دبي ـ المغرب اليوم
سجلت أسعار تذاكر الطيران للسفر إلى الوجهات السياحية والتقليدية المختلفة، أعلى مستوى لها منذ عام 2008 مرتفعة بنسب تجاوزت الضعفين على بعض الوجهات، خصوصاً العربية منها، وسط مؤشرات باستمرار هذه المستويات السعرية حتى منتصف آب/أغسطس المقبل.ورفعت شركات طيران شعار "كامل العدد ولا توجد أماكن شاغرة" وذلك على معظم الرحلات المتجهة من مطارات الدولة إلى الوجهات العربية والسياحية التقليدية، اعتباراً من 23 تموز/يوليو الجاري وحتى 8 من الشهر المقبل، قبل أن تتراجع تدريجياً حتى 20 آب، ووصلت أسعار التذاكر المحدودة والمتاحة حالياً إلى أكثر من ضعفي السعر العادي على الرحلة نفسها والمحجوز قبل شهر من السفر.
وأفاد مسؤولون في شركات طيران وسفر وسياحة، بأن أسعار "الطيران الاقتصادي" اختفت كلياً في هذه الفترة من العام، وتساوت أسعار الطيران التجاري مع نظيره الاقتصادي، بل تفوق أسعار الطيران الاقتصادي على بعض الوجهات أسعار شركات الطيران التجارية العادية، خصوصاً الرحلات غير المباشرة التي تصل إلى وجهات المسافرين النهائية دون المرور بترانزيت عبر مدينة ثالثة.
وبين رياض الفيصل مدير عام "أصايل للسياحة والسفر"، أن الأسعار في هذه الحالة غير طبيعية، نظراً لأن المعروض أقل من الطلب بشكل كبير والفارق يكاد يصل إلى الضعف، لافتاً إلى أن الأسعار حالياً هي الأعلى من نوعها منذ عام 2008، وربما أبعد من ذلك، خصوصاً إلى الوجهات العربية.
وأشار إلى أن السعر المتاح على المقاعد المتوافرة ارتفع بما يتراوح بين 200% و300% في بعض الوجهات، نظراً لأن الشركات لم تقم بتسيير رحلات إضافية هذا العام، وتعمل بطاقتها نفسها، على الرغم من نمو الطلب، وكان من الممكن أن تستفيد الشركات من هذا الزخم في حركة السفر الذي تضاعف مرتين.
وأوضح الفيصل أن هذه الفترة تتقاطع فيها ثلاثة مواسم سفر، تتضمن إجازة الصيف والمدارس، وجاءت إجازة العيد التي تمتد نحو عشرة أيام، ما أسهم في حركة أكبر في الطلب على السفر، وزاد من حجم الطلب، لافتاً إلى أن أسعار تذاكر السفر ارتفعت على كل الشركات.
ولفت إلى أنه وبعيداً عن العرض والطلب، فإن شركات الطيران انتهزت هذه الفرصة التي لم تتكرر في تحقيق أكبر استفادة من السوق، ورفعت أسعارها إلى مستويات قياسية، متوقعاً أن يمتد هذا الوضع والمستوى في الأسعار إلى ما بعد عيد الفطر، وحتى نهاية إجازة الصيف أواخر آب المقبل.
ونوه رياض بأن تعديل توقيت التذاكر لم يعد متاحاً حالياً على أي مقطع حالياً، كما أن التأثير على الرحلات امتد للوجهات العربية والآسيوية والأوروبية، ولم يتم استثناء أي سوق من الزيادات الحالية، مشيراً إلى أن رحلات العودة الأكثر طلباً تتركز بين 21 و24 آبوتشهد ازدحاماً غير طبيعي، إلى جانب رحلات أيام 1 إلى 3 آب عقب انتهاء إجازة العيد.
وأوضح سعيد العابدي مدير عام "العابدي للسياحة والسفر"، أن حركة السفر نمت بشكل كبير من 15 تموز الجاري، وتزيد بشكل كبير تدريجياً لتصل إلى ذروتها من اليوم الأربعاء وحتى الاثنين المقبل، ولا يوجد مقعد شاغر على الرحلات، سوى الأعلى سعراً الذي يصل إلى أكثر من ضعفي السعر العادي ويلجأ إليه المضطر فقط.
وأشار إلى أن تركز الإجازات في هذا الفترة وتأجيل معظم المقيمين سفرهم إلى عيد الفطر وما بعده، وكذلك تأجيل المسافرين للسياحة إلى الفترة نفسها، أسهم في نمو الطلب على مقابل عدد محدد من المقاعد من شركات الطيران التي لم تقم هذا العام بتسيير رحلات إضافية.
ولفت إلى أن الأسعار على المقاعد المتاحة حالياً غير مسبوقة ولم نلمسها كشركات سفر من قبل، حيث وصلت إلى قمتها في الوقت الراهن ولم نشهدها من قبل، بما في ذلك السفر إلى الوجهات العربية وهي الأكثر ارتفاعاً، وكذلك الوجهات الأوروبية والآسيوية، والتي طالها جميعاً الارتفاع.
وأبدى العابدي تخوفاً من تأثير استمرار ارتفاع أسعار تذاكر السفر على حركة السياحة إلى الوجهات التقليدية، خصوصاً مصر ولبنان، موضحاً أن الناقلات الوطنية في هذا الدول مطالبة بتحرك واسع ومدروس لتوفير أكبر عدد متاح يلبي الطلب السياحي للسياح من المقيمين في الخارج أو السياح من غير أهل البلاد، والاستفادة من حالة طلب السفر السياحي.
إلى ذلك، يرى ياسين دياب مدير عام وكالة "الفيصل للسياحة والسفر والشحن"، أن ارتفاع الأسعار طبيعي نظراً لكون العدد المتبقي من المقاعد على الطائرات هو الأعلى سعراً، حيث ترتفع الأسعار تدريجياً لتصل إلى ذروتها مع نمو الطلب، إلا أن الأسعار الحالية لم تشهدها الأسواق من قبل، وعلى مدى عشرات السنوات التي عمل خلالها في مجال السفر، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن هناك ارتفاعات سابقة، ولكنها لم تصل إلى أكثر من 5 آلاف درهم لتذكرة السفر إلى القاهرة ذهاباً وإياباً، كما وصل السعر للسفر من دبي إلى بيروت على الطيران الاقتصادي إلى 2800 درهم، وهو يوازي ضعفي السفر ذهاباً وإياباً في الأيام العادية.
وبين ياسين أن الشركات انتهزت هذه الفرص لتعويض حركة الهبوط في السفر والعائدات في الفترات السابقة، ولا شك أنها تعتبر فرصة يمكن استغلالها، بغض النظر عن أي تداعيات أخرى، منوهاً بأن بعض شركات الطيران لن ولم تحقق إشغالاً بنسبة 80% في فترات انخفاض الأسعار ما يضعها تحت وطأة الخسارة، ومن هنا فإن نمو الطلب الحالي جاء فرصة لتحريك العائدات.
وتوقع أن تستمر الأسعار الأعلى الحالية إلى الأسبوع الأول من آب المقبل، ولكن ستظل الأسعار مرتفعة ولكن بمستويات أقل من الوضع الحالي، وهو ما يؤكد أن الحجز المبكر هو الباب الأول لتفادي المبالغة في الأسعار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر