مراكش - ثورية أيشرم
تعتبر المعالم التاريخية التي تزخر بها المدينة الحمراء رمزًا للثقافة المغربية وعنصرًا مهمًا من العناصر التي تنعش السياحة في مراكش، نظرًا للإقبال الكبير الذي تحققه من طرف السياح الأجانب الذين يحطون الرحال في مراكش ويختارونها لقضاء عطلهم الأسبوعية أو السنوية إذ تعتبر هذه المعالم المتنوعة والكثيرة والمنتشرة في مختلف أرجاء المدينة فضاءات مهمة تستقطب السياح الراغبين في اكتشاف التاريخ والحضارة المغربية التي تزخر بها مراكش والتي تعود إلى حقب زمنية تاريخية مهمة.
ونالت المدينة الحمراء، النصيب الأوفر من هذه المعالم التاريخية بفضل الدور الذي لعبته في العصور السابقة خاصة وأنها كانت عاصمة للمغرب وملتقى القوافل التجارية القادمة من جنوب الصحراء، إذ يتوفر فيها عدد كبير من المعالم التاريخية منها القصور كالباهية والبديع اللذان ذاع صيتهما عبر العالم لما يتوفران فيهما من جمالية عريقة وتاريخية وهندسة إسلامية وزخارف تقليدية قديمة ساهمت بشكل كبير في منحهما لقب قصرا التاريخ والجمال العريق، فضلًا عن معلمة مسجد الكتبية الذي يقع قرب ساحة جامع الفنا وتسميته مشتقة من "الكتبيين"، وهو اسم سوق لبيع الكتب كان بمقربة من المساجد، والذي بني على يد الخليفة عبد المؤمن بن علي الكومي عام 1147 م، على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت التنقيبات الأثرية على بناياته ومكوناته المعمارية .
ويحدد المدينة العريقة مراكش، الأبواب السبعة التي ترتبط جميعها بسور المدينة العتيق، وتجتمع فيها مختلف دور الضيافة والرياضات العتيقة التاريخية التي تعتبر عنصرًا أساسيًا ومهمًا في إنعاش السياحة في هذه المدينة لما تقدمه من خدمات وإقامة تقليدية تاريخية يعشقها الكثير من السياح ويقبلون عليها بشكل كبير وفي كل الأوقات التي تصادف تواجدهم في المدينة الحمراء.
وتعد معالم ضريح السعديين من بين أهم الأضرحة في المملكة المغربية تتميز بهندستها المغربية التقليدية التي تشع بالجمالية العريقة واللمسات الإسلامية التي ترمز إلى الثقافة والتاريخ القديم والتي نلمسها في الضريح الذي يعتبر كذلك من أهم المعالم التاريخية في المدينة فضلًا عن قبة المرابطين التي تتميز كذلك بنفس الخصائص التاريخية والتقليدية ومختلف الزخارف والنقوش القديمة، إضافة إلى جناح المنارة تلك المعلمة التاريخية المميزة والجميلة في المدينة المطلة على صهريج مائي يسحر العيون ويخطف الأنفاس والتي تساهم بشكل كبير في استقطاب السياح من كل حدب وصوب لزيارتها بفضل جمالها الطبيعية والتاريخية العريق.
ولا يقتصر هذا الجمال على جناح المنارة بل نلمسه كذلك في العديد من الفضاءات القديمة كمتحف دار سي سعيد، ومتحف مراكش ودار بلارج وعراصي المدينة ورياض الزيتون والزوايا العتيقة في المدينة وغيرها من المعالم العريقة التي تعتبر المتنفس التقليدي والسياح القديم للمدينة الحمراء، فضلًا عن كونه مقصدًا للكثيرين لاسيما عشاق التاريخ واكتشاف الحضارات الذين تجدهم يقصدون مراكش لاكتشاف ذلك التاريخ القديم والقيام برحلة عبر الزمان للتعريف على المميزات التاريخية والثقافية لهذه المدينة التي أصبحت تضاهي المدن الكبرى والعالمية في مختلف المجالات التي تتقدمها السياحة التي تحتل فيها المراتب المتقدمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر