مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تحيط بها الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة

مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا

مدينة بليجو
روما ــ ريتا مهنا

وصلت عائلة إلى مدينة بليجو بالسيارة، بعد أن اجتازوا طريقًا جبليًا في سبيل الوصول إلى منطقة الدولوميت، التي تقع شمالي بحيرة غاردا مباشرة. وبدأت الرحلة من جنوب ترينتينو ثم توجهوا بعد ذلك إلى مدينة ريفا السياحية التي تقع على الشواطئ الشمالية للبحيرة، ثم إلى الشمال، وبدأوا في الارتفاع بمجرد الوصول إلى طريق الوادي. وكلما تقدموا أكثر، حاوطتهم قمم جبال الألب الشاهقة والغابات الكثيفة، حتى وصلوا إلى هضبة التلال.

مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا

وأضاف أحد أفراد العائلة "هنا المكان الذي هربت إليه جدتي وأشقائها عندما كانوا صغارًا في السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، ثم عاشوا في مزرعة صغيرة بمفردهم، في حين تم إجبار أبويهم على البقاء في مسقط رأس جدتي في مدينة ألا المحتلة. وكان هذا حال العديد من الأطفال في تلك الفترة، عندما أعلنت إيطاليا نفسها دولة حليفة ثم سقطت في هوة الحرب الأهلية، وسيطر الفاشيون على شمال البلاد. 

وكانت بلدة بليجو ملاذًا آمنًا بعيدًا عن القتال، والآن نحن هناك، أنا وأمي وزوج أمي وصديقتي، من أجل استكشاف هذا المكان الذي حمى أسرتنا الكبيرة. كان مكان اختباء جدتي لغزًا كبيرًا، لكنني عرفته نظرًا لأن أصدقائي يعيشون هنا باعتبارهم نازحين يعيشون دون أوراق رسمية، أو "سفولاتي" كما يُطلق عليهم بالإيطالية. خططنا لأن نمشي عبر الوادي من الشرق إلى الغرب حتى القمة التي يطلق عليها لاسيما سيرًا، والتي تطل على المنطقة بأسرها".

وتابع "كان معسكرنا في ماسو برا كافاي، وهو بيت ضيافة كبيرة في مزرعة بروتشي مملوكة لإحدى العائلات هناك. وصلنا في وقت متأخر من النهار، واستضافتنا العائلة بترحيب حار. في اليوم التالي، بدأنا جولتنا مبكرًا من قرية ستنيكو التي تقع في أعلى مكان في المنطقة بجانب قلعة الأمراء الأساقفة. رأيت إحدى نوافذ القلعة ثم ذهبت إلى أحد المناطق الواسعة لأجد نفسي في المكان الذي عاشت فيه عائلتي. 

مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا

كنت أعلم أن عائلتي ذهبت إلى نفس المكان من خلال نفس الطريق في الوادي، وتُركوا خاليين الوفاض ما عدا بعض العنب والمعلبات والماشية. دفع بعض الأشخاص إلى كاهن محلي من أجل حمايتهم، لكن مع ذلك، كانوا بمفردهم تمامًا. بالتأكيد شعرت عائلتي بالأمان والحرية إلا أنهم شعروًا أيضًا بالخوف لغياب والديهم. ظل الأمر هكذا حتى نهاية الحرب وتحرير إيطاليا، حيث لُم شمل الأسرة مجددًا".

وفي قرية مديشتي أسفل الوادي، اصطفت في الشوارع مباني متهالكة غريبة الهيئة، فقد كانت تحتوي على مداخل تشبه الكهوف وسقيفة خشبية في الأعلى لا يمكن دخولها سوى عن طريق منحدر حجري مقوس. وتوقفنا عند مكتب البدلية في المنطقة، ناشدين بعض المعلومات. 

إلا أن المسؤولين هناك أخبرونا بعدم وجود سجلات للأسر التي قطنت هنا خلال الحرب، لكنهم اقترحوا علينا أن نسأل السكان المحليين، فهم كما قالو لنا أفضل المصادر التاريخية في المنطقة، أفضل حتى من أرشيف الدولة.

وأضاف "تجولنا في بليجو، قرية بعد قرية، وكان من الصعب الحصول على معلومات عن أقاربي، ورغم ذلك خالجني شعورًا مستمرًا بأنني سأجد ما يدل على وجودهم هنا. 

على بعد ميل تقريبا من الجبل، شد انتباهي كنيسة صغيرة مستقرة على جانب الطريق، كانت جدرانها من الجرانيت محفور عليها أسماء أشخاص عاشوا هنا إبان الحرب العالمية الثانية، وشعرت ببعض الأمل الساذج أنني سأجد أسماء عائلتي على الحائط، لكن لم أعثر على شيء.

مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا

بعدما رحلة شاقة عبر غابات الزان الكثيفة والصخور المشجرة، وصلنا إلى قمة سيما سيرًا، وجلسنا لمشاهدة الأرض الواسعة في الأسفل. لاحت لنا من بعيد كنيسة ستنيكو. وبدت متناهية الصغر. 

من هذا المكان بدأت أشعر أن هذه الرحلة لن تكشف عن معجزة، فلم يكن الأمر كما تخيلت، لم يكن هناك كوخًا صغيرًا على الجبل ينتظرنا وبداخله صورة تذكارية لعائلتي. 

لكن وبما إنني هنا، شعرت أنني اكتشفت شيئًا مهمًا عن طفولة أمي وأشقائها، وتركنا الجبل، وقررنا العودة في العام المقبل، لمقابلة شيوخ المنطقة. فهذه المنطقة تحوي قصصًا كثيرة عن فترة غامضة في التاريخ الإيطالي، ومن المهم الاستماع إليها قبل أن تختفي هذه القصص إلى الأبد".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا مدينة بليجو تعدّ من أروع الأماكن في إيطاليا



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:18 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

داعش والعملية الجبانة في المغرب

GMT 21:48 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد عرض الجزء الثاني من مسلسل"أبو العروسة"

GMT 00:25 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

حكومة سبتة تمارس ضغوطًا على مدريد ترحيل القاصرين المغاربة

GMT 22:40 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

تسلسل زمني لـ «فضيحة انتشار المنشطات» بين لاعبي روسيا

GMT 09:11 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

نهضة بركان يقترب من ضم لاعبين من القسم الثاني

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

معرض مسقط الدولي للكتاب في سلطنة عمان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya