لندن ـ كاتيا حداد
يقوم أعضاء مجموعة "جرودينج كرامبوس" المكونة من 45 شخصا بالظهور كل عام أثناء استقبال العام الجديد متحولين إلى مخلوقات خرافية، مرتدين أقنعة ذات قرون وفراء كثيفة في الشوارع كأنهم يطردون أرواح الشر من فصل الشتاء.
ويحتشد المحتفلون في قرية جروديج على مشارف مدينة سالزبورغ على الرغم من انخفاض درجة الحرارة تحت الصفر! ويكون الهواء محملا برائحة مشروب "الجلوهوين" بينما يترقب الجميع، وبعد خمس دقائق من التجمع في مجلس مغلق على الطريق الرئيسي؛ يقوم كليمنس سبيكتلر، أستاذ العلوم البالغ من العمر 45 عاما، بوضع اللمسات النهائية ليتحول من إنسان إلى وحش، فيظهر مرتديا فراء الماعز الأشعث في هيئة يتي (الإنسان الجليدي الخرافي) من صدره إلى أسفله وبالمثل يظهر ابنه جوناس، البالغ من العمر 14 عاما، ويقف إلى جانبه غير مكترث بأحد من الشباب، ومن خلفهم تبدأ مخلوقات خرافية أخرى في الظهور، يرتدون الأقنعة المخيفة على وجوههم ويصطفون مهددين من حولهم بجوار كومة من زجاجات المياه وإطارات السيارات والصناديق الفارغة.
ويقول كليمنس: "إن أثره فاتن بمجرد أن أضع القناع على وجهي يعمل كمفتاح يشغل رأسي وأصبح مخلوقا خرافيا".
وتمارس مجموعة "كرامبوس" تقليدا فلكلوريا لدى سكان جبال الألب القدامى يرجع إلى عصور ما قبل ظهور المسيحية ويمارسون هذا التقليد قبل عيد الميلاد، وبالنسبة إلى كليمنس فهو يسلط الضوء على هذا العام بصفته العضو التاسع والعشرين في مجموعة "كرامبوس" حيث يبدأ متحمسا بصوت أجراس الأبقار العملاقة وسحابة من الدخان الأحمر وتظهر الأشكال الشيطانية بعضها سيرا على الأقدام والأخرى على متن عربة خشبية يكسرون خشب البتولا والسياط المصنوعة من شعر الأحصنة على المتفرجين المزعورين مجسدين لوحة للفنان الهولندي الشهير هيرونيموس بوش أو جزء من فيلم Mad Max.
وفي الوقت نفسه؛ يظهر تقليد آخر نمساوي في مدينة سالزبورغ القديمة أكثر رصانة، وهو الغناء وموسيقى الصالون في رونق وجمال الباروكيه في دير القديس بطرس.
ويكشف الخط الفاصل بين الدين وفلكلور الوثنية غير واضح والزيارة إلى متحف عيد الميلاد (المفتوح على مدار السنة) المفروضة بشكل غريب عن كيفية الجمع بين هذه العلاقة حيث تتداخل التقاليد الوثنية لشجرة الكريسماس و"كرامبوس" مع التصوير الديني للقديس نيكولاس والمسيح الطفل في اللوحات الخشبية والدمى.
وليس هناك موسم راكد في النمسا حيث يقضي الزوار العطلات فيها على مدار السنة وخاصة في سالزبورغ حيث يأتي الشتاء ومعه برنامج كامل من الموسيقى والعروض بينما يختلط صوت السائحين مع المتزلجين في هذا اليوم ويذهب مشجعي موزارت للتبجيل في مسقط رأس بطلهم الزئبقي.
ويأتي الزوار إلى وينترفاست، أحد أكبر الأحداث الثقافية في المدينة، مرتدين الملابس الثقيلة ويملؤون طريقهم بملصقات ممزقة لنوبرت هوفر، المرشح الرئاسي اليميني المتطرف الذي خسر مؤخرا في النمسا. بينما تستضيف فولكسجارتن الثلاث قمم الكبرى لمجموعات السيرك في جميع أنحاء العالم ومن أبرزها هذا العام؛ سيرك الفونس من كيبيك مع محبي موسيقى الجاز ويعتبر سيرك ألفونس من الفعاليات العائلية.
يتكلف الطيران من لندن إلى مدينة سالزبورغ 136 يورو ويمكن معرفة تفاصيل أكثر من خلال موقع (ryanair.com) كما يتكلف حجز غرفة مزدوجة في فندق إيه إم ميرابيلبلاتز نحو 88 يورو، ويقام سيرك ألفونس في وينترفاست وتمتد العروض حتى الثامن من يناير/ كانون الثاني، بينما يعرض ماركوس سكينوالد أعمالا فنية جديدة في معرض تداوس روباك حتى الحادي والعشرين من يناير/ كانون الثاني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر