تعرف على جزيرة توتي أجمل وجهة سياحية في الخرطوم السودانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يُشاع أنها مكان التقاء نبي الله موسى والعبد الصالح "الخضر"

تعرف على جزيرة "توتي" أجمل وجهة سياحية في الخرطوم السودانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف على جزيرة

جزيرة "توتي"
الخرطوم ـ محمد إبراهيم

تُعد جزيرة توتي "عروس النيل"، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العاصمة المثلثة الخرطوم، ترتبط بالعديد من الأساطير والحكايات أشهرها أنها مكان التقاء "نبي الله موسى بالعبد الصالح الخضر"، باعتبارها "مجمع البحرين"، تُوتي يحُفها النيل من كل جنباتها وتحاصرها الخُضرة من كل الأطراف وتعد أكبر منطقة خضراء في الخرطوم حيث "جنائن" وبساتين الليمون والمانجو والبرتقال والجوافة والحمضيات والخُضر بوصفها مزرعة العاصمة تمد الخرطوم بكل انواع الخضروات الطازجة من بساتينها المُخضرة كل صباح، تتوسط جزيرة "توتي" مُدن العاصمة الثلاثة "بحري، وأم درمان، والخرطوم" تقع عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض في المنطقة التي تعرف بـ "المقرن" في مساحة تتجاوز "950" فداناً وعند شاطئها الشرقي تحديداً  توجد رمال بيضاء ناعمة تحيط بها بساتين الليمون، ويُعد هذا المكان الساحر المفضل للسباحة في النيل لأغلب سكان مدينة الخرطوم ويتوافد إليه السياح الأجانب من بلاد الغرب بصورة كبيره ويطلق عليهم أهل الجزيرة "الخواجات" وبات من غير المُستغرب أن تجد أحد السياح يتجول بملابسه القصيرة في سوق الجزيرة الصغير جداً يطلب إلتقطات صور ولقطات تذكارية مع سكان توتي.

"دلالات الأسم"
تتضارب الروايات والقصص حول اسم "جزيرة توتي"، حيث تقول إحدى تلك الروايات إن اسم توتي يعود إلى امرأة معروفة عاشت هناك لفترة طويلة حينما كانت الجزيرة يعيش فيها قبيلة العنج المشهورة في تاريخ السودان، بينما يقول المؤرخ السوداني بروفيسور محمد إبراهيم أو سليم في كتابة تاريخ الخرطوم أن اسم توتي مصدره كلمة "تؤتي اكلها" وهي الرواية الأكثر شيوعاً وقبولاً لدى الناس باعتبارها - كما جاء في نفس المصدر - بأنها منطقة زراعية مشهورة بانتاجها للخضروات والفواكة وكل أنواع المنتجوات الزراعية ولخصوبتها، وجزيرة توتي لا تتعدى مساحتها الكلية "990" فداناً تزيد وتنقص مع فيضان النيل في حالة المد والجزر يعيش فيها حوالي " 20" ألف نسمة في ترابط وثيق حياته لاتشبه نمط العاصمة الخرطوم فما زالت تأخذ طابع البداوة والريف السوداني الأصيل، شوارعها حتي اليوم "أزقة" ضيقه يرفض أهلها التخطيط.

"تخطيط الجزيرة"
 كانت حكومة السودان في وقت سابق طلبت من قاطنيها إقتطاع "50%" من أراضي الجزيرة مقابل تخطيطها وفق دراسات عمرانية متطورة باعتبار أن الجزيرة معلماً سياحياً متفرداً ولأنها أرضاً زراعية يمكن زراعة مساحتها غير أن أهالي وسكان توتي رفضوا ذلك معتبرين أنهم أصحاب الجزيرة وحراسها لأكثر من "500" عام.

وتحدث لـ"المغرب اليوم" أحد سكان الجزيرة الحسن النور عن صراعات قديمة بين أهالي توتي والسلطات الحكومية منذ عهد الأستعمار الإنكليزي وقال إنه في عام 1924 حاول المستعمر الإنكليزي ترحيل سكان الجزيرة إلى منطقة أخرى بحجة أن المنطقة معرضة للفيضانات غير أن أهالي توتى وقفوا ضد تلك القرارات ببسالة شهدتها "حوادث 1944م" المعروفة واستبسل فيها أهالي توتي دفاعاً عن وطنهم وارثهم العريق، وأشار إلي أن الجزيرة تعرضت إلى العديد من المحاولات المختلفة لترحيل أهاليها بغرض الاستفادة من موقعها في الاستثمار السياحي والزراعي لما تتميز به أرض الجزيرة من خصوبة وقرب المورد المائي منها إلا أن جميعها باءت بالفشل بسبب تمسك السكان بها باعتبارها الوطن الأم الذي لا يمكن التفريط فيه.

"قصة موسى والخضر"

هناك إعتقاد سائد عند أهالي المنطقة وعند الكثير من السودانيين كتب عنه عدد من الباحثين والمؤرخين أن نبي الله موسي في رحلة البحث عن العبد الصالح إلتقي نبي الله "الخضر" في جزيرة توتي بوصفها مكان الصخرة ومجمع البحرين النيل الأزرق والأبيض ويستشهد من يؤمنون بهذا الراي بأيات سورة "الكهف" الأية الستون.

"وإذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا".

وكان لوزير الإعلام السوداني الحالي، د.أحمد بلال عثمان، تصريح شهير عن هذه الرواية وقال فيه إن سيدنا موسي عليه السلام، أتى إلى منطقة المقرن بالخرطوم عندما اتخذ الحوت سرباً في البحر على حد قوله، وأضاف  "نسيه الحوت عند الصخرة وهي "جزيرة توتي"، ودعا بلال وقتها أعضاء اتحاد الصحافيين العرب الذين كانوا في زيارة للخرطوم  لزيارة منطقة المقرن "جزيرة توتي" وأكد بلال خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحافيين العرب أن هذه الأرض المقرن هي التي تعلم منها سيدنا موسى عليه السلام الحكمة، والتقى بنبي الله الخضر في "جزيرة توتي.

"اختيار الأمم المتحدة"
وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015، اختار برنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، جزيرة "توتي" الواقعة عند مقرن النيلين الأزرق والأبيض بالخرطوم، ضمن أفضل ثمانية مناطق على مستوى العالم في استخدام المهارات التقليدية والثقافة المحلية للحد من مخاطر الفيضانات، وإشتهر أهل توتي بحاربة الفيضان والمحافظة علي جزيرتهم ولهم ملحمة مع فيضان العام 1946 الشهير عندما غضب النيل، ففاض ودمّر وحاول ابتلاع توتي، لكن أهالي الجزيرة هزموا الفيضان العاتي عن طريق "النفير"، وتوارثوا حماية الجزيرة لأكثر من "500" عام كحال الطرواديين في مدينتهم طروادة، فغرقت أحلام النيل ولم تغرق "توتي" حتى الآن.

وأعلن منسق برنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية، بشرى حامد أحمد، اختيار مجتمع جزيرة توتي ضمن أفضل ثمانية مناطق على مستوى العالم في استخدام المهارات التقليدية والثقافة المحلية للحد من مخاطر الكوارث خاصة الفيضانات.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على جزيرة توتي أجمل وجهة سياحية في الخرطوم السودانية تعرف على جزيرة توتي أجمل وجهة سياحية في الخرطوم السودانية



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري

GMT 03:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "the shape of water" يقترب من حصد جوائز النقاد في 2018

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 04:18 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الملابس الصوفية عنوان المرأة العصرية لموضة هذا الشتاء

GMT 17:48 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني ورد يطلق تشكية La Mariée الحصرية لفساتين الزفاف
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya