المسبح الكبير للرباط يُتيح هامشًا لحرية المغربيات في الاستجمام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أصبحن عُرْضة للتحرّش لمجرد ارتدائهنّ ملابس السباحة

"المسبح الكبير للرباط" يُتيح هامشًا لحرية المغربيات في الاستجمام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

المسبح الكبير في الرباط
الرباط - المغرب اليوم

يستقطب المسبح الكبير للرباط آلاف الزوار، بينهم الكثير من النساء، إذ إنه يوفر للنساء هامش حرية صار أضيق في الشواطئ المزدحمة، إذ أصبحن عرضة للتحرش والمضايقات لمجرد ارتدائهن ملابس سباحة.
وتأسف سناء (34 عاما) لكون الاستجمام على الشاطئ "لم يعد ممتعا بالنسبة إلى امرأة"، مضيفة "تعرضت للتحرش فقط لأنني كنت أرتدي ملابس سباحة، لحسن الحظ أنني كنت برفقة زوجي"، وهي المرة الثانية التي تأتي فيها سناء برفقة زوجها وأبنائهما الأربعة من مدينة مكناس، للاستمتاع بـ"الأجواء الرائعة" في المسبح الذي افتتح مطلع يوليو الماضي.

وتقول: "الأمن هنا مضمون، وحتى الكلمات البذيئة ممنوعة"، مشيرة إلى أنها لم تعد تستطيع "السباحة بكل حرية إلا في بعض الشواطئ المهجورة أو خارج المغرب". وعلى الرغم من ارتياحها لانعدام التحرش في المسبح الكبير للرباط حيث يحرص أكثر من 60 حارسا مكلّفين من إدارة المسبح ورجال الشرطة على راحة الزوار، تفضل سناء عدم ارتداء لباس السباحة العادي "تجنبا لأنظار المتلصصين".

  أقرأ أيضا :

ساو ميغل على المحيط الأطلسي تضم أروع البحيرات البركانية

وتعج شواطئ المملكة المتناثرة على ساحلي البحر المتوسط والمحيط الأطلسي بآلاف المصطافين صيفا؛ لكنها باتت أقل جاذبية بالنسبة للنساء اللواتي يقلن إن ارتداء ملابس السباحة العادية يكاد يكون مرادفا "للعري" و"قلة الحشمة" وسببا للتحرش، خصوصا إذا كانت المرأة دون مرافقين ذكور.

وتوضح سمية نعمان جسوس، أستاذة علم الاجتماع، أن هذه الظاهرة "بدأت تظهر في الشواطئ منذ التسعينيات بسبب انتشار الأفكار السلفية المستوردة (...)، لكن الرأي العام لم يأخذ الأمر بجدية، ولم يقم بأي رد فعل، حتى أصبحنا اليوم لا نستطيع ارتداء ملابس سباحة".

وظهرت في السنوات الماضية دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي "للتنديد" بالفتيات اللواتي ينشرن صورهن بملابس السباحة. وأثارت هذه الدعوات موجة من الإدانات وتعليقات ساخرة، فيما أقدمت فتيات على مواجهتها بنشر مزيد من صورهن بملابس السباحة.

في المسبح الكبير للرباط، تنزل بعض الفتيات إلى مياه المسبح بملابس عوم عادية في لحظات متعة "لم تعد متاحة سوى في الشواطئ غير المأهولة"، كما تقول الطالبة الجامعية أمل (18 سنة).

وتتمسك بالأمل في "استعادة" الفتيات حقهن الطبيعي في الاستمتاع برمال الشواطئ ومياه البحر بأي لباس.

ويجذب المسبح المطل على المحيط الأطلسي في منطقة شعبية يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط نحو 5000 زائر يوميا، حسب أحد المشرفين على إدارته. ولا يتعدى ثمن تذكرة الولوج عشرة دراهم (أقل من يورو واحد) في اليوم. وهو جزء من مشروع "الرباط مدينة الأنوار عاصمة الثقافة"، الذي حوّل العاصمة مع شريطها الساحلي إلى كورنيش أنيق.

"أمر محرج"
لا يزال الشعور بالإحراج يلازم سيدات أخريات في المسبح الكبير، إذ يتحدثن عن "مسترقي النظر".

وتقول خديجة (50 سنة)، التي فضّلت تمضية معظم الوقت مستلقية فوق أريكة بلاستيكية مغطية جسدها برداء أبيض، "لا أفهم لِمَ يركزون النظر في أجساد النساء".

وتضيف المرأة الخمسينية، التي تعمل موظفة استقبال في مركز تجاري في فرنسا وجاءت في عطلة إلى الرباط، "إنه أمر جد محرج"، وتستطرد رفيقتها ليلى (36 سنة): "لا يدركون أن نظراتهم محرجة". وفضّلت هذه الموظفة في إدارة عمومية هي الأخرى البقاء مستلقية تحت مظلة، وهي ترتدي سروال جينز وقميصا صيفيا قصير الأكمام.

بين الأوساط المحافظة، يحمّل كثيرون المرأة مسؤولية تعرضها للتحرش بدعوى أن مظهرها "غير محتشم ولا يحترم العائلات"، كما يقول أنور (32 سنة) القادم برفقة أسرته من مدينة طنجة لاكتشاف المسبح الكبير.
وتسجل سمية نعمان جسوس أن "التقهقر بلغ حدا جعل النساء اللواتي يرتدين ملابس عوم عادية في الشاطئ عرضة للإدانة من طرف نساء أخريات".

وتشكل المساواة بين الجنسين في المغرب ومكانة المرأة في الفضاء العمومي محور جدل في المغرب بين الدعاة إلى مزيد من الحداثة والانفتاح، والمجتمعات المحافظة.

وأقر المغرب، السنة الماضية بعد نقاشات محتدمة، قانونا لمكافحة العنف ضد النساء يشدد العقوبات في بعض الحالات. وجرّم القانون للمرة الأولى "بعض الأفعال التي تعتبر من أشكال المضايقة والاعتداء والاستغلال الجنسي أو سوء المعاملة"، وتؤكد سمية نعمان جسوس أن هذا القانون "أرضية مهمة جدا، لكنه غير كاف"، داعية إلى "التركيز على تغيير العقليات".

وقد يهمك أيضاً :

الدليل الكامل لقضاء عطلة سعيدة في جزر الكناري

تعرَّف على أجمل الشواطئ العربية الساحرة لإجازة صيفية مميزة

 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسبح الكبير للرباط يُتيح هامشًا لحرية المغربيات في الاستجمام المسبح الكبير للرباط يُتيح هامشًا لحرية المغربيات في الاستجمام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس

GMT 17:18 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

عبدربه يؤكّد بذل قصارى جهده لفوز ببطولة أفريقيا

GMT 03:11 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

مواصفات "بي ام دبليو M2 Competition Package" قبل الكشف عنها

GMT 19:34 2014 الأربعاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

كورن سيرب
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya