الفنادق المشهورة تهتم بالمواد التي تستخدمها في البناء وتنقل الغذاء إلى طاولة الطعام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في إطار المساعي الحثيثة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري

الفنادق المشهورة تهتم بالمواد التي تستخدمها في البناء وتنقل الغذاء إلى طاولة الطعام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفنادق المشهورة تهتم بالمواد التي تستخدمها في البناء وتنقل الغذاء إلى طاولة الطعام

الفنادق العصرية
نيويورك - المغرب اليوم

يهتم جيل الألفية الجديدة بحماية البيئة، والدليل أن فضلًا كبيرًا في إنعاش الأنماط المستدامة في مجالات الموضة والسياحة وما شابهها يعود له، عكس الجيل السابق الذي كان ولا يزال إلى حد كبير يرى أن الخيارات المستدامة تفتقد إلى الرفاهية ووسائل الراحة. وفي خضم المساعي الحثيثة لخفض معدلات انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، فإن الكثير من الفنادق الفاخرة أصبحت تُعطي الاستدامة أولوية فيما يخص المواد التي تستعملها في البناء والتأثيث فضلا عن نقل الغذاء من المزارع إلى طاولة الطعام مباشرة واحدة.

وعلى امتداد فترة طويلة، ساد الاعتقاد بوجود تعارض جوهري بين الكلمتين المؤلفتين لمصطلح "الرفاهية المستدامة"، إلى أن استجابت الكثير من الفنادق العصرية لهذه التوجه بجعلها من السفر والترفيه الصديق للبيئة ضرورة وليس مجرد رفاهية. ويوما بعد يوم تطورت الجهود التي بدأت صغيرة إلى جهود تعكس الأعمدة الثلاثة للتنمية المستدامة حسب تعريف الأمم المتحدة لها، وهي: أعمدة اقتصادية واجتماعية وبيئية.

ومع إعلان الأمم المتحدة 2017 العام الدولي للسياحة المستدامة، شعرت فنادق أخرى أن الوقت حان لكي تنضم إلى الركب إلى حد أنه في بعض الأماكن، كلما زادت قدرة المكان على تحقيق الاستدامة، زادت درجة رفاهيته في نظر الضيوف، من الشباب تحديدا. والنتيجة كانت أن اتباع توجه بيئي تجاه تنمية جهود الضيافة أصبح يحمل معه مكافآت، ولم يعد عائقاً على الإطلاق.
وتحريك أبناء الألفية الجديدة لهذه التوجهات الجديدة وإنعاش لا يعود إلى اهتمامهم بقضايا البيئة فحسب بل لأنهم يمتلكون قوة إنفاقية متنامية باتت صناعة الرفاهية تعتمد عليها بشكل عام، سواء في المجال السياحي أو مجال الموضة، حيث لمست بيوت الأزياء الكبيرة أنها كلما تبنت هذا الجانب زاد سحرها والإقبال عليها.

ويبدو هذا الأمر واضحًا في تقرير "كريدي سويس" عن الاستثمارات العالمية بعنوان "غلوبال إنفستور" جاء فيه أن أبناء الألفية يقودون الممارسات المستدامة داخل مجموعة متنوعة من الصناعات. وأشار التقرير أيضا إلى أنه أصبح لزاما على الشركات تقديم أداء اجتماعي وبيئي جيد وتنفيذ ممارسات مستدامة وإلا سيصبح نموها مستقبلاً عرضة للخطر. واللافت حاليا أن التوجهات السائدة اليوم في مجال الرفاهية تعتمد أيضا على نوعية التجارب وليس فقط على فخامة الأماكن أو مدى استدامتها.

فاتباع توجه صديق للبيئة لا يعني الحرمان والتقشف، بقدر ما يعني الشعور بالمسؤولية حتى في أكثر الأماكن فخامة وعصرية. المهم هو العمل على تقليص التأثيرات السلبية على البيئة بأقصى درجة ممكنة واحترام المجتمع المحلي، بما فيه اليد العاملة المحلية.

وحتى الصين التي كانت إلى عهد قريب متهمة بعدم احترامها للبيئة انضمت مؤخرا إلى الركب بافتتاح سلسلة من الفنادق والمنتجعات السياحية صديقة البيئة. مثلا وقع اختيارها على منطقة أنجي لتصبح أول مقاطعة صديقة للبيئة على مستوى الصين. فقد أصبحت تمثل نموذجا رائدا بمجال التنمية البيئية والمستدامة في البلاد. وكانت الأمم المتحدة قد احتفت بالمقاطعة عام 2012 وأثنت على المسؤولين فيها لنجاحهم في تحويل أنجي والمناطق المحيطة بها إلى بعض أكثر المدن الصديقة للبيئة على مستوى العالم.
 
فندق "أليلا أنجي" مثلا صُمم على نحو يشبه القرى الصينية التقليدية وشُيد باستخدام الخشب والأحجار والبامبو من البيئة المحيطة. وبالمثل، زادت جاذبية "نيكوبي سبورتينغ ريزورت آند ريتريت" بنيكاراجوا بفضل التزامه بالرفاهية المستدامة. ويقع منتجع نيكوبي الذي افتتح العام الماضي داخل مدينة نانديم وتنتمي ملكيته بأكملها إلى نيكاراجوا. ويعتمد على سياسة من المزرعة إلى الطاولة حيث يعتمد الطهاة لديه على منتجات زراعات قائمة على مساحة 1.208 متر مربع أو جهات توريد محلية.

ويعتمد المنتجع على تصميم مستوحى من البيئة المحلية، كما يحرص على إعادة زراعة غابات في مساحة 1.300 فدان محيطة به وزرع أكثر عن 14.000 شجرة بحيث يحظى نزلاء المنتجع اليوم على ملاذ داخل الطبيعة يتميز بوحدات إقامة فاخرة ممتزجة بالبيئة. وإذا استمر الأثرياء من أبناء الألفية الجديدة في تفضيلهم للعلامات التجارية المستدامة، فإن الحكمة تقتضي أن تعمل المنتجعات السياحية التقليدية على ابتكار سبل جديدة لاجتذابهم بتقليص اعتمادهم على الوسائل التقليدية وتبنيهم لطرق حديثة في التعامل مع السياحة والترف عموما.

وفي عام 2014. وفي جزر المحيط الهندي أيضا طُرِحت مشاريع كثيرة لجعل الفنادق أكثر مراعاة للبيئة، ساعدت فنادق كونستانس في جزيرة موريشيوس، وجزر السيشل وجزر المالديف على نيل شهادة Green Globe (الكوكب الأخضر) للسنة الثالثة على التوالي، لما قامت به في مجال ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وإعادة التدوير، واستخدام الأسمدة العضوية وحماية الحياة النباتية والحيوانية.

وحتى الحجر والخشب اللذَين يشكّلان أساس البناء يندمجان مع النباتات الطبيعية المحيطة بهما، في حين أنّ الحدائق المنسّقة لا تحتضن سوى نباتاتٍ محلية. هناك أيضا محاولات لتثقيف المجتمع بشأن قضايا بيئية مثل التقليل من النفايات، وعمليات التنظيف المنتظمة ومبادرات إعادة التشجير. ويمتد الأمر إلى حماية أعشاش السلاحف البحرية، وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية الجديدة، أو زراعة أشجار القرم على الضفاف بدعم من علماء عالميين ومؤسسات معنية بالحياة البرية مع تزويد الموظفين، والعملاء والمورّدين بالتدريب اللازم.

وفندق كونستانس هالافيلي استهلّ منذ سنوات قليلة برنامجًا ناجحًا جدًا لإعادة تنمية الشعاب المرجانية، سعياً إلى تنشيط نمو الشعاب المرجانية في البحيرة حول المنتجع، والمساعدة في إصلاح الضرر الناجم عن التسونامي عام 2004، ليكون أول فندق ينال علامة السياحة المستدامة في جزر السيشل من هيئة السياحة في عام 2012. أمّا عام 2005. فتمّ تعيين أشجار القرم كموقع ذي أهمية بيئية دولية، حيث يقع ثلثا أشجار القرم داخل حدود المنتجع، ما يتيح لضيوفه فرصة رائعة للاستيقاظ بالقرب من سبعة أصناف من أشجار القرم الموجودة في المنطقة والتي يمكن استكشافها على متن زورق أو خلال نزهة إلى الأراضي الرطبة برفقة مرشد.

وإذا استمر الأثرياء من أبناء الألفية الجديدة في تفضيلهم للعلامات التجارية المستدامة، فإن الحكمة تقتضي أن تعمل المنتجعات السياحية التقليدية على ابتكار سبل جديدة لاجتذابهم بتقليص اعتمادهم على الوسائل التقليدية وتبنيهم لطرق حديثة في التعامل مع السياحة والترف عموما. وعليه، فإن السفر المستدام يمثل السبيل الأكثر فاعلية لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة في كوكبنا. فمن خلال السفر تتاح للمرء فرصة التعرف على الثقافات المحلية ومختلف البيئات الطبيعية، ونرى عن قرب مدى تفرد وهشاشة هذه البيئات، الأمر الذي يعيننا بعد ذلك على الحفاظ عليها من أجل الأجيال المستقبلية.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنادق المشهورة تهتم بالمواد التي تستخدمها في البناء وتنقل الغذاء إلى طاولة الطعام الفنادق المشهورة تهتم بالمواد التي تستخدمها في البناء وتنقل الغذاء إلى طاولة الطعام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya