السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الساحرة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اكتظّت قنواتها المائية وممرات المشي فيها بالسائحين

السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الساحرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الساحرة

مدينة فينيسيا الساحرة
روما - المغرب اليوم

تكفي زيارة سريعة لمدينة فينيسيا في شمال شرقي إيطاليا لكي يدرك المرء أنها لم تعد تنبض بالحياة كما اعتادت أن تكون، إذ اكتظت قنواتها المائية وجسورها وممرات المشي فيها بسائحين يتجاوزون بكثير سكانها الأصليين.

وتعكس الأرقام هذه الأوضاع في المدينة، حيث كان تعداد سكانها بلغ أعلى مستوياته في القرن السادس عشر. ورغم ارتفاع التعداد السكاني مرة أخرى في سبعينات القرن الماضي، إلى مستويات مماثلة لتعداده قبل نحو خمسة قرون، فإن عدد سكان فينيسيا حالياً يمثل ثلث العدد الذي كانت عليه المدينة قبل 50 عاماً، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وعندما اصطدمت سفينة سياحية ضخمة الشهر الماضي بقارب صغير يعج بالسياح، في حادث أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، أسرعت جمعيات مدنية وعدد من سكان المدينة الساحرة بالتذكير بما رددوه على مدار سنوات، وهو أن القنوات المائية والبحيرات صغيرة للغاية ومزدحمة لدرجة لا تسمح باستيعاب السفن السياحية العملاقة التي تظهر يومياً في موسم الذروة.

إقرا ايضًا:

أفضل المناطق السياحية في إيطاليا لقضاء شهر العسل

ويقول كلاوديو فيرنييه، رئيس «اتحاد ساحة سان ماركو للأعمال»، والذي يدير أيضاً متجراً لبيع الآيس كريم في الساحة، إن الحادث كان «نتيجة مباشرة لسنوات من الخيارات باسم المال»، مضيفاً أن «المدينة تعاني من اكتظاظ سياحي... ولا يمكن للخدمات في المدينة أن تواكب الطلب المتزايد على السياحة الرخيصة سريعة الإيقاع»، لكن لن يتوقف هذا في فينيسيا، فالمدينة التي تعد متحفاً طبيعياً مفتوحاً أكثر من كونها مدينة حديثة، تلهث وراء الأموال التي يجلبها السائحون، لدرجة أن الصناعات التقليدية -مثل الكيماويات والصلب- في طريقها للزوال، وقد أعلنت وزارة التنمية الإيطالية أن المنطقة تعاني من أزمة صناعية.

وزار نحو 5 ملايين سائح المدينة في عام 2017 مقارنةً بـ7.‏2 مليون سائح في عام 2002، حسب بيانات فنادق المدينة التي لا تأخذ في الاعتبار آلاف الحجوزات التي تتم عبر خدمات مجموعة «إير بي إن بي» لتأجير واستئجار أماكن السكن، والخدمات المماثلة. وفي الوقت نفسه، تراجع عدد سكان المدينة المقيمين إلى أقل من 60 ألف نسمة. وفي الشوارع أو بالأحرى في القنوات المائية من الواضح أنه يجب القيام بتحرك ما لاحتواء أعداد السائحين، حيث من الممكن أن تصل مدة انتظار الحافلة المائية (وسيلة النقل هناك، والمعروفة في فينيسيا بـ«فابوريتو») في هذه البقعة التاريخية التي تخلو من السيارات، إلى 20 دقيقة، وذلك رغم الأجرة التي تبلغ 6 يورو (7 دولارات).

وتخلى كثير من أصحاب الأعمال عن نظام التسعير القديم المزدوج، الذي كان يفرض على الزائرين دفع المزيد من المال مقابل الحصول على الطعام والخدمات الأخرى، مما يعني أن السكان المحليين يدفعون الآن الأسعار الباهظة نفسها التي يدفعها الأجانب.

ويقول نيكولا أوسي، وهو تاجر يبيع الهدايا التذكارية: «أصبحت فينيسيا مكاناً يستحيل العيش فيه... مكلفة للغاية وكل شيء يصمَّم من أجل تعزيز السياحة».

وينتمي أوسي إلى «الجمعية الاجتماعية للمنازل»، وهي جمعية للسكان المحليين، تسعى إلى توفير المنازل الخاوية أو المهجورة للأفراد أو الأسر. وهذا أمر غير قانوني، لأن المنازل تنتمي إلى مجموعة عامة تديرها، إلا أنه ساعد في إعادة الحياة إلى بعض المناطق المهجورة بالمدينة، وبينها حي مركزي يقع في جزيرة جوديكا.

وفي الوقت نفسه، يقول أليساندرو دوس، البالغ من العمر 34 عاماً، وهو عضو في نفس الجمعية الخاصة بالمنازل، إنه يدفع شهرياً 10 يورو مقابل السكن في شقة من غرفة نوم واحدة تقع مقابل ساحة سان ماركو، وهو يعيش يومياً الإحساس بخطر إخلاء المسكن، لدرجة أنه يضع ورقة على باب ثلاجته لتذكره بالموعد المقبل لزيارة الشرطة له في سبتمبر (أيلول) المقبل، وإذا لم تكفّ الأسعار الباهظة وحشود السائحين لدفع سكان فينيسيا إلى التفكير في مغادرة مدينتهم، فالتغير المناخي يكفي. فقد شهد عام 2018 ارتفاع الأمواج لمدة 121 يوماً، حيث ارتفع منسوب مياه البحر 80 سنتيمتراً فوق مستوى سطح البحر.

وتتسبب الفيضانات عادةً في أضرار في الطوابق السفلية للمنازل والمطاعم والمتاجر، وما كان يعد في الماضي ظاهرة في فصل الشتاء صار أمراً متكرر الحدوث.

قد يهمك أيضًا:

6 فنادق لمحبي الاسترخاء في فينيسيا الإيطالية

برج بيزا في إيطاليا يُقلِّص درجة انحنائه بشكل بطيء

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الساحرة السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الساحرة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya