرة الحجم لبائعي السمك والخضر والفواكه والدجاج.

ورغم تنوع السمك وانخفاض ثمنه مقارنة بمدن أخرى، يؤكد ” ع.م” صاحب محل لبيع الأسماك، أن الباعة بالسوق يعيشون أزمة بسبب قلة المنتوج نتيجة توجيه أصحاب سفن الصيد لبضاعتهم نحو جهات أخرى من المملكة، وبسبب الباعة المتجولون الذين يحيطون بالسوق من كل جانب ويعرضون بضاعتهم في بعض الأحياء المجاورة للسوق، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع ثمن السمك، ويضيف بائع السمك، أن المدينة فقدت العديد من مقوماتها التي كانت تجعل منها “مدينة سمك” بامتياز وكان يقصدها الجميع ومن كل الأنحاء لتذوق سمكها الطازج والمتنوع، لكنها الآن وبالرغم من ساحلها الممتد لمسافة طويلة على الأطلسي لا تكاد تجد أي فرق بينها وبين أي مدينة غير ساحلية.

وتستقبل السائح، أمام الباب الرئيسي للميناء، قوارب صيد تقليدية من الحجم الصغير والمتوسط تصطف على المرفأ الممتد على مساحة طويلة، تتوسطها بعض الأمكنة المحجوزة ليخوت البحرية الملكية، على الرصيف يتجمع صيادون شباب لتنظيف شباكهم وإصلاحها من بعض الأعطال التي لحقت بها بعد ليلة صيد طويلة داخل مياه المحيط، استعدادا لليلة أخرى قد تكون أفضل من سابقتها أو أسوء، وبمحاذاتهم ينظف بعض الشباب الصناديق الخشبية التي تجمع فيها غلة الصيد، غير عابئين بطيور النورس التي تستوطن المكان بحثا عن وجبتها اليومية مما تبقى من أسماك على الرصيف، يقول “ي ح”، الشاب القادم من قرية مجاورة لمدينة القصر الكبير، أن ظروف العيش القاسية دفعته إلى القدوم للعرائش بحثا عن عمل بعدما أُغلقت في وجهه كل الأبواب في قريته، فلم يجد غير الميناء أملا في إيجاد فرصة عمل لم يجدها في مكان آخر.

ويؤكد البحار الشاب بنبرة حزينة، أن مهنة الصيد التي امتهنها ولا دراية له بها ليست سهلة كما يعتقد الكثير، بل هي مغامرة محفوفة بالمصاعب، تتجدد كل ليلة بالخروج في جنح الظلام نحو المجهول، وأردف وعينيه على أمواج المحيط الأطلسي،” ليس كل مرة نأتي والشباك مملوءة بالأسماك، بل في كثير من الأحيان نعود بخفي حنين، وقد فقدنا أحد أفراد طاقم السفينة داخل البحر بسبب عاصفة مفاجئة”.

وتنتشر مجموعة من الشركات والمحلات الصغيرة التي تزاول أنشطة مرتبطة بالصيد، بعضها يهتم بإصلاح قطع غيار المراكب وصناعة الشباك، وبعضها الآخر يختص في تجميد الأسماك قبل تصديرها إلى بعض جهات المملكة والجارة الشمالية إسبانيا، ويقول “م أ” العامل بمحل لتجميد السمك، إن العديد من أصحاب المراكب والتجار الكبار أصبحوا يفضلون بيع منتوجهم في إسبانيا ومناطق أخرى بأثمنة مرتفعة بدل بيعها في العرائش بسعر منخفض، وهو ما تسبب في ندرة المنتوج المعروض في أسوق المدينة.

وتستقر سفينتين من الحجم الكبير، قبالة رصيف الميناء، متصلة بأنابيب مطاطية ضخمة تسحب الرمال من قعر البحر وتلقيها في مساحة أرضية شاسعة خلف الميناء، لتحملها بعد ذلك الشاحنات المتواجدة هناك نحو أوراش للبناء، أخبرنا بعض الصيادين أنهما تقومان بسحب كميات كبيرة من الرمال وقدفها خلف الميناء لتعميق قعر مياه البحر، حتى تستطيع سفن الصيد الكبيرة الدخول والخروج بسهولة ويسر، وفي الوقت الذي استحسن فيه البعض ذلك تفاديا للحوادث التي تقع أحيانا عند مدخل الميناء بسبب المياه الضحلة، عبر بعض البحارة عن تخوفهم من جرف الرمال بتلك الطريقة، مشيرين إلى أن أنابيب السفن الضخمة لا تكتفي بسحب الرمال فقط بل تحمل معها بيض السمك وهو ما يهدد الحياة البحرية بالمنطقة.

ويجتمع العمال والمستخدمون بمختلف تخصصاتهم ورتبهم، عند غروب الشمس، في مقهى الميناء المهترئة جدرانها في جو صاخب، تعلوه النقاشات الحادة تارة والشجارات اللفظية تارة أخرى وهم يتداولون مشاكل يومهم الطويل الذي يبدء من الساعات الأولى لبزوغ الشمس حتى أن تغادر سماء العرائش.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة العرائش المغربية تتميّز ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني مدينة العرائش المغربية تتميّز ببناياتها البسيطة ذات المعمار الإسباني



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya