رحلة عبر دروب هبرديس التاريخية تكشفها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

خاضت الكثير من المغامرات التي سيتوحد القارئ معها في تجربة شعورية رائعة

رحلة عبر دروب هبرديس التاريخية تكشفها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحلة عبر دروب هبرديس التاريخية تكشفها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن

رحلة مثيرة عبر دروب هبرديس التاريخية ترويها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن
إدنبرة ـ عصام يونس


استغرقت الكتابة عن هذه الرحلة الرائعة عبر دروب هبرديس الجغرافية والتاريخية ست سنوات. حينما شرعت مادلين بوينتانج في مشروع كتابها لم تكن تتوقع الاستفتاء الأسكتلندي، إلا أن النقاش المستقل يغذي غايتها في استخدام الجزر للوصول إلى فهم وإدراك أفضل عن بريطانيا، وفكرة الوطن. إنها تزور هبرديس كثيرًا، مستلهمة وناهلة من رحلات طفولتها للمرتفعات ومن ميراثها العائلي فضلًا عن نهلها الأدبي لصموئيل جونسون وجيمس بوزويل وجورج أورويل. 

رحلة عبر دروب هبرديس التاريخية تكشفها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن

يتضح من البداية أنها أدركت الإلهام الشعري للجزر –"غادرت البقايا البركانية، قبل أن نبلغ عنها الجرف القاري، وتركت أوروبا متجهة عبر المحيط الواسع إلى الأميركتين"-وجمالها المكتئب المصاحب لتاريخ من التهميش والخسارة، تلك الجزر الحائرة بين التهجير واستخراج التصاريح. استغرق الأمر معها مدة طويلة لمعرفة هبرديس بوجهها المعاصر، وأماكنها المتاحة للإقامة.
كرّر العديد من المثقفين المحليين موضوع تفرد الجزر الغربية ومثاليتها بالإضافة إلى الكتابة عن الثقافة الغيلية. تبرز الفكرة من خلال: "وقوف فكرة غيلية هبرديس أمام كل شيء في أواخر القرن التاسع عشر، حينما كانت بريطانيا إمبراطورية حضارية صناعية وافتقرت إلى الروحية والشاعرية وإلى روح الخيال والموسيقى والشعور والحدس والبديهية والعفوية". وأحد المفارقات المعروفة عن الكتاب أن بوينتانج تستعرض العديد من الطرق، فرض تلك القيم بنفسها، فهي لم تكن سوى زائرة مسافرة من لندن وليست إحدى قاطنات الجزر، مما تسبب في البداية بعدم انسيابية شعورية، كمن يكتب عن وطن شخص آخر مثلما يكتب عن وطن ليس وطنه.
على الرغم من أنها كانت تعي تمامًا-شأنها شأن أي محرر سابق في "الغارديان" يحترم قدراته-بالمعوقات التي قد تواجهها في سبيل الكتابة عن الآخر، إلا أن ذلك لم يوقفها: أقرّت أنها كانت تتطلع إلى الفرار ورؤية الجُزُر كأرض أبدية، كما أشارت إلى أن كتابتها كانت متماسكة ومترعة بالبهجة حينما كانت تتحدّث مع زائري الجنوب-الشعراء والأرستقراطيين-ثم قاطني الجزر أنفسهم الذين كانت تحيطهم هالة من الغموض. تعلمت من أخطاء الغير وتجنبت هبوط المستوى الذي تعرّض له جونسون ورغبة لويس ماكنيس غير الموفقة في العثور على وطن أو انتماء.

رحلة عبر دروب هبرديس التاريخية تكشفها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن
كتبت بوينتانج "تعلمت أن الجزر تصر على الصبر"، فنجد أنها قد تغلبت على المشاكل المحتملة للمشروع متسلحة بالانتباه والذكاء والفطنة. قد تكون مجرد زائرة لكنها استغلت الوقت وقامت بإجراء البحث وجمع المعلومات. خاضت مغامرات، بصحبة ابنها: على متن قارب صغير في دوامات كالوم ستيوارت، وذهبت للتخييم على شواطئ تعصف بها الرياح، وزارت دير بوذا ورأت خدمة الكنيسة المجانية. وقد زارت العديدين من جزر هبرديس.
يركز مضمون الكتاب على طواف بوينتانج شرقًا وغربًا عبر سبعة جزر من جورا إلى سانت كيلدا، بينما كانت تطوف بخيالها وفكرها في المساحة الزمنية بين القرن السابع عشر والوقت الحالي، عندما نراها تناقش قضايا مثل تغيُّر المناخ وتطوير الطاقة المتجددة. تبدأ الرحلة من جزيرة مقدسة وهيلوتيل حيث التقت بوينتانج بزوجها منذ عشر سنوات، إلا أن العنصر الذاتي في هذا الصدد خافت. الأهم من ذلك هو تضمينها للمناظر الطبيعية في التاريخ السياسي والثقافي.
تصف الكاتبة كتابها بنفسها سالكة بذلك العديد من السبل قائلة: قد نرى رؤية جديدة وغريبة للسرد التاريخي إذا قمنا بسرده مكان حدوثه بدلًا من وقت حدوثه." تتراكم موضوعات متنوعة لتعطي صور عن الجزر. يتحدث الفصل الخاص بستافا عن شقوق جيولوجية، والأساطير النضالية العظيمة مثل قصائد ماكفرسون عن ملحمة أوسيان الرومانسية، وفكرة انش كينيث عن السمو، حيث قضت ميتفورد وحدة سنواتها الأخيرة.
 على جزيرة لويس أكبر جزيرة، نتحرك من النيس إلى شطرنج الفايكنغ، حتى الشاعر والروائي إيان كرايتون سميث وبشكل حاسم إلى اللغة الغيلية، "بتقاليدها العريقة في الشعر والغناء". نطرح سؤال استفزازي "ما الذي يمكن أن نفقده باختفاء الغيلية؟" وتفضي بنا الاجابة إلى استكشاف رائعة علمناها خلال مقابلات مع المؤرخين المحليين، وهي أن اللغة نفسها تعد قوة مقاومة للرأسمالية. إن مفهوم كلمة غيلياني يعني الأشخاص الذين ينتمون إلى الأرض، كما رفض سكان جزيرة لويس الفقيرة عرض العمل في مصانع تعليب الأسماك عند صاحب الجزيرة لورد لوفارهالم. 
بالقدر الذي يقدم من خلاله الكتاب نظرة فكرية، إلا أن حب الوطن شعور في الكتاب. ضحت جزيرة لويس، بأعلى نسبة في بريطانيا، بأبنائها الذين عملوا وماتوا في الحرب العالمية الأولى، وعلمت بانتانج ، من خلال تاريخ عائلتها- أن الكتاب مكرّس لعمين لها قتلوا في تلك الحرب. يشير انتشار الكتاب إلى أنه يتحدث عن موضوع من الممكن يشكل إلهاما لمزيد من الدراسة. هناك نقاش عما إذا كان سكان الجزر القدامي أم الوافدين الجدد هم من سمحوا للجاليات المهاجرة بالاستمرار في الذهاب إلى هناك.
كانت الكاتبة قد خططت إنهاء الكتاب في الجزيرة المنعزلة الشهيرة سانت كيلدا، إلا أن رحلة بوانتينج سريعا رأت بأن الرحلة مكررة ومبتزلة (هناك أكثر 700 كتبوا عن الجزيرة). لذا فقد اتخذت خطوة للوراء ونظرت إلى ظاهرة سانت كيلدا الثقافية - بما في ذلك ألعاب الكمبيوتر والسياحة والدراسة الأكاديمية. هي في جزيرة فلونان، الصغيرة وغير المأهولة والتي تقع غرب لويس، حيث وجدت ضالتها ليكون لها تميزًا وتفردًا عن كل ما كتب عن رحلات الجزر من قبل. وفي النهاية سيفقد كلٌ من الكاتب والقارئ لهذا الكتاب، أنفسهم ويتوحدون في نهاية المطاف، ليس فقط مع السياسة والتاريخ وتفاصيل الطبيعة، لكنهم سيخوصون تجربة شعورية من الإعجاب والتعجب.  

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة عبر دروب هبرديس التاريخية تكشفها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن رحلة عبر دروب هبرديس التاريخية تكشفها مادلين بوينتانج مستلهمة فكرة الوطن



GMT 17:10 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة تشغيل مطار سبها الدولي للرحلات الداخلية والخارجية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya