جمال الطبيعة وروعة الكنوز الأثرية والثقافية تمنح أوكرانيا سحرًا لا يُقاوم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يجتمع العشّاق في “نفق الحب” ليشقّوا طريقهم عبر غابات كثيفة

جمال الطبيعة وروعة الكنوز الأثرية والثقافية تمنح أوكرانيا سحرًا لا يُقاوم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جمال الطبيعة وروعة الكنوز الأثرية والثقافية تمنح أوكرانيا سحرًا لا يُقاوم

جمال الطبيعة تمنح أوكرانيا سحرًا لا يُقاوم
كييف - المغرب اليوم

الجمال في الحالة الأوكرانية مسألة جينات وتاريخ. فإلى جانب تصدّر فتياتها قائمة أجمل جميلات الجمهوريات السوفياتية سابقًا، وأجمل جميلات أوروبا، فحسب، فإن كل من زارها يشهد بجمال طبيعتها ومآثرها. فأينما توجهت بأنظارك ترى شيئًا يمتع العين والحواس. حتى الحب له نكهة ومكان خاص، يتمثل في “نفق الحب” الذي يشق العشاق طريقهم إليه عبر غابات كثيفة وطرق وعرة، فهو يقع في غابات مدينة كليفان التابعة لمقاطعة “ريفينسك”، وتشكل نتيجة تفاعل بين الطبيعة والإنسان، ويزيد طوله عن كيلومتر واحد.

يقصد النفق سنويًا آلاف السياح من جيل الشباب، ولا سيما بعد أن أصبحت زيارته تقليدًا يلتزمون به في يوم عقد قرانهم. أما المرح والفكاهة فحدث بلا حرج، إلى حد أن مدينتها أوديسا، أصبحت وجهة الملايين خلال احتفالات “عيد الكذب”، الذي يتعامل معه السكان بجدية، ويعتبرونه يوم المرح والفكاهة بلا منازع.

طبعًا عندما تُذكر السياحة في أوكرانيا فإن مدنًا معينة تتبادر إلى الذهن، نظرًا لجمالها، وأيضًا لبنيتها التحتية التي تجعلها مثيرة ومريحة في الوقت ذاته.

أشهرها كييف عاصمة أوكرانيا

وصفها الروائي والمسرحي الروسي ميخائيل بولغاكوف بـ”أجمل مدينة في العالم”. فقد وُلد فيها وتجول بين شوارعها وأزقتها، ولأنها كانت شاهدًا على طفولته وشبابه، كان من الطبيعي أن يحضر كثير من تفاصيلها في إبداعاته الأدبية، مثل “المعلم ومارغريتا”، و”الحرس الأبيض”، وغيرهما. وكييف واحدة من أقدم مدن شرق أوروبا، تقع شمال وسط أوكرانيا، ويخترقها نهر الدنيبر، ليقسمها إلى جزء قديم يقع على الضفة اليمنى، وجزء حديث يمتد على الضفة اليسرى. جمال كييف يبرز جليًا في الأحياء القديمة، التي أنشئت عبر مراحل مختلفة من التاريخ، يشهد عليها كثير من المعالم. هي أيضًا طبق طبيعي غني بتلال تكسوها أشجار كثيفة، تبدو للناظر كأنها لوحة فنية، لا يخترق هدوءها سوى نهر الدنيبر.

أقرأ أيضا :

 السياحة تأتي على الأخضر واليابس في فينيسيا الساحرة

يتصدر دير “بتشيرسكايا لافرا” قائمة الوجهات السياحية في العاصمة الأوكرانية كييف. وهو عبارة عن مجموعة من الأبنية التاريخية شُيدت في القرن الحادي عشر ميلاديًا، وتنتشر على مساحة واسعة من تلال تغطيها الأشجار، على الضفة اليمنى من نهر الدنيبر، لتشكل جميعها أقدم دير في دولة “روس” التاريخية، وواحدة من أقدم الكنائس الأرثوذكسية في المنطقة.

وإلى جانب فن العمارة الذي تتميز به تلك الأبنية، تثير مجموعة “الدروب” الحجرية الضيقة التي تنتشر منذ القدم هناك، اهتمام السياح. فهي تنقلهم عبر شبكة من الأنفاق، شقّها رجال دين منذ قرون للتعبد، بعيدًا عن صخب المدينة.

في العاصمة الأوكرانية كييف أيضًا، تنتشر مئات المعالم السياحية التاريخية والثقافية، مثل منزل الروائي والمسرحي ميخائيل بولغاكوف. ورغم أنه تنقل مع أسرته للعيش من منزل لآخر، فإن منزل سلالة “تروبينيخ” الذي شُيد في عام 1888 وعاش فيه 13 عامًا، ترسخ في ذاكرته أكثر من غيره، بحيث تجسدت تفاصيله في عدد من أعماله. وقد تحول المنزل اليوم إلى متحف يزوره عُشاق الأدب والمسرح.

من يزور العاصمة كييف، لا بد أن يمرّ عبر شارعها الرئيسي “كريشاتك”، الذي تنتشر على جانبيه مبان تروي مرحلة طويلة من تاريخ المدينة، يعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر، والبعض الآخر إلى القرن الثامن عشر. وعلى مساحة خضراء وسط الرصيف الرحب على جانبي الشارع تنتشر أشجار الكستناء، وهي علامة مميزة لمدينة كييف، التي يزورها مئات الآلاف في بداية فصل الربيع للاستمتاع بمشهد تفتح أزهار هذا الشجر، بلونيها الأبيض والزهري. ويُعد شارع “كريشاتك” محطة أولى رئيسية في المشهد السياحي للعاصمة كييف. تنتشر على جانبيه ساحات صغيرة خُصصت لإقامة نصب تذكارية، إما لشخصيات تاريخية من أعلام الفن والثقافة والسياسة، وإما لشخصيات من أبطال روايات عالمية ألّفها أدباء في مراحل تاريخية مختلفة.

وفي الجزء الأخير منه، يتسع شارع “كريشاتك” عند ساحته الشهيرة المعروفة باسم “ميدان”، ومنها تتفرع الطرق نحو مئات المعالم التاريخية الأثرية في مختلف أجزاء المدينة، بما في ذلك مجمع “ديربتشيرسكايا لافرا”، وباتجاه حديقة الجندي المجهول الممتدة على مساحات شاسعة، ويتوسطها نصب تذكاري للحرب العالمية الثانية، معروف باسم “الوطن الأم يناديكم”، وهي واحدة من أكبر وأجمل حدائق أوروبا الشرقية. من المميزات الأخرى لمدينة كييف شبكة مواصلاتها العصرية، التي تنتشر فيها سلسلة من الفنادق تلبي جميع الأذواق والمستويات. كذلك الأمر بالنسبة للمقاهي ومطاعم الوجبات السريعة، فضلًا عن مطاعم “الوجبات القومية” مثل شوربة (حساء) “البورش” الأوكراني الشهير فيها.

أوديسا عاصمة الفكاهة

تُوصف مدينة أوديسا، الواقعة على البحر الأسود، بـ”لؤلؤة الجنوب”. كل من زارها يشهد بأنها مطبوعة بروح الضيافة والمرح على حد سواء. فقد حصلت بجدارة على لقب “عاصمة الضحك”، نظرًا لحب أهلها للتندر والمزاح، إلى حد أنه أصبح له يوم خاص بالضحك والتفكه، يُعرف بيوم “الكذب”، يصادف الأول من أبريل (نيسان).

ورغم أن هذا اليوم عالمي، فإنه في أوديسا يأخذ بُعدًا رسميًا، بحيث يتعامل معه السكان بجدية وباحتفالات كبيرة، يحصل كل مشارك فيها على “جواز سفر مواطن أوديسي”، فضلًا عن برامج ترفيهية كوميدية، تقدمها الفرق في ساحات المدينة طوال اليوم.

الضحك والطيبة ليسا الميزتين الوحيدتين في أوديسا، فهي أيضًا سياحية بامتياز، بفضل موقعها الجغرافي على الساحل، الذي يجعلها مناسبة للاستجمام، كما تمتلك ثروة لا تقدر بثمن من المعالم التاريخية والحضارية. البوابة لكل هذه الكنوز التاريخية تبدأ من شارعها “ديريباسوفسكي”، الذي أطلق عليه هذا الاسم على شرف الدون الإسباني دون خوسيه دي ريباس، الذي أصبح فيما بعد جنرالًا في الإمبراطورية الروسية ورجل دولة. ولم يغادر الدون دي ريباس مدينته، وهو فيها حتى يومنا هذا، عبر نصب تذكاري، تحيط به ساحة صغيرة في شارع ديريباسوفسكي، تحولت مع الوقت إلى ساحة رئيسية للاحتفالات.

وبالقرب منه تنتشر معالم سياحية أخرى، مثل حديقة المدينة التي تستقبل ضيوفها بمجموعة كبيرة من النصب التذكارية لشخصيات من الروايات العالمية، مع تركيز على شخصيات كوميدية مثل بطل رواية “12 كرسيًا” وآخرين. وبالطبع ينتشر بين كل تلك المعالم التاريخية في شارع “ديريباسوفسكي” كثير من المطاعم والمقاهي، تطل على ساحلها الجميل.

الحديث عن هذا الشارع لا يكتمل دون وقفة في نهايته عند درج “بوتيومكينسكي” الذي يربط مركز المدينة مع الميناء البحري والخليج قبالة أوديسا. شُيد هذا الدرج عام 1837، بتصميم هندسي كلاسيكي، يجعل السير عليه وصعوده بمثابة نزهة لا مكان فيها للتعب رغم درجاته الـ192 الممتدة على طول 142 مترًا. وفي الساحة أعلى الدرج، يقف نصب تذكاري للدوق ريشليو، منذ عام 1828. وهو الدوق رماند إيمانويل دو بليسي دو ريشليو، أرستقراطي دبلوماسي وسياسي فرنسي، التحق بالخدمة في الإمبراطورية الروسية من عام 1804 حتى 1815، ويُعد واحدًا من المؤسسين لمدينة أوديسا.

ومن جملة محطات كثيرة لا تعد ولا تحصى، تمكن زيارتها في “لؤلؤة” الجنوب، يبرز بصورة خاصة المسرح الوطني للأوبرا والباليه. فمبناه بحد ذاته تحفة معمارية من القرن التاسع عشر. وهو أول مسرح يشيد في المدينة، إلى حد القول إنه وُلد معها، وتم افتتاح مبناه القديم عام 1810، إلا أن نيران حريق التهمته عام 1873. المبنى الحديث، شُيد عام 1887. وأعيد بناؤه، وفق تصميم هندسي اعتمد الأسلوب الباروكي. أهميته تكمن في تفاصيله المعمارية الداخلية والخارجية، وأيضًا في المستوى الراقي من الفن الذي يحتضنه.

مواقع سياحية أخرى

المدن الأوكرانية الأخرى لا تفتقد للمعالم التاريخية والبنى السياحية التحتية. من المعالم التاريخية نذكر “حصن خوتينسكي”، في مقاطعة “تشرينوفتساكايا”، ويُعتبر مثالًا حيًا لفن عمارة المنشآت الدفاعية في القرون الوسطى. شُيد منذ أكثر من 1000 عام، ولعب دورًا رئيسيًا في حماية المنطقة من هجمات عبر نهر دنيستر. وتحول الحصن إلى متحف تاريخي حاليًا. تمت توسعته أكثر من مرة على مدار عقود طويلة، اتسعت مساحاته، وتنوعت معروضاته، لكنه يحافظ إلى الآن على مدخله، المصمم على شكل نفق تحت الأرض، وفي ساحاته أطلال مساجد ومدارس تاريخية، وبعض الكنائس، وغيرها من معالم أثرية.

قد يهمك أيضا : 

جولة داخل أهم المناطق السياحة في "مونتريال" الكندية

 "أنظف مدينة عربية" تستضيف "أغاني الأرز" في المغرب

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمال الطبيعة وروعة الكنوز الأثرية والثقافية تمنح أوكرانيا سحرًا لا يُقاوم جمال الطبيعة وروعة الكنوز الأثرية والثقافية تمنح أوكرانيا سحرًا لا يُقاوم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:46 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

وظائف تزيين وتجميل في المغرب

GMT 08:15 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تكناتين تنظم دوري الجمعيات لكرة القدم المصغرة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 02:51 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات لاب توب Dell Precision 5530 الجديد

GMT 20:32 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات إعداد علب تخزين الإكسسوارات

GMT 21:37 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

انتقاد شديد لشعار المغرب لحملة استضافة مونديال 2026

GMT 19:22 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

ماسك الصبار يساعد على تطويل الشعر والقضاء على القشرة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 15:21 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

بانون وبنشرقي يُبدّدان مخاوف مدرّب المنتخب المغربي

GMT 05:02 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نصائح من أجل معالجة الهالات السوداء بعد مكياج رأس السنة

GMT 17:51 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس الموريتاني يجري مباحثات مع خالد مشعل
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya