تونس - حياة الغانمي
اعادة فتح فندق "امبريال بارك" باسم جديد هو Steigenberger Kantaoui Bay " عوضًا عن التسمية القديمة RIU Imperial Marhaba فيه العديد من الايحاءات لعل ابرزها هو ان كل شيء تغير في هذه المؤسسة السياحية، وان الذكرى السيئة التي صنعتها الأيادي الغادرة ، أصبحت من الماضي ولن يضطر ذكر الاسم الجديد الى اثارة الذكرى...
وكانت قد اختارت صاحبة النزل النائب في مجلس نواب الشعب التونسي زهرة ادريس، اغلاق النزل لفترة طويلة نوعا ما(قاربت السنتين ) بسبب تراجع الحجوزات ومغادرة السياح الى بلدانهم ..وقامت بتوزيع العمال والموظفين على بقية السلسلة الفندقية العائدة لها، مؤكدة ان العامل النفسي لعب دورا كبيرا في لم شمل العمال والإطارات من جميع اصنافهم في المجموعة المتكونة من ثلاثة فنادق لتصبح العلاقة اكثر قربا وتشاورا، ويصبح العامل مشاركا في القرار.. فالمصيبة وقتها لم تزدْهم الا لحمة وقربا واتحادا ..وبعد انقضاء كل هذه الفترة،عادوا الى نزلهم في ثوبه الجديد ...
وبعد اسبوع فقط من اعادة الفندق النزل بشكله واسمه الجديد تكاد تجزم ان لا احد من العمال او الحرفاء الذين سجل بحضورهم النزل نسبة امتلاء 100 بالمائة مازال يرهبه ما عاشه صيف 2015 حيث بقيت مجرد ذكرى لشريط مزعج مسحته فرحة العودة ووجوه الحرفاء المستبشرة بموسم راقٍ .
وقد أكدت صاحبة النزل زهرة ادريس أن مصاريف إعادة تهيئة وإحيائه بعد العمليّة الإرهابيّة بلغت 2.2 مليون أورو.وأضافت إدريس أنّه بقي مغلقا حوالي 18 شهرًا وقاموا بتغيير كل شيء فيه لجهة الألوان والأثاث والديكور والحديقة ". وشمل أيضا اسم الفندق الذي أوكلت إدارته إلى المجموعة الفندقية الألمانية "ستينبيرجر". ووفق مديره العام رمزي كسيسة أنفق الفندق نحو 500 ألف دينار (حوالي 200 ألف أورو) على مُعدات المراقبة الالكترونية مثل أجهزة الكاميرا وكاشفات المعادن. وقال "أصبحت لدينا قاعة عمليات مركزية نراقب من خلالها كل مكان في الفندق ومحيطه". وتتوقع زهرة ادريس "بلوغ نسبة امتلاء بنحو 90 بالمائة في ذروة الموسم السياحي خلال فصل الصيف...
وحين تطأ قدماك باب النزل الخارجي تقف برهة من الزمن فينتابك شعور ممزوج بحب الاطلاع والتردد وكثيرا من حب البلاد والوطنية يدفعك لتتحدى التردد وتدخل النزل فتكتشف منتجعا سياحيا جديدا مسته ذات سنة يد الارهاب ومع ذلك تكاد تجزم انها اسطورة مر عليها زمن طويل ولم يبقَ من صداها سوى بعض الصور العالقة بعقول العاملين تحضر ببالهم فيروون لك تفاصيلها بكثير من البطولة والشجاعة.
وقد بات الفندق يحتوي على تجهيزات جميلة ،والوان مشرقة توحي بكثير من الفخامة والتطور بين الازرق الزمردي ،الرمادي المتدرج ،المرمر الممتد على جميع فضاءات المكان و كل التجهيزات وجميع الأثاث المنتشر في بهو النزل او المطاعم او حول المسابح امنته ايادي تونسية مائة بالمائة، في حركة من صاحبة النزل لتشجيع المنتوجات التونسية و مساندة منها لحملة " استهلك تونسي" التي قالت عنها انها حملة تحسيسية تهدف الى تشجيع المنتوج المحلي و انقاذ الإقتصاد التونسي الذي يعاني انهيارا خطيرا قد يكون انتعاش موسم السياحة لهذا الصيف، قاطرة نجاح تجر وراءها بقية القطاعات الاخرى .
يحتوى الفندق على 360 غرفة يسهر على تامين خدمات حرفائها منذ افتتاحه سنة 1995 نحو 250 عاملاً اغلبهم من حاملي شهادات في اختصاص السياحة والفندقية والمطاعم. أما بهو النزل والفضاءات المحيطة به والمسابح والاماكن المخصصة للاستجمام يكاد لا يخلو من الحرفاء الذين فاق عددهم ال 800 حريف من جنسيات مختلفة من العديد من الدول مثل الجزائر وبلجيكيا وفرنسا وألمانيا وروسيا التي سجلت عودة كبيرة ونسبة حجوزات كبيرة على امتداد الموسم وغيرها من الجنسيات الاخرى حيث شهد النزل خلال الشهر الحالي (مايو/ايار) نسبة امتلاء يقارب معدلها 100 بالمائة مع تسجيل حجوزات فعلية تتراوح بين 60 الى 90 بالمائة خلال بقية الموسم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر