مراكش - ثورية إيشرم
يُعد جبل تغدوين، الذي يقع في المنطقة الجبلية السياحية، توبقال، في ضواحي مدينة مراكش، أعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس الكبير، وإحدى المواقع الطبيعية الخلابة، ومن أهم أقطاب السياحة المغربية، التي تجلب السياح من مختلف بقاع العالم، وبالرغم مما يزخر به من مقومات طبيعية وإيكولوجية وتراثية مميزة، إلا أنه يواجه خطر فقدان تلك المقومات في حالة ما لم تبذل جهود للنهوض به وتثمينه.
وبالنظر إلى الغطاء النباتي والغابوي المتنوع، الذي تتميز به المنطقة، إضافة إلى ينابيع المياه المتدفقة، والثلوج التي لا تبرح قمته خلال فصل الشتاء، فإن جبل تغدوين يملك حقًّا كل المقومات التي تجعل منه، وجهة مفضلة للسياح المغاربة والأجانب، ولاسيما الباحثون عن السياحة الإيكولوجية وهواة تسلق الجبال والتزحلق.
إن تلك المنطقة التي تتوفر على مؤهلات سياحية متنوعة، كانت في سنوات السبعينات وجهة سياحية مميزة، بالنسبة للأجانب الذين يأتون للاستمتاع بطبيعتها الجميلة، وممارسة مختلف أنواع الرياضات، إلا أنها أصبحت تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى تتعلق أساسًا بالاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، ولاسيما الأرز والموارد المائية، مما يُشكِّل تهديدًا مباشرًا سواء للنظام البيئي أو للسكان، مما يستدعي ضرورة تحقيق تنمية مندمجة في المنطقة لخلق الثروات ومناصب الشغل للشباب.
كما أن الغابات الواقعة على مستوى منطقة أوريكا وأوكيمدن، تعاني من صعوبات كثيرة تتمثل أساسًا في قطع الأشجار بشكل عشوائي، وتوسيع المساحات الزراعية على حساب غابات الأرز، فضلًا عن أن مصالح المياه والغابات تعمل بتنسيق مع السلطات المختصة على مراقبة ومتابعة الجهات التي ترتكب مخالفات يعاقب عليها القانون.
كما أن المديرية الإقليمية للمياه والغابات، تعمل مع النسيج الجمعوي المحلي لتحسيس السكان بضرورة الحفاظ على الثروات الغابوية مع إيلاء أهمية خاصة للنهوض بالمشاريع "السوسيوإقتصادية"، التي تهدف إلى تحسين ظروف عيش السكان وحماية الثروات الطبيعية.
من جهته، أبرز الباحث المختص في تاريخ المنطقة، عبدالإله الشيخي، أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي لتلك المنطقة، وإنعاش السياحة المسؤولة"، معبرًا عن "قناعته بأن الباحثين عن الهدوء التام، سيجدون ضالتهم في المنطقة التي توفر نمط حياة أمازيغي أصيل، تعكسه الأزياء التقليدية، وفن الطبخ، والصناعة التقليدية ، فضلًا عن شكل البيوت، وتقاليد وعادات السكان".
وأشار الشيخي، إلى أن "قمة جبل تغدوين، تضم بناية يطلق عليها بالأمازيغية "تمزكيدا نربي"، أي (بيت الله) ، ومغارات ما يوفر منظرًا طبيعيًّا خلابًا، ويطل على جماعات قروية عدة، منها؛ سيتي فاطمة، وولماس، ومنطقة آني وغيرها".
وأوضح مسؤولون محليون، أنه "رغم توفر المنطقة على مؤهلات طبيعية مهمة، غير أنها تتعرض للاستغلال المفرط، كما أنها قليلًا ما تؤخذ في عين الاعتبار مخططات تقويم وتثمين المواقع الإيكولوجية"، مؤكدين على "ضرورة وضع إستراتيجية واضحة المعالم تضع العنصر البشري في صلب اهتماماتها، وذلك حتى يتسنى لجبل تغدوين أن يتموقع ضمن الوجهات السياحية الوطنية المميزة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر